د. طارق فهمى يرد.. الاسئلة المستحيلة لرئيس الوزراء الاسرائيلي

الاثنين 29 فبراير 2016 | 03:32 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

ربما يجد الكتاب والاعلاميين والجنرالات في اسرائيل الحرج في التحدث مع رئيس وزرائهم حول ما يجري حول اسرائيل من مخاطر وتحديات يتعرض لها كيانهم ،وربما يكتفون بتوجيه النصح والقاء الدروس والخبرات للرئيس  عبد الفتاح السيسي  من آن لآخر فهذا أفضل لهم أحيانا طلبا للراحة والدعة وأحيانا أخري لكسر الموقف الراهن بين مصر واسرائيل . اليوم أرفع الحرج عن هؤلاء جميعا لاكتب الي رئيس الوزراء الاسرائيلي  وأعلم انه غير قادر بداية علي الحسم والجزم  في مجتمع ما زال يفتقد الرؤية والمنهج أو  مخطط البقاء برغم ان هذا المجتمع انشغل  بكتابة خطط حتي العام 2028 – 2075 وسنوات بعيدة ومع ذلك يخشي علي يومه وعلي غده . لاأنظر ولا أكتب في النظرية السياسية وألقي عظات من أي نوع ولا أقف  في موقف الطامحين لاجراء حوار غير رسمي في اي مجال أو ابحث عن شو اعلامي ومزايدات من اي نوع لانني ببساطة لا املك سوي قلمي في الكتابة كأستاذ في العلاقات الدولية ، وورائي 25 عاما تخصص في الصراع العربي الاسرائيلي ،ولي علي الاقل ما اقوله وقلته في عشرات الكتب والمؤلفات ، ولست لاهثا علي كلمة ثناء او اطراء او اسعي للقاء سفراء او وزراء او مسئولين فقد التقيت، و منذ سنوات  وعبر مفاوضات عديدة في أوسلو وخارجها  الكثير منهم واعرف موازين القوي في المجتمع الاسرائيلي جيدا .. إليك رئيس وزراء اسرائيل عليك ان تجيب علي هذه التساؤلات السؤال الاول : هل تريد اسرائيل  السلام مع العرب وهل حانت لحظة المواجهة السياسية وكيف ترونها لا أجد أنا شخصيا في الافق اي مسار سياسي او دبلوماسي بعد ان انسدت كل الرؤي وكل التصورات واصبح الحديث  عن السلام مجرد امنيات او طموحات وعجز الاكاديمون والسياسيون في التقدم ولو بمشروع واحد ردا علي الطرح العربي المصري الدولي من مبادرات منذ فاس الي المبادرة العربية ولا حياة لمن تنادي ، بل علي العكس انتهت اخر فرص طرحها الجنرلات العسكريون السابقون   في اسرائيل من مبادرة كأنها لم تكن ولم يكلف نتناياهو نفسه التوقف امام ما جاء في بعض نصوصها . السؤال الثاني : ما هو صوت اسرائيل المعبر عن السلام او ماتسمونه تطبيعا او التقاءا من اي نوع لا أري احد يتحدث  في الساحة السياسية سوي الاقلام الاعلامية التي تطالبنا  بأن نرفع المقاطعة وان نفتح الحدود ونتبادل السلام الشعبي وكأن الامر قرارا ليس اكثر وهو امر لعلكم لم تتفهمونه من  أن مصر اكبر من ان تقف موقف رد الفعل في التعامل معكم و لا تصدقوا ان من يتحدثون  معكم عن السلام  الشعبي قرأ كتابا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي او لديه رؤية حقيقة وانما هذه العينة  تريد ان تستثمر اجواء غير مستقرة في مصر ،وتخلط الاوراق لتحقيق اهدافا شخصية ، واظنكم تتفهمون ذلك، ومع ذلك تمضي في نهاية الطريق  مع هذه العينة التي ليس لديها ما تقدمه للوطن او لكيانكم . السؤال الثالث: ان شروط اعتماد اسرائيل في المنطقة واضحة  تبدأ بالتخلي عن المشروع الصهيوني  بكل ما فيه من اهداف ومخططات تعلمونها وتوافقون علي الخروج من الارض وبرجاء الا تؤكدا  للمرة الألف بانه