كانت بداياته خافتة في التسعينات، عندما كان عضوًا في حزب الوفد، لكن أصبح له مكانة على الساحة السياسية في عام 2004، بعدما أسس حزب الغد «الليبرالي»، والذي أعّده من أجل معارضة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ونافسه على الانتخابات الرئاسية، خاض معركة معه، كانت نهايتها الزّج به في السجن.كانت قضية «نور» مادة للدلالة على قمع نظام مبارك للرموز السياسية المعارضة، وقفت بجانبه زوجته، السياسية جميلة إسماعيل، ورفاق آخرون آمنوا ببراءته، وبظلم النظام، ونال على البراءة من خلال عفو صحيّ عنه قبيل زيارة الرئيس باراك أوباما إلى مصر، وانتشر في هذا الوقت تحليلًا بأن مبارك حاول أن ينفض عن نظامه أيّة انتقادات قد تصدر من أمريكا بإنه يسجن المعارضين.كان له مكانًا في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهتف بأن «الشعب يريد إسقاط النظام»، كموقف طبيعي جرّاء مواقفه التي تبناها قبيل الثورة، لكن بدأ بعد ذلك أن تتحلل صورة المُعارض نور، كانت البداية الطلاق بينه وبين جميلة، ثم بدأ صدور أوراق تتهم نور بالتطبيع.التطبيع:روى السفير الإسرائيلي الخامس بالقاهرة، ديفيد بن سلطان، في مذكراته أنه التقى في أعقاب توقيع اتفاق غزة أريحا بمدير مركز أبحاث حزب الوفد، الذي أوضح له:«أنه كان للحزب في الماضي موقف سلبي من التطبيع مع إسرائيل ويأتي هذا الموقف تضامنًا مع الفلسطينيين، غير أنه منذ حدوث ذلك التحول، فإن الحزب راض عن التقدم في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين».وحرص بن سلطان على التأكد من ذلك القيادي الوفدي، -وهو أيمن نور- ما إن كان قد جاء بتكليف من الحزب، أم بمبادرة شخصية منه، فرد بما يوحي بأنه صاحب الفكرة من البداية، قائلًا «إنه أخبر رئيس الحزب آنذاك فؤاد سراج الدينـ بالمقابلة فأعطاه الضوء أخضر لإجرائها».وتلك التفاصيل من مذكرات ديفيد بن سلطان التي تحوي تلك القصة ترجمت للغة العربية منذ سنتين تحت عنوان(سفير إسرائيل الأسبق بالقاهرة دافيد سلطان يكشف أسرار التطبيع بين مصر وإسرائيل، ترجمة عمرو زكريا، المنصورة ، دار بن لقمان، ط1، 2009م).نور والحشيشكان مؤيدًا للرئيس المعزول محمد مرسي، ولم يغيب عن الذهن مقطع الفيديو الذي انتشر وهو في مؤتمر مع الدكتور مرسي، مع عددًا من النخبة لحل أزمة سد النهضة، من بينهم أيمن نور، حين اقترح «بوضع قطعة حشيش في جيب رئيس إثيوبيا والإبلاغ عنه كحل للأزمة».مع الإخوان.. على الحلوة والمُرّةوقف بجانب الجماعة ضد المظاهرات التي اندلعت ضدها في 30 يونيو، رغم أنها ارتكبت جرائم من نفس النوع الذي ارتكبه نظام مبارك، الذي كان يعارضه بشدّة، -حسب تصريحاته-، احتضنته الجماعة بالخارج، جيث فر هاربًا من مصر بعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئاسة، وذلك بعد أن كان يتفوّه بالتحريض ضد الجيش المصري.نور يسطع من «الشرق»اشترى أيمن نور قناة الشرق، ليعطيها قُبلة الحياة مرة أخرى، ليصبح رئيسًا لمجلس إدارتها، وهي القناة التي حرضت صباحًا ومساءًا ضد الجيش المصري، بفتاوي تقول إن قتل جنود الجيش المصري، والشرطة حلالًا.
حكايات من التاريخ الأسود لمولانا أيمن نور
السبت 30 يناير 2016 | 10:17 مساءً
اقرأ ايضا