التهمة.. ازدراء أديان

الثلاثاء 26 يناير 2016 | 10:22 مساءً
كتب : بيجاد سلامة

أتراك تريد الحياة سهلة..إذن انضم للقطيع ولا تفكرالبدابة دائما تكون عند محام ينتسب إلي السلفية يرفع دعوى قضائية يتهم فيها أشخاص بازدراء الإسلام، في السينما بدأت من الفنان يوسف وهبى من أوائل الفنانين الذين واجهوا أزمات كثيرة بسبب هذه النوعية من القضايا، ففى عام 1926 حاول يوسف وهبى تجسيد شخصية الرسول فى السينما بالتعاون مع المخرج وداد عرفى وحينها واجه انتقادات شديدة من علماء الأزهر وسارع بعض رجال الدين لمحاكمته واللجوء للقضاء واتهامه بالاساءة للرسل والأنبياء والاسلام، لولا أنه سارع بتقديم اعتذارا علنيا عن فكرته خاصة بعد تهديد الملك فؤاد بحرمانه من الجنسية المصرية.المخرج يوسف شاهين أيضًا واجه نفس التهمة بسبب فيلم "المهاجر" الذى قيل حينها أنه استوحى القصة من حياة سيدنا يوسف عليه السلام ، ورفض الفيلم عندما قدمه للأزهر باسم سيدنا يوسف ثم عاد وغير فى شخصياته وقدمه للأزهر والرقابة ووافقت عليه لكن عند عرضه ثار إسلاميين متشددين على الفيلم ورفعت عدة قضايا ضده واتهم بالاساءة لصورة الأنبياء، إلا أنه حصل على حكم بعرض الفيلم مرة اخرى.المخرج مصطفى العقاد أيضًا عندما أخرج فيلم "الرسالة " الذى منع بالفعل من العرض لسنوات طويلة فى مصر والدول العربية ،بل واتهم بالإساءة للإسلام، وأعيد النظر فيما بعد فى الفيلم وتم عرضه فى بعض القنوات الخاصة المصرية . فنانون كثيرون قدموا صورة رجل الدين الملتحى ربما أشهرهم عادل إمام فى فيلم "الإرهابى"، وكثيرون جسدوا شخصيات دينية وأولياء، وقدمت الدراما الإيرانية عشرات الأعمال عن الصحابة وأخرها "الحسن والحسين" الذى سبق وأن رفض الازهر وما زال تقيمهما فى أعمال فنية.المطربين أيضًا كان لهم نصيب مثل محمد عبد الوهاب في أغنية «من غير ليه» حيث تعرض لاتهام من الأزهر الشريف، بأنه يقدم دعوة للكفر من خلال هذه الأغنية التي يقول في مطلعها «جايين الدنيا ما نعرف ليه» وتحديدا المقطع «ولا عايشين ليه»، وبعد عدة جلسات تم حفظ القضية، أم كلثوم تعرضت لاتهام مماثل أكثر من مرة في أغنية «الحب كله» وتحديدا في المقطع الذي تقول فيه «يا أرق من نسمة وأجمل من ملك» قالوا: كيف تعتبر أن هناك إنسانا أجمل من ملك؟، عبد الحليم حافظ في قصيدة «لست قلبي» المقطع الذي يقول: فيه «قدرٌ أحمق الخطى» تعرض لنفس الاتهام وهذا ما دفع دار الأوبرا المصرية في الحفلات الغنائية التراثية إلى تغيير المقطع إلى «قدر واثق الخطى»، ليصبح المعنى عكس ما قصده الشاعر تماما.في أغنيته "كوكب تاني" لمدحت صالح، أعترض الأزهر على فكرة الأغنية وهي تدعو للهجرة بعيدا عن كوكب الأرض، حيث أعتبروا أنها تحمل دعوة للانتحار المحرم شرعا في كل الأديان.أيضًا هشام الجخ في قصيدته تحمل اسم «بني الإنسان على خمس»، واستخدامه لمقدمات دينية في قصيدته والتشبيه بأركان الإسلام الخمسة، محمد رمضان عقب عرض فيلم «عبده موتة» والذي أثار صراع شيعي صوفي، بسبب أغنية تحمل المقطع الشهير «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين». حكيم أيضًا في كليبه الجديد "عم سلامة" لم يسلم وهو يضع إحدى قدميه على آيه قرآنية، مما أثار استياء وغضب شريحة كبيرة من جمهوره واتهموه بازدراء الأديان والإساءة للدين الإسلامى.