لا انسحاب قادم ، اذكركم لقد خرجتم من ياميت وجنوب لبنان وغزة  وستخرجون ولو بعد حين من رام الله أيضا. السيد رئيس الوزراء ماذا تملك من قوة  في الاستمرار في الارض وبناء الاسوار العالية حول اسرائيل مع الاردن وسوريا ومصر ، واذكركم القدس مستوطنة وليست عاصمتكم الابدية . السؤال الرابع : لماذا تصمم اسرائيل علي فكرة اليهودية وهل الحل في نقاء الدولة اساس وجودها هل يجرؤ رئيس الوزراء الاسرائيلي علي تطبيق التعددية والديمقراطية ،والمؤكد انه يعلم جيدا ما الذي يجري في الكنيسيت وعلي الجانب الاخر واحاديث المتطرفين الاسرائيليين المطالبين بنقاء لدولة وعنصريتها وضرورة حسم الامر قبل2030   حيث القنبلة الاثنية والديمجرافية التي يعلمها الجميع بما فيه انت وكل رجالات الدولة .. هل يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي ان يعلن جهارا نهارا عن مخططه للدولتين  القادمتين علي الارض دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ودولة في النقب حيث مخطط التراتسفير .... السؤال الخامس: أؤمن تماما بان يد اسرائيل عليا في ملفات تمس الامن القومي المصري ولدي من الاسانيد الكثير للتأكيد علي خطتهم  في التلاعب في ملف الامن المائي المصري سواء في مشروع سد النهضة او سدود اخري مخطط لها في اثيوبيا وجنوب السودان وكينيا واوغندا .. وان خطط اسرائيل في محاولة تركيع  مصر وحصارها وتطويقا لن تنتهي ابدا ولن تحسم اما موضوع نقل المياه الي المقدسيين فهذا  ملف  يأتي  في اطار مسعي اسرائيل لتديين الملف المائي ، كي يصمت الجميع وتحت مخطط انشاء بنك للمياه في الشرق اوسط لتحصل اسرائيل علي ما تريد . السؤال السادس : قلت كرئيس وزراء  اسرائيل ما قلته عن شكل وصلاحيات الدولة الفلسطينية  المتوقعة في  جامعة بار ايلان ومن يومها الحديث عن الدولة الفلسطينية لم يعد مطروحا واسلم بان اسرائيل  الدولة والمواطن لم تجرؤ علي  الاقرار بادراك حقائق التاريخ الآتية لا محالة  ولا أظن أن اسرائيل تستوعبها سواء من اخطار وتحديات  شركات الامن من نوعية داعش ورفيقاتها وجيوش القطاع الخاص  التي تهدد امن المنطقة باكملها، لكنني اسال لماذا لم تصل المخاطر الي اسرائيل حتي الان ولماذا اقر وزير الدفاع موشييه يعالون مؤخرا بانه لا يوجد خطر حالي جراء وجود وتمدد داعش، ولماذا تعايشت اسرائيل مع مخاطر تنظيم القاعدة كل هذه السنوات الطويلة . السؤال السابع : علي اسرائيل ورئيس وزرائها ان يسألوا سؤلا مباشرا ماذا عن مستقبل اسرائيل الجديدة في المنطقة بعد أن تهدأ الاوضاع وتستقر الانظمة ولو بعد سنوات هل ستبقي الجولان حيث تشترطون وجود وحدات انذار مبكر ورادارات فوق جبال الشيخ وهل ستبقي في غور الاردن وهل سيستمر الجدار الفاصل ام سيكون  هناك تقييم اخر.  أعلم ان العسكريين في اسرائيل  لديهم رؤية للتسوية المنقوصة، ولكنها محصورة في نطاق محدود والكواطن في اسرائيل مغيب حيث لا احزاب او تيارات جادة واصبحت المسافات الايديولوجية بين اليمين واليساروالوسط واحدة والتقسيمات المتعارف داخل المجتمع وخارجه واحدة ، والسؤال من هو رجل اسرائيل القادم وما هي الاحزاب المرشحة لرسم المستقبل لابقاء اسرائيل 100 عام قادمة أذكركم أن عمر اسرئايل 67 عاما ليس اكثر ، وكان الجنرال شارون اخر