ماجدة الصبّاحي ما بين إرث عظيم وقلب جريح !!!

الاحد 27 نوفمبر 2016 | 08:01 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

رغم الخلافات اللتي نشبت بين الفنانة الكبيرة ماجدة الصبّاحي وإبنتها غادة نافع إلا إن ( الدم عمره ما يبقي مياه ).الفنانة الكبيرة ماجدة تخضع لعملية جراحية في القلب حيث تم تركيب بطاريات لتشغيل القلب خوفاَ من توقفه وغاده نافع تمتنع عن الطعام والشراب وتقف علي باب العمليات لمتابعة حالة والدتها الصحية. وكانت الفنانة غادة نافع قد حجرت علي الفنانة الكبيرة ماجدة بعدما أصابها مرض الزهايمر ومكنتها محكمة الأسرة بالتصرف في أموالها وممتلكاتها دون الرجوع إليها وتعد الفنانة ماجدة قد تركت إرثا كبيرًا ليس لإبنتها فقط ولكن للفن العربي بأسره بجميع أفلامها اللتي بدأتها في عامها الخامس عشر وحتي ان تجاوزت من العمر ستون عاما وهنا يجب أن نذكر أن افلام ماجدة قد كانت سبباَ كبيرًا في تقديم الكثير من الفن الرفيع والمتقدم وساهمت في تخليد حقبات زمنية من التاريخ العربي حيث قدمت وجسدت شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وقدمت أيضا تخليدا لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة في فيلم العمر لحظة وقدمت أيضا فيلما عن بناء السد العالي مع زوجها الفنان ايهاب نافع بعنوان الحقيقة العارية كما قدمت الكثير من الأفلا الرومانسية والتراجيدية والقصص الحزينة ولا شك أنها أثرت في أجيال متفاوتة بأعمالها الفنية حيث قدمت أعمال تمس القلوب ونحن الان ندعو لها بالشفاء العاجل وبعد أن فقدنا مؤخرا فناناُ بحجم محمود عبد العزيز خائفين جدا علي حياة الفنانة الكبيرة ماجدة فوجودها في حد ذاته شعورًا جميلا حتي اننا حين نتحدث عنها نقول الفنانة ماجدة أطال الله عمرها أما عن حياتها الشخصية فدخلت الفنانة ماجدة الي مجال التمثيل بالصدفة الباحتة حيث أنها قالت في مذكراتها:نظمت المدرسة رحلة إلى أستوديو شبرا للتصوير السينمائى وكانت مثل هذه الرحلات من المزايا التى تمنحها المدرسة للطالبات كنوع من اكتشاف ما يجرى فى المجتمع وترفيه عن الطالبات وذهبنا جميعا لزيارة أستوديو شبرا وكان يمتلكه شخص يدعى «مسيو سابو» وكانت شقيقته احدى جيراننا وبالفعل استمتعنا كثيرا بالزيارة وما شاهدناه داخل الأستوديو وتعرفنا بعض الشيء على عملية تصوير الأفلام وأثناء تجولى ومعى صديقاتى «كاليوبى وفورتيني» فوجئت بالمخرج سيف الدين شوكت ـ وهو كان حضر للتو من المجر ليعمل على إخراج أفلام مشتركة بين مصر والمجر ـ يشير إلى صارخا ويقول أنا أريد هذه الفتاه ففزعت من الصدمة وقلت فى نفسى هذا الشخص أكيد مجنون وأصابنى الرعب عندما وجدته ومعه مسيو سابو يتقدمان تجاهى فقلت لهم ماذا تريدان أنا لم أفعل أى شيء خطأ فضحكوا وقالوا لى اهدئى ولا تخافى فنحن نقوم بتصوير فيلم أسمه «الناصح» بطولة إسماعيل ياسين ولم نقم ببدء التصوير لأننا نبحث عن فتاه تجسد دور البطولة أمامه ونقوم بعمل الاختبارات لمن نجد فيها مواصفات الدور ووجدنا لديك تلك المواصفات المطلوبة وهى الوجه «الشرق آسيوي» ونريد أن نجرى لك اختبار «تيست» أمام الكاميرا لنتأكد من أنك النجمة المطلوبة.. فكان هذا العرض بالنسبة لى بمثابة الصدمة وأفقدنى تقييمى للأمر فوجدت رفضى لعرضهم رد فعل سريعا ولكن كلا من «كاليوبى وفورتيني» صديقاتى كن يهمسن لى محاولين تنبيهى لقيمة العرض ويحرضانى على الموافقة وتأثرت برأيهن وأمام إلحاح سابو وسيف الدين شوكت وافقت على