لم يتوقف الأمر عند الفنانين فقط بل أمتد إلي الإعلاميين أيضًا حيث تقدم40 محامي ببلاغات ضد لميس الحديدي، ومحمد البرادعي ، بتهمة سب وقذف الإسلاميين وازدراء الأديان ووصفهم بالأراجوزاتباسم يوسف ايضًا صدر حكم عليه بعد أن تقدم عدد من المحامين ببلاغ ضده بازدراء الدين، ودفع 15 ألف جنيه كفالةأقيمت دعوى على إبراهيم عيسي على خلفية ذكر الرئيس المعزول محمد مرسي، خلال برنامجه «هنا القاهرة»، ثم أعقبها بذكر بعض آيات القرآن الكريم ساخرًا ومستهزئًا.واليوم أحيلت الكاتبة فاطمة ناعوت إلى محكمة الجنايات، بعد تحقيقات النيابة معها لاتهامها بالسخرية من شعيرة الأضحية عبر حسابها على «تويتر»، وإخلاء سبيل ناعوت من سراي النيابةنأتي لمزدري الديانة المسيحية ربما الحادثة الأكثر شهرة حرق الإنجيل علي يد الشيخ أبو إسلام وابنه أمام أمام السفارة الأمريكية. والحادثة الثانية بلاغ قدم من المحامى نجيب جبرائيل، الذى يتهم فيه ياسر برهامي بازدراء الأديان. وخلال التحقيقات بأقوال 92 بلاغا مقدمة ضده بازدراء الدين المسيحى والسخرية من الإنجيل، وذلك من خلال تصريحاته المسيئة عبر موقع "أنا السلفى"، بينما أنكر برهامى الاتهامات المنسوبة إليه، مؤكدا أنه رد بما جاء بكتاب الله وسنة رسوله وليس بناء على رأى شخصى له، نجيب جبرائيل أيضً تقدم ببلاغ، يتهم فيه الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بازدراء الدين المسيحي، والتحريض على إشعال الفتنة الطائفية، وذلك بعد تصريحاته في أحد البرامج التليفزيونية بأن أتباع القرآن هم أهل الدين الحق وما غير ذلك باطل.بالنسبة للمفكرين التنويرين الذين يتهمون بالكُفر والارتداد أو المّس بقداسة الدين الإسلامي، فالبداية عند ابن رشد والحلاج وطه حسين وعلي عبد الرازق ومصطفى محمود وفرج فودة وسيد القمني وآمنة نصير ونصر حامد أبو زيد نعود إلي الدكتور فرج فودة الذي مات مقتولًا إثر اعتداء إرهابي طاله علي خلفية آرائه وكتاباته التنويرية، حيث أصدرت لجنة شؤون الأحزاب بيانًا، نشرته مجلة النور عام 1992 وقبل اغتيال فرج فودة بأسابيع كفّرت فيه "فودة" وأعلنت وجوب قتله، وحرّضت على عملية القتل، حتي أن لشيخ محمد الغزالي النيابة ذهب للمحكمة وقال نصًّا: إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدًّا، وهو مستحق للقتل، وقد أسقطوا الإثم الشرعي عن كاهل الأمة، إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله. الدكتور نصر حامد أبو زيد لم يسلم من هجوم الإسلاميين فمن خلال كلام عبدالصبور شاهين قاموا بالتفريق بينه وبين زوجته بحكم من القضاء، لآرائه عن الدين بصفة خاصة واتجاهه العقلي في الدراسات الإسلامية بصفة عامة.ووُضع على قوائم "المطلوب إهدار دمهم" الأمر الذي جعله يترك مصر، عام 1995م.صاحب محاولة اغتيال نجيب محفوظ، فني إصلاح أجهزة الكترونية حاصل على شهادة متوسطة قال: اتجهت إلي الله بعد فترة ضياع وقرأت كتب كثيرة خاصة بالجماعة الاسلامية.من جانبه أوضح محمد سلماوي أن الشاب الذي حاول اغتيال نجيب في أكتوبر 1994 أعترف أنه لم يقرأ شيئا لمحفوظ وعقب قائلا: استغفر الله مشددا على أنه لا يحتاج الى قراءة أعمال محفوظ.واعترف الشاب أن محاولة الاغتيال جاءت بناء علي تنفيذ أوامر أمير الجماعة والتي صدرت بناء علي فتاوي عمر عبد الرحمن، وأبلغ سلماوى الشاب بأن نجيب سامحه قفال: هذا لا يعنيني ولا يغير من الأمر شيئا لقد هاجم نجيب محفوظ الاسلام في كتبه لذا أهدر دمه وقد شرفتني الجماعة بأن عهدت إليّ بتنفيذ الحكم فيه فأطعت الأمر.

اقرأ أيضا