ما لا تعرفه عن صاحب جائزة اليونسكو «رياض السنباطي»

الاربعاء 30 نوفمبر 2016 | 01:18 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

مبدع من الطرب العربي الأصيل اكتسبت بريقا لامعا فكانت موهبته بين الفطرة والاكتساب، لمع نجمه وتألق بسرعة البرق في سماء الفن واحتل مكانة بارزة في أجواء الموسيقى العربية الأصيلة وبرز في العزف على العود، وهيمن على أعلى المستويات في ميدان التلحين، هو الأستاذ رياض السنباطي صاحب الصوت الرخيم والعود الصادح واللحن المميز، يُعد الموسيقار العربي الوحيد الذي فاز بجائزة اليونسكو كأحد خمسة علماء موسيقيين من العالم. ولد "محمد رياض السنباطي" يوم 30 نوفمبر من عام 1906م في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط، ونشأ في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في بيئة فنية موسيقية وجو من الطرب العربي الأصيل، حيث كان والده عوادا أخذ عنه مبادئ الموسيقى ولما اشتد ساعده أرسله أبوه إلى المدرسة لتلقي المبادئ الأولية من التعليم ولكنه لم يكمل المرحلة بل انضم تحت لواء أبيه فعلمه العزف على العود وأصول الغناء فشارك والده العمل كمطرب على تخته في مسارح المنصورة فأطرب جماهيرها بجمال صوته وفتن سامعيه ببراعة أدائه.في بداية أمره سار على نهج مدرسة محمد القصبجي ولكنه وفي منتصف الطريق طور أسلوبه الخاص المحكم الجمل المعتمد على الجملة الشرقية الرصينة ذات القفلة الكاملة، ولكن هذا الأسلوب على ما يبدو بدا يعاني من قليل من النمطية أواخر أيامه حيث بدأ يكرر جمله الموسيقية القديمة لألحانه الحديثة، لعب هذا العملاق دوره الفني الكامل في الموسيقى حيث انه موهبة السماء.يعد الموسيقار رياض من أفضل وأنظف عازفي العود والمغنين في العالم العربي، مما أهله ليكون مبرزا في التقاسيم وحتى في الجمل اللحنية ضمن أغانيه، ومع تطور أسلوب “السنباطي” وسطوع نجم كوكب الشرق أم كلثوم في منتصف الثلاثينيات، كان لا بد لهذين النجمين من التلاقي، وكانت البداية بأغنية على بلد المحبوب وديني”، التي قدمت عام 1935م ولاقت نجاحا كبيرا، لينضم السنباطي إلي قائمة ملحني أغنيات أم كلثوم والتي كانت تضم محمد القصبجى وزكريا أحمد.وجد “السنباطي” في صوت أم كلثوم ضالته المنشودة، فبقدراتها الصوتية غير المحدودة وبإعجازها غنت ألحانه فأطربت وأبدعت بالعديد من الأغنيات التي بلغت حوالي 90 لحنًا، ومنها النوم يداعب عيون حبيبي""إلى جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون وهو تلحين القصيدة العربية التي توج ملكا على تلحينها، ومن أشهر هذه القصائد رائعته “الأطلال” التي تغنت بها أم كلثوم عام 1966م وحققت أعلى مبيعات الألبومات الغنائيةوإلي جانب كوكب الشرق أم كلثوم لحن “رياض السنباطي” للكثير من سلاطين الطرب أمثال منيرة المهدية، فتحية أحمد، صالح عبد الحي، محمد عبد المطلب، عبد الغني السيد، أسمهان، فايزة أحمد”، وردة، نجاة، وعزيزة جلال التي قدم لها مجموعة من الأغاني العاطفية ولحن لها آخر عمل فني له وهي قصيدة "الزمزمية" وقصيدة "من أنا" لتكون بذلك آخر فنانة تقدم أعمال “رياض السنباطي.وحظي الموسيقار الكبير بالكثير من مظاهر التكريم، فقد آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقري، وكان عضوا لنقابة المهن الموسيقية، وعضوا في جمعية المؤلفين بفرنسا، وعضوا للجنة الموسيقي بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وعضوا لجمعية المؤلفين والملحنين.وحصل السنباطي على العديد من الجوائز والأوسمة منها: وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964م، وجائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس في نفس العام، وصنفه ضمن أفضل مائة موسيقي في العالم.وفي التاسع من شهر سبتمبر عام 1981م رحل الموسيقار الكبير "رياض السنباطي"، وترك ثروة فنية زاخرة بالأعمال الرائعة التي لا زالت باقية في أسماع الناس حتى اليوم.