أهالي «الرقة» عالقون بين جحيم «داعش» وقصف «التحالف»

الاحد 29 نوفمبر 2015 | 01:32 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

قهوة مليئة بسوريين فرّوا من جحيم مدينة الرقة السورية ، يقدم الدجاج المشوي، الشاي الحُلو، الشيشية، وصخب السياسية يطغى على الجلسات، لكن الجانب المشترك، أن جميع الموجودين، تكسو ملامحهم الأسى، والإرهاق.يبدأ تقرير صحيفة «الجارديان» البريطانية، عن أحوال أهالي مدينة الرقة التي سيطر عليها تنظيم داعش، المدنيين الذين يعانون من جحيم ضربات داعش، وضربات التحالف الدولي.كان المقهى في مدينة الرقة القريبة من حدود تركيا، بعدما سيطر تنظيم داعش عليها وأعلنها عاصمة له، نُقلت إلى مدينة غازي عينتاب في جنوب تركيا، يسرد «الزبائن» تفاصيل معانتهم في التقرير؛ معظمهم له تجربة مريرة في السجون السورية، والتعذيب الوحشيّ الذي تعرض له، أما الباقين هاجروا خوفًا من توحّش تنظيم داعش، لا أحد بمنجا من الخطر.«إذا لم نكن مستهدفين من داعش، إذًا لماذا أتينا إلى هُنا؟».يقول «أبو أحمد» -الذي يميل لأن يطلق هذا الاسم على نفسه-، إنه جاء إلى هنا، تركيا، بينما ابنه يقبع على الطرف الآخر من الحدود، مضيفًا: «نحن هُنا، لكن قلوبنا هُناك، معهم»، يشرح تفاصيل الحياة في الرقة، وعدد من السيناريوهات التي تحدها من كل صوب، وجميعهم أكثر سوءًا، ووطأة على المدنيين الأبرياء.المنازل والعائلات التي لاتزال تقطن في عاصمة «داعش»، تعرب عن قلقها جرّاء تكثيف ضربات التحالف الدولي على الرقة، بالإضافة إلى التكهنات بانضمام القوات البريطانية في التحالف، يضيف أبو أحمد: «هل من الممكن أن تكون سعيدًا ومدينتك تُقصف من كل جهة؟، كل الأطراف تتكاتف لضرب الرقة»، يُردف متهكمًا: «من ينزعج من زوجته، يقرر قصف الرقة».يتزايد الخوف من أن تسبب الضربات في موت المزيد من الأرواح البرئية في المدينة، المدنيين مُحاصرين من قِبل داعش، الوضع مُعقد والمقترحات التي تًطرح تثير الذعر أكثر، حتى العمليات البرية لا تظهر جدوى هذه الخطوة بعد، المعارضة خليطًا من المليشيات الضعيفة، بينما الأكراد غير مُرحب بهم، في مدينة أغلبها عرب».ويُكمل قائلًا: «الناس لا تُحب داعش بالطبع، لكنهم يعلمون أن القوات الكردية إذا سيطرت على المدينة بدلًا منهم سيكون الوضع سئ أيضًا، لذا عندما لا يجدون مفرًا من هذه الدائرة، يُسرعون في الانضمام لتنظيم داعش والاحتماء به».

اقرأ أيضا