العرض وبالفعل لقننى سيف الدين شوكت جملة أقولها أمام الكاميرا التى كانت جاهزة للتصوير، وأشرق وجها سابو وسيف الدين شوكت بعد انتهاء الاختبار معلنين عثورهم على البطلة التى كانوا يبحثون عنها منذ أشهر مهنئيننى بنجاحى فى الاختبار بعد أن أخبرنى سابو أن أزوره فى مكتبه ومعى والدى ليوقع العقد وغادرنا الأستوديو والجملة الأخيرة عالقة فى أذنى ووجهت تساؤلاتى إلى صديقاتى التى اعتبرتهن السبب فيما تورطت وأخبرتهن أنه من المستحيل أن أطلب من والدى الحضور أو أن أخبره بما جرى فطمانونى قائلين بأننا سنعتذر عن حضوره بحجة أنه مريض وأكدوا أنهم سيكونون معى دائما لتوجيهى ومساندتى واقتنعت بما قلن ثم تركتهن ذاهبة إلى المنزل وأنا فى حالة من المشاعر المختلفة والمتقلبة فخليط بين السعادة الغامرة والذهول والخوف ولاحظ أبى وأمى أننى فى حالة غير طبيعية وسألونى ليطمئنوا على وطمأنتهم ودخلت حجرتى أتخيل ما سيحدث فقد كانت كل معرفتى بالسينما وأفلامها من خلال تلك الحفلات التى كنت أذهب إليها أحيانا وأنا طفلة بصحبة أختى فى سينما «استرند» والتى هدمت وأقيمت مكانها بعد ذلك «سينما ديانا» وكانت لا تعرض سوى الأفلام الأجنبى ولكنى كنت أعرف أسماء وأشكال الممثلين المصريين من خلال أفيشات الشوارع والسينمات وكان اشهرهم فى ذلك التوقيت «يوسف وهبى وإسماعيل ياسين وحسن فايق وأمينة رزق وزكى رستم»، ثم جاء اليوم التالى وبعد انتهاء اليوم الدراسى ذهبت لمكتب سابوا بعمارة الايموبيليا ومعى صديقاتى وبمجرد أن شاهدنى سألنى عن السبب وراء عدم حضور والدى وتعذرت بحجتى وقبلها ووافق على أن أوقع على العقد ولكن أكد أننى مازلت صغيرة ومن الممكن أن أتسبب فى مساءلة قانونية له فوالدى يجب أن يحضر ليقر أنه موافق على عملى بالسينما وكان عمرى فى حينها لا يتعدى الثلاثة عشر عاما وطمأنته وأكدت له ما أراد ووقعت العقد وحصلت على مبلغ مائه جنيه كان أول أجر لى بالسينما وفى تلك اللحظة كان بداية مشوارى فى الفن واحتراف التمثيل.. وخرجت من المكتب تغمرنى السعادة والخوف فقالت كاليوبى سنقوم بتأجير البواب ليمثل دور والدك أمام سابو إذا ألح فطلب حضوره فرفضت ذلك بحجة أن والدى لن يكون عليه القيمة «فضحكوا» ولكنى أصررت على رفضى لهذا الحل، ولكنى سألتهن عن كيفية حضورى مواعيد التصوير التى تتعارض مع مواعيد الدراسة فقالت فورتينى بالطبع ستتخلفين عن المدرسة ولكى لا يكتشف أحد ذلك ستغيرين عنوانك بالمدرسة وتعطيهم عنوانى وهكذا ستأتينى خطابات الغياب التى سأخفيها عن أعين الجميع أما نحن فستحضر كل منا معك يوما وتتخلف عن المدرسة اليوم التالى حتى ينتهى تصوير الفيلم فكان لصديقاتى الفضل الأول والأخير فى تشجيعى ومساعدتى لدخول الوسط الفنى وبالفعل بدأت أذهب إلى التصوير وسلمونى السيناريو الخاص بدورى وملابس الشخصية التى سأجسدها داخل الفيلم وكانت عبارة عن فستان وطلبوا منى أن أحتفظ به لدى وكنت أقوم بارتدائه تحت المريلة وأخفيه فور وصولى إلى البيت وظللت عدة أيام أغادر البيت صباحا حاملة كتب وكراسات الدراسة ومعى احدى صديقاتى ونذهب إلى الأستوديو وظللت على هذه الحال عاما كاملا....وأما عن علاقتها بالفنانة غادة نافع إبنتها من الفنان إيهاب نافع اللتي لم تتزوج بعده فهي كانت علاقة متوترة بعض الشيء بسبب قضية الحجر اللتي رفعتها عليها ولكن كما قولنا في العنوان ( الدم عمره ما يبقي مياه ) وفي النهاية ندعوا الله راجيين الشفاء العاجل للفنانة الكبيرة ماجدة أطال الله بقائها.