«السينما المصرية» تنتهك حُرمة أدب محفوظ.. أبشعهم «السمان والخريف»

الاربعاء 30 سبتمبر 2015 | 12:17 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

تتفوق عيون مُشاهدي الأفلام السينمائية على غريماتها للأدب بكثرة عددها. فأسهم بورصة الحياة لا ترتفع بالنظارة والكتاب التى تحمله يداك فى الطريق، ولكن ببضعة مشاهد خبيثة على الشاشة.يعد نجيب محفوظ أول عربى خطف جائزة نوبل متسلحا برواياته،التى يتزلزل العالم أجمع لسطر واحد من سطورها. وكان سبب ضخ دمه فى عروقه هو التأريخ السياسي، فكان مخضرم الستينات والسبعينات يركز دائما على الصفات النقدية اللازعة فى الشخصيات السياسية اللامعة بطريقة لا تتصادم مع السلطة. فنجح في «ثرثرة فوق النيل» أن يقدم على طبق من ذهب لجمهوره نماذج متنوعة لعناصر إجتماعية تسيطر عليها حالة العجز الممزوج باليأس من إصلاح الوضع في البلاد.فعلى سبيل المثال عند التدقيق فى رواية «السمان والخريف» نجد أنها من أكثر رواياته التى إرتدت ثوب الجرأة، فعلى الرغم من ذلك إلا أن صناع فيلم «السمان والخريف» قد جعلوها تتخلى عن حشمتها. فشكلوا "الدباغ" بطل الرواية بطريقة مقذذة تتبع شهوات السياسة حينها قبل ثورة 1952، ومن ثم أسسوا فِكرُه بالإنشغال الدائم بتأثير تلك الأحداث على السير السياسي، وعلى النقيض ظهرت شخصية ابن عمه "حسن" الذى يتفائل بما سيحدث غدا. الذى ردد لسانه جملة واحدة أبدع فيها «محفوظ» ؛ حينما قال" نؤيد الشيطان إذا تطوع لإنقاذ السفينة" فالمقصود هنا بالشيطان هى الوسيلة مهما غلي ثمنها. ومن هنا تًدخل القائمين على الفيلم بتأليف مشهد لم يرد في الرواية مطلقا "لحسن" حينما قال لعروسه: "أنا باستمرار عندي ثقة إن الحاجة اللي نفسي فيها لازم تجيلي.. أنا معرفش التشاؤم أبدا ". لربما يقدم تفسيرا لتقلد "حسن" أعلى المناصب السياسية من وجهة نظرهم. كما خلقوا مشهد الإستغراب الذى وجده "حسن" فى عيون البطل عندما نظر لسيارته سامعا كلمات السخرية بأذنيه دون أن تلفظها لسانه.بالإضافة إلى مشهد الجدعنة التى يظهر فيها "حسن"متطوعا لمصالحة البطل على زوجه، فهذه كلها أحداث إبتكرها السينما ولم ترد في النص الروائي بهذه الطريقة.«شغل سيما».

اقرأ أيضا