رؤساء راحلين.. بين الزهد والتباهي

الجمعة 29 يناير 2016 | 01:38 مساءً
كتب : غدير خالد

الحكام والرؤساء كان لهم نصيبًا كبيرًا من الهوس بأحدث الصيحات، بينما نجد فريقًا منهم اختار البساطة في الملبس أسلوب حياة وكانت حياتهم أقرب لحياة الزاهدين.وفيما يلي أشهر الرؤساء العرب من الفريقين، الذين أدمنوا المتعة بأغلى الأقمشة وارتداء افخم البدل، والذين اختاروا البساطة والزهد في الملبس.محمد حسني مبارككان الرئيس السابق مبارك أبرز الرؤساء العرب الذين أدمنوا التمتع بأبهة المنصب الرئاسي واقتناء أغلى الأقمشة وارتداء أفخم البدل، ولعلنا لا ننسى البدلة ذات الخطوط الطولية التى ارتداها قبل رحيله، واتضح بعد ذلك أن تلك الخطوط مكونة من حروف اسمه "حسني مبارك" بالإنجليزية "hosny mubarak".وذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية عن شركة "هولاند آند شيري" الأسكتلندية لتصنيع الملابس، أن تكلفة صناعة قماش البدلة وخياطة اسم مبارك عليها وصل لحوالي 10 آلاف جنيه إسترليني واستغرقت ثلاثة أشهر، كما أوضح المذيع يسري فودة في برنامجه الذي كشف تلك الحقيقة.وأوضحت الشركة أن طباعة اسم حسني مبارك جاء بالإنجليزية على خطوط القماش بالطول بحروف صغيرة جدًّا وبعرض ملليمترين، حتى لا يستطيع أى شخص قريب ملاحظتها.محمد أنور السادات اعتبرت أشهر المجلات العالمية الرئيس الراحل أنور السادات أكثر الرؤساء العرب أناقة، حيث كان دائم الظهور ببدلته الداكنة اللون وأحيانًا البالطو الطويل والبايب الذى اشتهر به.وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ارتدى الجلابيب والعباءات أيضًا جالسًا على الأرض مع الفلاحين في قريته ميت أبو الكوم.أناقة السادات لم تتوقف عند انتقائه لملابسه، حيث أكد العديد من الخبراء أن السادات أيضًا كان يتقن الوقوف أمام عدسات الكاميرت بجوار زوجته جيهان السادات سيدة مصر الأولى حينها.جمال عبد الناصر كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسيط في لبسة زاهد فيه، حسبما قال المقربين منه، حيث كشف حسن دياب مصور عبد الناصر في مذكراته أنه كان أبسط أفراد الشعب، وكان حريصًا على تجنب جميع أشكال المظاهر الرئاسية. ولعل أهمها ملابسه، يقول دياب: "إن قمصان الرئيس جمال عبد الناصر كانت من القماش المصرى البسيط". وعلى الرغم من أنه كان يشترى بدلة واحدة جديدة كل عام، إلا أنه لم يهمل مبدأ الظهور بأناقته وشموخه المعتاد أمام الحضور حيث البدلة الكاملة بالكرافت ونظارته السوداء. وعلى الرغم من بساطة نوعية الأقمشة المصنوعة منها والتى لم تكن باهظة إلا أن مظهره أثبت أن الأناقة ليس لها علاقة بثمن الملابس.معمر القذافيبملابس غريبة غير معتادة وضع الرئيس الليبي "معمر القذافي" بين أكثر الرؤساء أناقة وأثراهم، حيث اعتاد الظهور بالزي العسكري أو "الجرد" وهو اللباس التقليدي الشعبي الليبى، ويتكون عباءة صوفية أو قماش ثقيل طويلة تلف على الجسم لعدة مرات، فضلًا عن العباءات التقليدية والتى كان جميعها بألوان غريبة أقرب للملابس الإفريقية، ولعل من أغرب ما ارتداه القذافى زى رسمت عليه شعار قارة إفريقيا وخريطة العالم. كل هذا أعطى له شخصية ومظهر خاص لم ينافسه عليه أحد، كما لا ينسى أحد سيجارته الشهيرة التى لم تفارقه حتى في اجتماعات الجامعة العربية.ياسر عرفات كشف عماد أبو زكي الحارس الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أحد حواراته الصحفية، عن زهد أبوعمار الذي لم يهتم أبدًا برفاهية كرسى الرئاسة، حيث اعتاد دائمًا على ارتداء بدلتين عسكريتين لم يغيرهما رغم تمزقهما.يقول أبو زكى: "كان يرتدي البدلات العسكرية فقط، وعددها لديه عندما توفي اثنتان فقط، وكان لديه ثلاث كوفيات فقط، في السنوات الأخيرة للحصار بدأت بدلاته في الاهتراء، لكنه رفض استبدالها، وعندما كانت تصاب بمزق كنا نرتقها له، وأحيانًا كان يرتقها بنفسه، قبل الحصار كنا نرسل ملابسه الى الغسيل خارج المقر، لكن بعد الحصار أصبحنا نغسلها بأيدينا".