«روسيا» و «تركيا».. الحرب الباردة تشتعل في الطريق إلى العالمية

الاربعاء 25 نوفمبر 2015 | 10:18 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

لا يزال المشهد بين «روسيا» و«تركيا» مُعقدًا، عقب تحطّم طائرة حربية روسية في سوريا، من طراز «سو-24»، وأعلنت روسيا أن الطائرة أُسقطت بصاروخ «جو-جو»، أطلق من مقاتلة من طراز «إف-16» تركية، وأن الطائرة سقطت على الأراضي السورية على بعد 4 كيلومترات عن الحدود التركية.حربًا كلامية يخوضها الدبلوماسيين بكلا البلدين، واتهامات يتبادلها رؤساء الدول، حيث وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الحدث، بإنه «طعنة في الظهر»، أعقبها كلمة لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، متهمًا تركيا أنها ساعدت «داعش» بضرباها، فيما اكتفت تركيا بتبرير موقفها أنها كانت تحمي حدودها، وانضم لها حِلف الناتو، مؤيدًا لما فعلته.روسيا تهدد بالتصعيدقال الرئيس فلاديمير بوتين إن ما فعلته تركيا يمثل «طعنة في الظهر من قبل المتآمرين مع الإرهابيّين» وسيكون لها «تداعيات خطيرة على العلاقات الروسيّة-التركيّة»، مضيفًا أن «المقاتلة الروسية «سوخوي-24» التي أسقطها الطيران التركي قرب الحدود السورية لم تكن تهدد تركيا، وأنها أصيبت في الأراضي السورية على بعد كيلومتر من الحدود التركية».وأوضح بوتين قائلًا: «طائرتنا وطيارونا لم يكونوا يشكلوا أي تهديد لتركيا، والمقاتلة تحطمت على بعد أربعة كلم من الحدود».تركيا والحدودورد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، على الاتهامات معزيًا ذلك إلى أنه «واجب تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها»، مضيفًا يجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دوليا ومن واجبنا الوطني اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا..أمتنا الموقرة يجب أن تعرف أننا لن نتردد لحظة، في اتخاذ التدابير الضرورية».الناتو يهاجم روسياأعرب حلف شمال الأطلسي عن دعمه لتركيا على خلفية إسقاطها لمقاتلة روسية قالت إنها اخترقت حدودها صباح اليوم. وقال الجنرال جينز ستولتينبيرج، الأمين العام لحلف الناتو إن «الحلف يقف متضامنًا مع تركيا». وتابع: «معظم الغارات التي تنفذها روسيا في سوريا تستهدف مناطق لا يوجد فيها داعش إن المعلومات التي تلقيناها من حلفائنا تتماشى مع المعلومات التي وصلتنا من تركيا.. عبرت في السابق عن قلقي من العمليات العسكرية الروسية قرب حدود حلف الناتو».مقاطعةاتخذ الهجوم منحى جديدًا، حيث أعلن رئيس جمهورية القرم سيرجي أكسيونوف، اليوم الأربعاء، عن وقف حركة العبارات، وكافة علاقات رجال الأعمال مع تركيا، ودعا لمقاطعة البضائع التركية وعدم سفر مواطنيه إلى هناك، وذلك على خلفية إسقاط تركيا للطائرة الروسية (سوخوي- 24)، قائلًا: «لن يكون هناك أي اتصال مع تركيا، بما في ذلك حركة العبارات. ونحن لسنا مستعدين للتعاون مع رجال الأعمال الأتراك»، كما دعا رئيس القرم سكان الجمهورية، لتأييد حملة مقاطعة البضائع التركية بسبب سياساتها العدائية تجاه روسيا.تعويضاتصرحت رئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو، بأن روسيا تنتظر من تركيا بعد إسقاطها للطائرة الروسية، الاعتذار والتعويض لأسرة الضابط المتوفي.وقالت ماتفيينكو، «نحن ننتظر اعتذارا من تركيا والاعتراف بعدم شرعية العمل المنفذ، وتعويض روسيا وعائلات الضباط الذين ماتوا».تكثيف الضرباتأعلن الكرملين اليوم أنه سيرسل نظام أس 400 للدفاع الجوي إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السوري «شمال غربي البلاد»، وهو نظام متطور يمكنه إسقاط الطائرات من مسافة بعيدة، كما ترددت أنباء عن إرسال موسكو بارجة إلى سواحل سوريا، وخلال مؤتمر صحفي اليوم في موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين «آمل أن يكون هذا كافيًا لضمان سلامة طلعاتنا».وأكد وزير الدفاع سيرغي شويجو أنه سيتم نشر أنظمة الصواريخ أس 400 للدفاع الجوي في قاعدة حميميم السورية، قائلًا: «إن البارجة موسكو اقتربت من شواطئ مدينة اللاذقية السورية، وهي مستعدة لتدمير أي هدف جوي يشكل خطرا على الطيران الروسي».اتهامات صريحةبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال اتصال هاتفي، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا يعني أن القيادة التركية تقف إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي. وذكرت الخارجية الروسية أن لافروف قال لنظيره التركي إن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا يعني في الواقع أن القيادة التركية تقف إلى جانب داعش.مشروع قانونقدم زعيم حزب (روسيا العادلة) سيرجي ميرونوف، مشروع قانون إلى مجلس "الدوما" بشأن إنكار تركيا الإبادة الأرمنية في عام 1915.وقال ميرونووف، «قدمت للتو مشروع قانون بشأن المسئولية عن عدم الاعتراف بالإبادة الأرمنية من جانب تركيا في عام 1915».وذكرت كتلة «روسيا العادلة» في البرلمان الروسي - في وقت سابق - أنها تنوي التقدم لمجلس الدوما الروسي بمشروع قانون بخصوص المسئولية عن إنكار الإبادة الجماعية للأرمن وعدم الاعتراف بها.العلاقات باقيةمن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأربعاء، «أن روسيا لن تعلن الحرب على تركيا، وعلاقاتنا مع الشعب التركي لم تتغير»، وقال أيضًا إن روسيا «ستجري إعادة تقييم جدية» للعلاقات الروسية - التركية، فيما اعتبر أن إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية «استفزاز متعمد» من أنقرة، وقال إنه «عمل مدبر».وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي «لدينا شكوك جدية حول ما إذا كان هذا عملا عفويا، إنه أقرب ما يكون إلى استفزاز متعمد»، وعبر لافروف عن أمله في ألا يستخدم إسقاط الطائرة الروسية كذريعة لدفع فرض منطقة حظر جوي على سوريا، مضيفًا "إن إسقاط المقاتلة الروسية سيؤثر على محادثات فيينا بشأن سوريا، ونحن مستعدون للنظر بجدية بهذا الاجراء الضروري، العديد يقولون أنه إذا اغلقت هذه الحدود إاننا نضع حدًا للتهديد الإرهابي في سوريا».

اقرأ أيضا