وليد الغمرى يكتب.. برقية 'سوداء' للأعداء في صحافة تل ابيب

الاثنين 29 فبراير 2016 | 11:34 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

ليس هناك شرف أرقى ولا أثمن من أن تهاجمنا صحف العدو الصهيوني، بل ليس في حياتنا بكل ما بها، معركة أشرف ولا أنبل من تلك التي نخوضها ضد هذا الكيان اللقيط، الذى يتمدد في ارضنا العربية كالسرطان، فمن أجل هؤلاء الذين روت دمائهم الطاهرة كل بقعة من ثرى الوطن المكبل بالمؤامرة، ومن أجل هذا الشتات العربى الذى يمزق اوصال الامة، بل من أجل هؤلاء الخونة والخانعين والمطبعين في بلادنا العربية.. وفى سبيل وطن لن تحنى جبهته الا في السجود لله.. نبدأ هذه الحملة الصحفية، عسى أن نتطهر بها مما لحقته قذارة المطبعين والخونة بأثوابنا من دنث. ربما لم أشعر بالرضى من قبل في كل تاريخى المهنى، مثلما شعرت اليوم وأنا أتابع رد صحيفة "معاريف" الصهيونية على مقال أخى وصديقى الدكتور طارق فهمى، المنشور لدينا على شبكة أخبار "بلدنا اليوم"، والحقيقة أننى لم أكن لأتخيل أن الاقدار سوف تسوق لى وأنا أستعد لتدشين المحطة الثانية في تطويرى للشبكة التي تشرفت برئاسة تحريرها، معركة شديدة العدالة مثل هذه الحرب التي أعلنتها اليوم أنا ورفقائى في كتيبة "بلدنا اليوم" ضد هذا الكيان اللقيط المسمى "إسرائيل". المصيبة الكبرى، أن في بلادنا، وداخل أروقة السلطة والحكم، من ظل طوال الوقت يحاول ان ينتفع من خلق علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، وليست عشرات الوقائع التي حدثت مؤخرا، على طريق التطبيع، غير جزئ من مؤامرة كبرى لغزو العقل المصرى، وتناسى هؤلاء الاغبياء، داخل أروقة السلطة و خارجها، انه لا يوجد قبيلة ولا عائلة في مصر، ليس لها ثأر مع الصهاينة، تناسى هؤلاء الاغبياء، أن في بلادنا نتباهى بعدد الشهداء الذين سقطوا في حروبنا مع الصهاينة، وأن دماء من رحلو في 48، و56، و67، و73، وحتى هؤلاء الذين يتساقطون كل يوم في سيناء، لا تزال أرواحهم، تصرخ خلف تلك البراويز المتشحة بالسواد ومعلقة على جدران المنازل في بيوت المصريين. لازال في ضمير كل مصري، أسماء نعرفها جيدا، وتلعنها أرواح أحيائنا قبل موتانا كل صباح، هؤلاء الذين أشترتهم إسرائيل في رحلة الصفقات النجسة مع المطبعين والخونة في مصر، من أمثال وزير الزراعة السابق يوسف والى والروائى على سالم، والصحفى حسين سراج، والدكتورة هالة مصطفى، وحتى صاحب نوبل الدكتور زويل، وانتهاء بأراجوز الفضائيات توفيق عكاشة. ليصبح السؤال الان، كيف يمكن أن يتخيل هؤلاء المنتفعين من تطبيع العلاقات مع العدو، أن ثمة لقاء هنا أو هناك يمكن أن يغير موروث لا نهاية له من العداء، ذلك العداء القائم على معادلات دينية، وأخرى ثأريه، في ظل حالة من التأمر الذى لا ينتهى ولا ينقطع مع هذا العدو الجبان الخسيس. كيف لهؤلاء الذين يجلسون خلف الشاشات في الغرف المغلقة، ان يتصوروا أن عرائس الماريونت السياسى التي تم صناعتها في أوساط النخبة العفنة في مصر، بمقدورهم ان يمرروا العدو الصهيوني لنا على انه صديق. الحقيقة  اليقينية لدينا الان، دون أدنى مواربة أو خوف ويجهلها عدونا، تقول أن نخبتنا السياسية في كل بلاد العرب بشكل عام، وفى مصر بشكل خاص، هي نخبة ملوثة وعفنة وفاسدة، تم صناعتها على مقاس حكام طغاة، حتى النخب الثقافية والفكرية، جميعها نخب مصنوعة، في عصور الزيف والخنوع والاستبداد، والدولة الأمنية، هي من الأساس ليست غير قاع متسخ للمجتمع المصرى والمجتمعات العربية، في ظل عقود غابت فيها المعايير الحقيقة للفرز الانسانى، طفت على السطح، وظن العدو أن هؤلاء هم رموزنا الحقيقيين. الحقيقة يا سادة، أن السواد الأعظم من الشعب المصرى بل وشعوبنا العربية، بنخبه الحقيقية، جميعهم دون أستثناء، يحملون أرواحهم على أكفهم، مستعدين ومستوثقين بحبل من الله، يستعدون للحظة الخلاص، ولغسل القدس الشريف، من دنس الصهاينة، بل وتطهير كل شبر في الأرض العربية، من تاريخ الخيانة، سواء كانت في غرف حكامهم او في شوارع بلادهم. وها نحن الأن من هذا المنبر، وبحناجر كالخناجر، سنقطع دابر كل من تسول له نفسه، سواء في القاهرة، أو في شوارع تل أبيب، ان يتاجر بسلام ذائف مع الكيان الصهيوني، حتى ولو كلفنا هذا أرواحنا، فسوف تكون هدية رخيصة، ربما كانت دمائنا كفيلة أن نغسل بها عار من فرطوا في أرواح شهدائنا، واستباحوا التطبيع مع العدو. لنعلنها بمنتهى الوضوح واليقين، ولتصل برقياتنا ليس لكل صحفى وكاتب، في صحافة العدو فحسب، ولكن لكل روح لم تزل داخل أرحام نساء العدو، وتستعد للمجئ في شوارع ارضنا المحتلة، من هنا، ومن قلب قاهرة المعز، ومن على هذا المنبر الصحفى، وبكل أدوات النفى والجزم، لا لتطبيع العلاقات مع هذا العدو، وستظل أرواح شهدائنا تئن في قبورها الى ان تتطهر كامل الاراضى العربية، من الدنس الصهيونى، وحتى نسترد ثأر كل أم ثكلى، وكل طفل تيتم، بل وكل نعش لم يحمل جسد صاحبه، وواراه الثرى في ارض معاركنا مع هذا الكيان اللقيط.

اقرأ أيضا