برنارد لويس.. عراب صفقات التقسيم على دماء العرب

الخميس 28 يناير 2016 | 08:46 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

البداية كانت دولة فلسطين، وبعدها يمتد المخطط إلى باقي الدول العربية، هكذا دبَّر برنارد لويس، صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلي المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية.برنارد لويس، المستشرق الذي يُدين باليهودية، ويحمل الجنسية الأمريكية، فيما يعبر عن تأييده للصهيونيّة، وفي استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بالكامل، لم تقف خطته على ذلك، بل تضمن ابتلاع أملاك وموارد الدول العربية.منذ مائة عام، ولد برنارد لويس، مهندس مشروع التفتيت، عام 1916، بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية، تخرَّج في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية، اهتم بالشرق الأوسط، حيث ألَّف 20 كتابًا عن الشرق الأوسط من بينها "العرب في التاريخ" و "الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث" و"أزمة الإسلام" و"حرب مندسة وإرهاب غير مقدس".يعتبر لويس «عرّاب» مشروع تفتيت الشرق الأوسط، اهتم لويس بالتاريخ الإسلامي، وكتب بإسهاب عن الشرق الأوسط، وكان من دعاة نظرية الإرهاب في الشرق الأوسط، وضرورة القضاء عليه، بالحرب، وهي الدراسات التي كانت ذريعة لأنظمة ديكتاتورية مثل إدارة بوش، حيث كان منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.كانت صحيفة وول ستريت جورنال، قالت إنه «قدَّم تأيدًا واضحًا للحملات الصليبية الفاشلة، وأوضح أن الحملات الصليبية على بشاعتها كانت رغم ذلك ردًّا مفهومًا علي الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة، وأنه من السخف الاعتذار عنها». في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع "لويس" في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".انتقد "لويس" محاولات الحل السلمي، وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له، فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية، وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوروبي والأمريكي، ولذلك فإن علي الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور، ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي، وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلي مؤتمر "أنابوليس" للسلام كتب لويس في صحيفة "وول ستريت" يقول:أما مشروع لويس لتفتيت الدول العربية والإسلامية، والذي يعد دستورًا سريًا للولايات المتحدة، فإنه كان كالآتي: 1- في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن '1980م' هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو".2- عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا علي حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي، وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي".3- في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية علي مشروع الدكتور "برنارد لويس"، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.رسم لويس خرائط للتقسيم كالآتي: خريطة شمال إفريقيا تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة عدد من الدويلات، مثل، دولة البربر: علي امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان، 2- دويلة البوليساريو، - الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا. خريطة شبه الجزيرة العربية والخليج - إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط، دويلة الإحساء الشيعية: 'وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين، دويلة نجد السنية، - دويلة الحجاز السنية. العراق تفكيك العراق علي أسس عرقية ودينية ومذهبية علي النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين إلى ثلاث دويلات، دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة، دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل 'كردستان' تقوم علي أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية سابقًا.التقسيمصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي كشرط انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 علي تقسيم العراق إلي ثلاث دويلات المذكور أعلاه وطالب مسعود برزاني بعمل استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة 'كركوك' الغنية بالنفط محافظة كردية ونال مباركة عراقية وأمريكية في أكتوبر 2010 والمعروف أن دستور "بريمر" وحلفائه من العراقيين قد أقر الفيدرالية التي تشمل الدويلات الثلاث علي أسس طائفية: شيعية في 'الجنوب'/ سنية في 'الوسط'/ كردية في 'الشمال'، عقب احتلال العراق في مارس-أبريل 2003'.سورياكانت سوريا على رادار لويس، لتقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا، إلى أربع دويلات، هم، دولة علوية شيعية على امتداد الشاطئ، دولة سنية في منطقة حلب، دولة سنية حول دمشق، دولة الدروز في الجولان ولبنان 'الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية'، وهو واقع سوريا الآن، حيث تحولت إلى ساحة عالمية للقتال، بقيادة الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي. لبنان كانت الخطة كالآتي، تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية، دويلة سنية في الشمال 'عاصمتها طرابلس، دويلة مارونية شمالاً، دويلة سهل البقاع العلوية خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان، بيروت الدولية 'المدوّلة' ، كانتون فلسطيني حول صيدا وحتي نهر الليطاني تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية 'م.ت.ف، كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة، دويلة درزية 'في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة. كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي. اليمن إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.فلسطينوالتي كانت بداية مخطط لويس، حيث خطط لإستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بالكامل، وتهجير الفلسطينيين، والقضاء عليهم.

اقرأ أيضا