«الجماعة الاسلامية».. تخلع عباءة الإخوان وتغازل النظام

السبت 30 يناير 2016 | 04:47 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

ردد بعض المصادر داخل الجماعة الإسلامية انفصالها عن الإخوان المسلمين، وقالت مصادر بالجماعة الإسلامية، إن غالبية أعضاء الجماعة يطالبون قيادات بالانفصال عن جماعة الإخوان والخروج من تحالفها، لافتين إلى أن هناك قناعة لدى قواعد الجماعة الإسلامية بأن المظاهرات التى تنظمها جماعة الإخوان لن تفيد بشىء وليس لها جدوى. وأضافت المصادر، أن الوضع اختلف خلال الفترة الحالية داخل الجماعة الإسلامية عن الفترة التى تلت 30 يونيو، حيث كان أغلب المنتمين للجماعة الإسلامية يطالبون بالاستمرار فى تحالف الإخوان أما الآن فيطالبون بالانسحاب من هذا التحالف.اللقاء الأخير بين الجماعة والإخوان ويعقب "محمد هاشم" الباحث الإسلامي قائلاً : "إن الجماعة الأسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين منفصلين منذ فترة حيث أن أخر لقاء جمع بينهما كان خلال فض اعتصام رابعة العدوية". وأشار"هاشم"، أن الجماعة الأسلامية لم تشارك في أي من مظاهرات الأخوان المسلمين منذ فض رابعة وأن المشاركين والمنادين للتظاهر والخروج على النظام هم من أعضاء وقيادات الأخوان المسلمين فقط, مشيراً بأنه حدثت الكثير من المشادات بين الجماعتين بسب إمتناع الجماعة الأسلامية عن المشاركة في التظاهرات التي تدعوا لها جماعة الأخوان المسلمين بإستمرار, وعلل الباحث الأسلامي سبب أنفصال الاسلامية بقوله :" الجماعة الأسلامية بأنفصالها عن الأخوان تريد أن تعلو المشهد السياسي مرة إخرى وذلك بعد أن تأكدوا من عدم قدرة الأخوان علي العودة للحياة السياسية ثانية.   وأكد في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن تصريحات بعض أعضاء الجماعة الأسلامية عن نفض يدها من الإخوان ما هو الإ "فتح سكة" مع النظام الحالي للظهور على الساحة السياسية مرة أخري. بيان الجماعة الإسلامية يذكر أنه صباح يوم السبت الموافق 26 ديسمبر 2015 أصدرت الجماعة الإسلامية في مصر بيانا دعت فيه الإخوان المسلمين إلى تجاوز الخلافات الداخلية بينهم، والحفاظ على التحالفات القائمة بين الجانبين ولوح البيان إلى أن الجماعة قد تضطر لتجميد هذه التحالفات إذا ما أصبحت عبئًاعلى الأمة والثورة .وأشار البيان إلى أن الجماعة الإسلامية تتابع بأسى الخلافات داخل صفوف الإخوان المسلمين ، وحثت الجماعة في بيانها الإخوان للجنوح إلى التصالح وإنهاء الخلافات. كما طالبت الجماعة في بيانها بأن ينأى الإخوان المسلمين عن التحالفات التي تم تدشينها مع الجماعة للدفاع عن الشعب ضد ما وصفه البيان بتغول مؤسسات القوة عقب 3 يوليو وأشار البيان إلى أن هذه الخلافات وانتقالها إلى التحالفات قد يهدد وجودها أو يصيبها بالشلل.ولعل ذلك البيان يظهر مدى التودد الذي أظهرته الجماعة الإسلامية لصالح الأخوان مما يبرهن أن منذ ذلك الحين لم تكن حبال الود انقطعت بين الجماعتين. رفقاء الأمس أعداء اليوم قبل نهاية عام 2015 انتشرت دعوات الخروج للتظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير ولكن الدعوات لم تقتصر على فصيل مُعين فالدعوات خرجت من أشخاص غير محسوبين على تيارات او حركات وخرجت أيضاً من جماعات كجماعة الإخوان المُسلمين.بينما صدر عن الجماعة الإسلامية رسالة قوية وشديدة اللهجة وتحديداً من القيادي بالجماعة سيد فرج مُعلناً إرساله رسالة لجموع الشباب عامة وشباب التيار الإسلامى خاصة هاجم الدعوات التى أطلقتها جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية للخروج للتظاهر في ذكرى 25 يناير.