عبدالباسط عبدالصمد الصوت الذهبي الذي عشقه الملوك قبل الغلابة

الاربعاء 30 نوفمبر 2016 | 02:32 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

بصوت عذب جميل وحنجرة قوية يلفت انتباه جميع من يسمعه أطلق عليه «صوت مكة» «وصاحب الحنجرة الذهبية» تمتع بشعبية كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى جميع أنحاء العالم يعد القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظًا لم يحصل عليه أحد بعده، وقد نال من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان إنه الشيخ الجليل عبدالباسط عبدالصمد وتحل اليوم الذكر 28 لوفاته.ولد الشيخ فى قرية المرازعة إحدى قرى مركز ارمنت بمحافظة قنا عام 1927 وأتم حفظه للقرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره.بعد إتمام حفظه للقرآن الكريم ووجد فى نفسه الموهبه فى قراءته بصوت عذب جميل قرر الشيخ الذهاب الى الإذاعة المصرية للقراءة بداخلها وكانت أول طريق المجد بالنسبة له فقد قرر اعتماد الشيخ بالإذاعة عام 1951.وبعد الشهرة التى حققها الشيخ بالإذاعة فى بضعة أشهر قليلة انتقل هو وأسرته ليقيموا في أحد أحياء القاهرة «حى السيدة زينب».وبسبب التحاق الشيخ بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وأصبح بداخل كل بيت فى مصر جهاز للاستماع إلى صوت الشيخ عبد الباسط.عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين ومن أشهر المساجد التى قرأ بها القرآن هى المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموى بدمشق ولم يقتصر على الدول العربية فقط بل قرأ فى العديد من أشهر المساجد فى آسيا وإفريقيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من دول كثيرة في أوروبا فلم تخلوا جريدة رسمية أو غير رسمية إلا وتشرفت بصورة للشيخ الجليل؟عبدالصمد الأسطورة التي برغم رحيلها منذ 28 عاما إلا انه كالتراث لم يتأثر بمرور السنين بل بالعكس كلما مر عليه الزمن كلما زادت قيمته أكثر بكثير فهو الشيخ الذى كان يحظى باستقبال رسمي من الملوك والأمراء فقد استقبله كبار رجال الدولة وتشرفوا بالجلوس معه.عشقه الملوك والزعماء ولحب الجميع فيه استخدمه عبدالناصر فى تحسين العلاقات العربية وأعطاه سفر دبلوماسى وعرض عليه عروض كثيرة للإقامة فى دول عربيه عديدة ولكن حبه الشديد لمصر كان أقوى من كل ذلك.لم يسلم الشيخ من الإشاعات الكثيرة التى انتشرت عنه ولكن محبيه لم يلقوا لها اى اهتمام فهم يعلمون جيدا اخلاق شيخهم ومن أهم الشائعات التى أطلقت حوله زواجه من بعض الفنانات وإدمانه للأفيون وهذا ما أحزن الشيخ كثيرا واثر فى نفسيته.تعرض الشيخ لحادث أليم قبل وفاته بعدة شهور حيث اصطدمت سيارته بإحدى السيارات الضخمة التى كانت تحمل ألواحا من الخشب مما أدى لإصابته ببعض الجروج والتى أدت إلى تدهور حالته بسبب إصابته بمرض السكر والكبد وظل ركضا فى احدى مستشفيات القاهرة قبل أن يقرر ابنائه سفره الى بريطانيا لتلقى العلاج.ظل الشيخ فى مرضه حتى أحس باقتراب أجله فقرر الموت فى بلده الحبيبة فأمر أبنائه بالعودة الى مصر وبعد عودته بثلاثة ايام وافته المنية وفاضت روحه إلى بارئها وحضر جنازته العديد من فئات الشعب ومن سفراء العالم نيابة عن شعوبهم ورحل الشيخ الجليل عن عالمنا فى يوم الأربعاء 30 نوفمبر عام 1988عن عمر 61 عامًا.

اقرأ أيضا