رجالات اسرائيل الكبار الذي كان يحظي  بالمصداقية الجماهيرية ،اما الراهنون فحدث ولا حرج . السؤال الثامن : تطلبون ساسة واعلاميين وقيادات في مصر ، أن نأتي لكلمة سواء وأن نحذو حذو من خرج  مؤخرا عن الاجماع الشعبي، واصارحكم لا يوجد في مصر الان (سادات شعبي )أ و أن قطاع من المصريين يلهث وراء السلام الشعبي بدليل اننا لم نفتح مركز اكاديمي علمي مصري في تل ابيب حتي الان وفعلتم انتم ذلك منذ سنوات طويلة هذا هو الفارق ولا اظن ان مصر الشعبية يمكن ان تهاب كيانا ولا تصدقوا ان من اقتحم سفارتكم فعل فعلا  جنونيا بل كان معبرا  بصورة ارتجالية ،عما يجيش بمشاعر المصريين،  وبرغم انني انكر افعال الطائشين الا أن  تيارا كبيرا في مصر يريد الاستيقاظ صباحا لا يجد اسرائيل علي الخارطة السياسية أصلا .  والسؤال هل عودة السفير المصري وقدوم سفير جديد لاسرائيل في مصر سيجعل الطريق معبدا امام الاسرائيليين لدخول القاهرة وزيارة  ميدان التحرير لن يحدث  ذلك إلابعد الخروج من كامل الارض المحتلة . السؤال التاسع : سأطلب من رئيس الوزراء نتناياهو ان يضع النقاط  التالية  فوق الحروف في الملفات التالية : 1-   هل لا تفكر في كويز عربية جديدة يمكن أن تحقق فيها مصلحة اسرائيل لو انسحبت من الارض وقبلت بالدولة الفلسطينية ؟ 2-   لماذا لا تجري استفتاءا شعبيا علي السلام مع العرب، ووقتها سوف نعرف مع من نتكلم ومع من نعيش في المنطقة ؟ 3-   جرب انت أن تغير من قواعد اللعبة  وطالب بمؤتمر أو تجاوب مع الدعوة لمؤتمر تسوية او حوار  في القدس او عمان او القاهرة ووقتها سوف ينفتح الباب امام اسرائيل لبدء حوار شامل ... 4-   إن توجيه الدعوة للرئيس السيسي لزيارة  اسرائيل ستكون مرتبطة بحدث تاريخي وحاسم في تاريخ الصراع ، وانها لفرصة تاريخية  ، حيث نواجه مخاطر جمه في المنطقة ،ربما هنا انصت لما يردد بعض ساستكم بأن اسرائيل لا علاقة لها  بكثير من المخاطر أصلا ونشوء كل هذه الجماعات المتطرفة .. 5-   حاول ان تغير من نمط الحكم في اسرائيل ، وافتح الباب الموصود أمام كتابة دستور جديد للدولة مع وضع ضوابط للحكم ....اجعل السياسة قبل العسكرة والامن...  سموات اسرائيل ستظل مهددة ولن تصلح معها  بطاريات القبة الحديدية أو عصا الساحرأو السطو المباشر علي موارد الشركاء في شرق المتوسط . 6-   لقد نشأ جيل مصري عربي  لا يري في اسرائيل دولة السوبر ويتعامل معها كأي دولة وفي صدوره وأفئدته انها دولة مغتصبة سالبة للحقوق والحريات لكل ما هو عربي وبدون ان يقدم الاسرائيليون اوراق اعتماد حقيقية لن تقبل اسرائيل  في المنطقة وستكرر المواجهات وكلانا سيكون في حالة استراحة محارب لا أكثر لحين بدء ساحة النزال . السيد رئيس وزراء إسرائيل فكر مليا في أن نعيش معا لا احد يريد الحرب والدمار فكر في أوراق اعتماد اسرائيل المقبولة وليس اعتماد سفير جديد .... لا أحد يريد استمرار الصراع المفتوح ،ولكن الشعوب العربية يوما ما  إن ارادت كسر حالة الوضع الراهن ستفعل لتنهي وضعا استمر كل هذه السنوات .... حق العودة سيتم لا محالة ،وليست المشكلة في نص قرار 193و 194 وانما في ارادة شعب لن يسكت علي حقه في الحياه ،ولن تكون المسألة هبة أو انتفاضة بل ثورة لتدمير من علي الارض التاريخية بكل من عليها .  

اقرأ أيضا