3 نساء حطّمن تابو «للرجال فقط».. وتحدين المجتمع بـ«الحلم والإرادة»

السبت 26 نوفمبر 2016 | 06:22 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

"غيّروا مساركم إن أردتم.. فليس من شيم السيدة التراجع"، مقولة صرحت بها ذات يوم رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر، والتي كانت تشع قوة وثقه عكست شخصية أنثوية مثابرة طموحة، وهي ذات الصفات التي أدّت ببعض فتيات عصرنا إلى إختراق أبواب بعض المهن والتي كتب عليها "للرجال فقط"، غاضين الطرف عن غضب المجتمع لمخالفتهن الأعراف والتقاليد، وضاربين بأي رأي يحبطهن ويثبط من عزيمتهن عرض الحائط، متحلّين بالطموح والشغف في شق طريقهن الخاص."الميكانيكا".. إسلوب حياةلقاء الخولي فتاة صعيدية مكافحة، تسيقظ باكرا لتذهب إلى عملها آملة أن يحمل لها اليوم كل ماهو جميل، وعندما تصل تبدأ في الإستعداد للعمل بإرتداء "العفريته" وتجميع بعض الآلات القاسيه من معدات سمكرة وتصليح والتي تقوم بإستخدامها بعد الجلوس أسفل السياره إستعداد لفحصها جيدا وتحديد موطن العطل فيها وإصلاحه بمهارة. ترعرعت على حب الميكانيكا حيث يملك والدها ورشة لتصليح السيارات، فعندما بلغت الحادية عشر من عمرها بدأت في الذهاب مع والدها لورشته، وبدأ معها شغفها في مهنة "للرجال فقط".تقول لقاء لـ"بلدنا اليوم":" درست دبلوم تجارة مش ميكانيكا، واكتفيت بما تعلمته من والدي حيث أنني ظللت أراقبه منذ صغري حتى تعلمت منه كل شيء، وبدأت بالعمل معه بعد موافقته ودعمه لي رغم إعتراض العديد من أقاربي حيث كوني أنثى وأعمل بالميكانيكا وأنام تحت السيارات في الشارع، إلاّ أن حبي لمهنتي وتشجيع والدي جعلني أتحدى المستحيل، وهو ما دفعني إلى الحصول على عدة تدريبات من وزارة الصناعة وعلى شهادات خبرة معتمدة من مركز كوري ومن شركة BMW حتى أصبح لدي رخصة لمزاولة المهنة. وعن نظرة الزبائن أكدت أنها حينما بدأت العمل كميكانيكية كانت طفلة وهو ما جعل البعض يتقبلها بدهشة، في حين استشعر البعض الآخر الخوف على سياراتهم لقلة خبرتها، أما الآن فقد أصبح لها اسما في هذه المهنة، بسبب إتقانها لعملها وبراعتها، وهو ما جعلها محل ثقة الجميع، وبزوغ لحلمها في إفتتاح مركز صيانه سيارات وتدريب البنات والشباب فيه.متابعة:" عملي ليس عيبا ولا حرام،و أقول للبنات انزلي واشتغلي وميهمكيش كلام حد، اعملي اللي شيفاه صح حتى لو كان عكس التيار،لان مبقاش فيه فرق بين ولد وبنت". الفقر نقطة إنطلاق "المرأة الحديدية""قعدة البيت مميتة، ولو قعدت يوم من غير شغل أتعب"، هكذا بدأت شيماء إبنة مدينة طنطا حديثها عن حبها لعملها، حيث دفعتها الظروف السيئة من صغرها إلى الخروج للعمل والإعتماد على نفسها في كسب قوت يومها.تروي شيماء لـ"بلدنا اليوم" البداية التي دفعتها لسلك دروب الحدادة:" كنت أتنقل في العمل منذ الصغر بين العديد من المحلات، حيث لم يكن للرجل دورا في حياتي فأنا يتيمة الأب، حتى وصل بي الأمر إلى منطقة تل الحدادين وهي منطقة مشهورة بالخردوات والمعدات الثقيله، تعج بالرجال ومن الصعب أن تجد فيها إمرأة، استطعت الحصول على العمل عند أحد أكبر تجار الخردة في المنطقه وذلك بعدما اجتزت اختبار وضعه لي يقيس قدرة تحملي على العمل ومسؤوليتة القاسية.واستطردت:" يناديني زمايلي بـ"المرأة الحديدية"، لأنني المرأه الوحيده التي استطاعت العمل في تلك المهنه الصعبة التي تحتاج إلى قوة بدنية، حيث يتطلب مني أن أرتدي ملابس رجالية وأقوم بتقطيع الحديد ونشره، وحمله إلى عربات النقل الثقيلة، والسفر في بعض الأوقات إلى محافظات مختلفة لتسليم الشغل.وأكدت شيماء أن حياتها الصعبة منذ الصغر هي من شدّت من عودها لتضحى أكثر صلابة وإرادة، وكونت شخصيتها التي تفخر بها الآن، ويفخر بها زملائها، حيث لا مجال في حياتها للخوف من كلام للناس أوالرضوخ لليأس والإنكسار، وهو ما حفّز أحد المخرجين إلى صناعة فيلم وثائقي عنها يسرد الجانب القوي في شخصية المرأة المصرية من بطولتها حيث كان بعنوان " الشيماء".السواقة.. إرادة وتحديأما جيسي أحمد فكان تعليم قيادة السيارات للبنات شغف من نوع خاص، حيث أنها تجد ذاتها من خلال عملها التي خططت له وتحدت من حولها لأجله.تقول جيسي:" بدأت تعليم القايده من سنتين، بمحض الصدفة، وحينما استطعت إثبات مهارتي قررت الإستمرار في هذا العمل على الرغم من أن تعليم القياده ليست سهلة فأنا أتحمل أخطاء الغير وأرواح من حولي، ولكنني إستطعت تحمل المسؤولية وصنع إسم لي في فتره قصيرة فالسيارات والسفر من هواياتي، وقد وجدت تشجيع كبير من بنات جنسي حيث نظرات أعينهم كانت تشي بذلك وهو ما شكل حافز كبير للإستمرار .وعن الأهل أكدت جيسي بأنهم جشعوها وكانو السند الذي تتكىء عليه وقت الضعف، وخاصة حينما تتعرض لبعض المضايقات من رجال اعتبروا نجاحها ومثابرتها مزاحمة لهم في عملهم، ولكنها كانت تواجه ذلك بقلب جسور غير ملقية لهم بال وكلها إصرار في تحقيق حلمها. وأشارت جيسي لـ"بلدنا اليوم" أن عملها رسالة للرجل:" أحببت عن طريقي عملي توجيه رسالة للرجال مفادها أن المرأه بإستطاعتها إمتهان أي عمل شريف على عكس ما يعتقدون، حيث لا فرق بينهما إلا بالإصرار والتحدي والإرادة، فالمرأه يجب أن يكون لها كيان وأن تعتمد على نفسها، ومهما واجهت من عقبات فيجب أن تكون عزيمتها أقوى لتقف من جديد، وسلاحها مراعاة الله ومن ثم ضميرها، والتخطيط السليم حينها ستحقق نجاح فوق ما تتخيل.مختتمة حديثها:" سواقة الستات هي مش سواقة ستات بل هي إرادة ستات".

اقرأ أيضا