«المنيا».. بركان العنف الطائفي في مصر .. والجهل أبرز الأسباب

الجمعة 29 يوليو 2016 | 09:32 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

بين الحين والأخر، يتم الإعلان عن أحداث عنف طائفية بين المسلمين والمسيحين تشهدها محافظة المنيا، فلا يخلو عام من ذلك، كل شبر من أرجاء تلك المحافظة التي تعاني من أمور عدة أبرزها الفقر في القرى وانتشار العصبية، يعد قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. الحلول دائمَا وقتية، وغالبًا ما تتكرر مع توالي الأحداث، فعروس الصعيد هي المحافظة الأكثر تربعًا على قمة الاعتداءات الطائفية في مصر، لأسباب كثيرة منها تراكم الجهل وإهمال المسئولين، بحسب تصريحات الدكتور سمير عبد الفتاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس. المنيا جاهزة للفتنة في أي وقت، فقد شهدت أكبر حوادث الفتنة بعد 2013، بسبب تدخلات كبيرة من عناصر الجماعة الإسلامية، والإخوان الإرهابية، بخلاف الطبيعة الاجتماعية لسكانها، يضيف "عبد الفتاح": "أن الجماعات الإسلامية بداية من نشأتها تمكنت من ذرع العنف بين الأطفال الصغار وبث أفكار خبيثة في عقولهم، ومع مرور الوقت توالت أحداث العنف، ولا تخلو من وجود لعناصر تلك الجماعة". يكمل أستاذ علم الاجتماع، أن العنف الطائفي من الممكن أن يحدث في كافة محافظات مصر، وليس المنيا فقط: "السياسات الخارجية للدولة الأمريكية نجحت في ذرع الفوضى الخلاقة بين المصريين والتي دائمًا ما تحدث بفعل فاعل يريد زعزعة أمن البلاد"، ويعود ذلك إلى انخفاض المخزون الثقافي بين المجتمع المصري، فنحن بعيدون كل البعد عن ثقافات العالم المتقدم. وبحسب مراكز اجتماعية، فإن محافظة المنيا مستمرّة في كونها مركزًا رئيسيًا للعنف الطائفي، سواء كان ذلك مرتبطًا ببناء الكنائس أو على خلفيّة شائعات بشأن علاقات عاطفيّة بين مسلمين ومسيحيّين (وعلى سبيل المثال ما حصل في قرية السنقوريّة في مركز بني مزار) أو في حالات مشاجرات عاديّة سرعان ما تتحوّل إلى عنف جماعي بين مسلمين ومسيحيّين (على سبيل المثال ما جرى في قرية دفش في مركز سمالوط، وقرية الإسماعيليّة في مركز المنيا، وقرية جرجاوي في مركز مطاي). التعامل الحكومي مع تلك الخلافات، دائمًا ما يكون جلسات عرفية تتصافح فيها القيادات من الطرفين، يشير "عبد الفتاح"، أن هناك عبأ كبير يقع على عاتق الجهات المسئولة في وضع حلول جذرية للخلاف القائم على أمور دينية وعقائدية.  الاستغلال الديني للأحداث، بدا جليًا بعد أحداث فض اعتصامَي رابعة العدويّة والنهضة، حين تحولت شوارع المحافظة مسرحَا للأحداث الدامية، فتمّ حرق عدد كبير من الكنائس والمؤسسات والممتلكات المسيحيّة في المدينة، أما الوقائع الأكثر عنفاً فسجلت في مراكز ملوي ودير مواس أيضًا، بحسب مركز "مونيتر- نبض الشرق الأوسط" للأبحاث. و في 23 سبتمبر 2013 أصدرت بعثة تقصّي الحقائق في المركز القومي للسياسات العامة، دراسة بعنوان "مضطهدون باختلاف الأنظمة الحاكمة - مسيحيّو مصر بين العنف الطائفي وإهمال الدولة"، بينت أن المنيا شهدت أكثر الأحداث عنفًا، بخاصة قرية "دلجا" التي شهدت  تخريب 27 منزلاً وتشريد 62 أسرة. وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن هناك عبئًا كبيرًا يقع على الدولة عبر العقود الماضية، حيث تشهد تلك المناطق إهمالًا جثيمًا للصعيد بأكمله، ما جعله مرتعًا للإرهاب والمنيا على وجه الخصوص فهي تعاني من نسبة بطالة كبيرة 6.80% تقريباً، إلى جانب ارتفاع أعداد مرضى الفشل الكلوي والكبدي بالإضافة إلى أن نسبة الأمية فيها مرتفعة وتبلغ 2.38% تقريباً، علاوة على انها منبع الجماعات الإسلامية المتشددة.

اقرأ أيضا