صدور الطبعة العربية من كتاب «توازن القوى التاريخ والنظرية» عن مركز المحروسة

الخميس 28 يوليو 2016 | 06:13 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

صدر حديثًا عن مركز المحروسة للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "توازن القوى التاريخ والنظرية" تأليف "مايكل شيهان"، وترجمه إلى العربية أحمد مصطفى.وجاء على ظهر الغلاف:تحمل فكرة "توازن القوى" الكثير من المتناقضات؛ فما الداعي إذًا إلى دراستها؟ على الرغم من جميع عيوبها، فإن فكرة توازن القوى هي إحدى أهم الأفكار في التاريخ. فقد اعتقد الدارسون للعلاقات الدولية - لقرون طويلة- أن هذا المفهوم هو مفتاح فهم الأنماط المتكررة لسلوك الدول في الأوضاع التي تتسم بالفوضى الدولية. ويعد هذا المفهوم أيضًا هو ما استرشد به رجال السياسة ، ووجدوا فيه منهجًا لتأمين استقلال بلادهم بصورة دائمة. إن هذه الأهمية البالغة لمفهوم توازن القوى، وعلى الرغم من قصوره كأداة للتحليل أو الاسترشاد في عالم السياسة، فهو حقيقة تاريخية يجدر بنا تحليلها وفهم مدلولها.يتكون الكتاب من 9 فصول، جاءت بعنواين "معني توازن القوى"، "البوادر الفكرية والتطور المبكر"، "سياسات توازن القوى"، أنظمة توازن القوى، " القرن الثامن عشر 1700- 1815"، " القرن التاسع عشر : 1815-1914"، "مناظير متبارية"، "توازن القوى فى الحقبة النووية"، "مستقبل مفهوم توازن القوى".وأكد الكاتب من خلال مدمة الكتاب أن مبدأ توازن القوي كان أحد المبادئ الأساسية في كل من دراسة وتطبيق السياسة الدولية علي مدار ثلاثة قرون، فقد وجه الحكومات في تصريف سياستها الخارجية وقدم الهيكل اللازم لتقديم تفسيرات لبعض الأنماط المتكررة من العلاقات الدولية، وبالنسبة لكثير من المحللين فإن هذا المبدأ هو أقرب من أي فكرة أخري لأن يكون المبدأ الموجه للسياسة الدولية، ولقد كان هذا المبدأ دائمًا مثارًا للجدل من حيث مدي قوتة وقدرتة علي تفسير طريقة عمل النظام الدولي؛ وفيما يتعلق بحكمته وتمسكه بالفضائل الأخلاقية كإستراتيجية للسياسة الخارجية، ولقد كان هذا المفهوم هو مفهوم يشوبه الغموض والالتباس، وحقيقة أنه قد أظهر مثل هذه الاستمرارية والمرونة تظهر أنه قد حقق غرضًا مهمًا في التفكير حول العلاقات الدولية، ولقد ظهر هذا الغرض في أوروبا في القرن السابع عشر، وعلي الرغم من أنه قد تم تعديله لاحقًا؛ إلا أن قوته " كصورة " تفسر بقائه واستمراره كقطعة مركزية في النظام الدولي خلال فترة ما بعد عصر النهضة.ويحاول هذا الكتاب أن يعطي تفسيرًا للتعقيد الذي يتسم به مبدأ التوازن وممارسته عبر التاريخ، ويسعى أيضًا إلي إعطاءٍ القارئ مقدمة للكتابات الأدبية التي دارت حول هذا الموضوع، وكما أنه يحاول تفسير لغز هذا الانبهار الثابت والباقي بصورة توازن القوي؛ ويحاول أيضًا تقديم القارئ إلي الجدل الذي يحيط به، وبالنسبة إلي موضوع تم تحليله أو مناقشته كثيرًا جدًا خلال القرون الثلاثة الماضية فإن فكرة توازن القوي تبدو غامضة بشكل مثير للدهشة، حيث أنها فكرة تم إعطائها العديد من المعاني المختلفة، وهذا يؤدي إلي خلق صعوبات عند محاولة حصر أو قصر هذا المفهوم علي مضمونه، وهو إعطاءٌ تفسيرًا واضحًا لما تعنيه ولما لا تعنيه عبارة " توازن القوي".ولكن وبمعني هام ؛ فإن هذا الجهد هو جهد غير ضروري، بل سوف يؤدي في الحقيقة إلي نتائج معاكسة وعلي الرغم من أن القيام بعزل وفصل المعاني المتنوعة لهذا المفهوم، وتفسيرها هو من الأشياءِ الممكنة والتي تستحق العناءِ فعلًا ؛ إلا أن أحد ملامح تاريخ هذه الفكرة هو أنها قد كان لديها الكثير جدًا من المعاني وعلي وجه الخصوص؛ وكما سيقترح هذا الكتاب فلقد تم صياغتها بمعنيين منفصلين علي مدار الثلاثمائة عام منذ أن ظهرت للمرة الأولي في غرب أوروبا، ولقد تم تتبع تطور هذين التفسيرين خلال الكتاب.ونتيجة لذلك العدد الذي لا يحصي من المعاني وبسبب تاريخها الطويل، فإنه من السهل فقدان المنظور عند التعامل مع فكرة ميزان القوي؛ وإن نصنع تمامًا من قبل مظاهرها المعقدة، وينصب تركيز هذا الكتاب علي تطور المفهوم والطرق المتنوعة التي تم فهمه واستخدامه بها، ولقد تم استخدامه دائمًا من أجل غرض ما، وصياغة العلاقات الدولية في صورة موازين للقوي يجعل المحلل يميل للتعرف علي، وتحديد بعض الملامح دون الآخري، ولذلك فإن المناداة بها كطريقة لفهم العالم سوف تخدم دائمًا غرضًا سياسيًا معينًا، ولكن وكما تقترح الفصول المركزية من الدراسة، فإن المتغير المحدد لتفكير الميزان الذي هو ذو أهمية قصوي بالنسبة للتفسيرات "الواقعية" للسياسة الدولية والتي تميز بها القرن العشرين هو في الحقيقة أحد الملامح الأساسية للمفهوم ولذلك فإنه يمثل إعطاءٌ إمتيازًا لنظرية واحدة معينة للعالم.ويقوم هذا الكتاب بفحص المعاني المتنوعة التي أعطيت لتوازن القوي علي مدار هذه القرون ويتتبع التطور التاريخي لهذه النظرية والممارسة عبر أشكالًا أكثر تعقيدًا بدرجة مضطربة، كما أنه يقوم أيضًا بوصف مبدأ التوازن بشكل تطبيقي عملي كضوء إرشادي وموجه للسياسات الخارجية، وكتفسير تركيبي للكيفية التي يعمل بها النظام العالمي، ويقوم الجزء الأساسي من الكتاب بفحص كيفية عمل توازنات القوي القديمة التي كانت سائدة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وذلك قبل المضي قدمًا لتتبع مسار تطوره خلال القرن العشرين؛ وخاصة في متغير " الردع " الجديد الذي نشأ نتيجة اختراع القوي العظمي للأسلحة الذرية، وبالإضافة إلي ذلك فإن الفصل السابع يبحث في بعض البدائل التاريخية لمنظور توازن القوي ويفسر كلاً من أوجه الشبه والاختلاف بين هذه البدائل مقارنة بتوازن القوي.