وحذر فراج حينها الشباب من هذه الدعوات واصفاً إياها بأنها مُتاجرة بدماء الشباب مُطالباً إياهم بعدم الإستجابة. وتابع قائلاً: “أيها الشباب اقتربت ذكرى ثورة 25 يناير، فأجد أن هناك واجب على شرعا أن أقول لكم، لا تسمعوا للمزايدة على بذلكم الجهد، ولا المتاجرين بدمائكم، ولا المستخفين أعراضكم، ولا المضيعين لجهدكم”.وأوضح فراج مُشيراً خلال رسالته إلى أن الذين يدعون للتظاهر يعيشون في مأمن بينما هم يحركون الشباب كقطع الشطرنج للمتاجرة بهم وقال: “أحذركم من المتقيئون ببيانات وتصريحات وتحريضات تنطق سخفا وتقطر دما “هو دمكم أنتم فقط” لا غيركم أيها الشباب، وهم فى مأمن يعمهون، فلا تسمعوا لمن يقول لكم، أعلنا الجهاد ورفعنا رايته فهيا اخرجوا للجهاد واحملوا ما استطعتم، أو يدعوا لقتال الشرطة والجيش واعتبار جيش مصر جيش احتلال وجيش يهودى وصليبى، أو يقول لكم انزلوا فقد أعددنا عدتنا فلا ترجعوا إلا بإحدى الحسنيين فإما نصر وإما شهادة”.وأضاف موضحاً: “فكل هذه الدعوات كاذبة غير مدروسة لا عقلا، ولا شرعا ولا واقعا ولا حقيقة، وكلها ظاهرها تأييد ودعم لكم، ولكنها حقيقة تحريضا عليكم وإهدار لدمائكم وأعراضكم، وكلها ظاهرها انتصارا للثورة وحقيقتها تضيعا للثورة وتمزيقا لمكوناتها ومكونات الوطن، وكلها ظاهرها قصاصا للشهداء وحقيقتها إلحاقكم بقوافل الشهداء والمصابين والمعتقلين، كلها ظاهرها شجاعة منهم وحقيقتها تهورا وتقاعسا ونقوصا منهم”.وإختتم رسالته قائلاً: “كما صدر من بيانات وتصريحات فى هذا الأسبوع من المجاهدين خلف البحار وداخل الفنادق متميزة الخدمة أو ممن هم بالداخل ويحملون أسماء وهمية أقول ذلك لأنهم كثيرا ماخدعوكم وسالت دمائكم ولم يرتدعو أو ترق قلوبهم من نزيف دمائكم، أقول ذلك لأننا كثيرا ما نصحناهم تلميحا وتصريحا وبدون تجريح ولم يرعوا، أقول ذلك لأن الصمت غير جائز فالدماء والأعراض أولى بالحفظ من رضى هؤلاء الذين لا يرعوا إلا لبطولات واهية تنسب لهم على حساب أوطانهم ودماء شبابنا الطاهر، فأقول ذلك لأنهم رغم علمهم بالواقع يقدمون خطابا قميئا مفرقا مفتتا مستعليا، وأقول ذلك ليعلموا أنه هناك من سيرفضهم ويحذر منهم وأنهم ليسوا أغلى عندنا من دماء شبابنا وأعراض أخواتنا، أقول ذلك لعلهم ينتهون”.أصل الارتباط بين الإخوان والجماعة الإسلامية يرجع تاريخ علاقات الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث أن الجماعة الإسلامية تأسست في الجامعات على فكر الإخوان المسلمون لذا انضم أفرادها إلى تنظيم حسن البنا فور إطلاق سراحهم من السجون في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكان منهم " عبد المنعم أبو الفتوح، عصام العريان" وبقي الإخوان المسلمون يحملون أسم الجماعة الإسلامية حتى منتصف الثمانينيات حيث تنازلوا عن الأسم بعد عدد من عمليات العنف والقتل التي مارستها جماعة الجهاد وكانت تحمل أسم الجماعة الإسلامية أنذاك.  يذكر أن الجماعة الأسلامية نشأت في مصر بأوائل السبعينيات من القرن العشرين وكانت تدعو إلى "الجهاد" لإقامة "الدولة الإسلامية" وإعادة "االمسلمين إلى التمسك بدينهم وتحكيم شرع الله"، ثم الإنطلاق لإعادة "الخلافة الإسلامية من جديد" إلا أنها تختلف عن جماعات الجهاد من حيث الهيكل التنظيمي وأسلوب الدعوة والعمل بالإضافة إلى بعض الأفكار والمعتقدات. واستخدمت الجماعة القتال في مصر ضد رموز السلطة وقوات الأمن المصري طوال فترة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات لكن بعد ضربات أمنية متلاحقة من قبل الأمن المصري والذي شمل اعتقال معظم أعضائها.

اقرأ أيضا