وليد الغمرى يكتب.. ليس كل الدم سواء.. ليس كل الدم حرام؟!

الاربعاء 30 نوفمبر 2016 | 05:02 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

أوقن أن الإمام على بن أبى طالب حين سحق أكثر من 5 آلاف أو يزيد من أعناق الخوارج.. كان يخشى أن يسأله الله يوم أن يلقاه.. ماذا فعلت فى الذين باعوا دينهم وتاجروا بكتاب الله وسنة رسوله.. هذا كان حال على بن أبى طالب.. فكيف حالك أنت يا سيادة الرئيس.. حين يسألك المولى نفس السؤال.. أو يزيد.. ماذا فعلت فى خوارج أمتك، حين استحلوا الدماء، وباعوا الأرض، وفتنوا الأمة فى دينها؟! دعنى أسألك يا سيدى بمنتهى الوضوح والصراحة.. ماذا ستقول لأب أو لأم راح ابنها شهيدًا برصاص الخوارج.. حين يسألونك.. بكم بعت دم أبنائهم حين صالحت الإخوان؟!.. ماذا ستقول لربك حين تلقاه وقد وضعت يدك فى يد من قتل ابنك؟! واغتال وطنك؟! وخان عهد الأمة؟!.. يا سيدى لا تحدثنى عن أنك تحقن دماء الأمة.. أو أنك ترغب فى الاستقرار.. أو أن ضغوطًا من أى نوع تمارس عليك.. كل هذه يا سيدى مبررات لا تليق بك.. لا تليق بأى رجل يحمل تاج الحكم فى مصر.. لقد كنت أعلم أنا وغيرى من هؤلاء المتابعين للسياسة ودروبها القذرة.. أن تطبيق حكم الإعدام فى أى خنزير من خوارج الإخوان ليس إلا مجرد حرق لكارت من كروت اللعب السياسى.. وأنه وإن حدث لن يكون غير مجرد نقلة صغيرة على رقعة شطرنج كبرى.. فى سياق الحرب المعلنة على الأمة.. ورغم ذلك كذبت نفسى مرارًا وتكرارًا وألف مرة.. كنت أراهن على ذلك الرجل الذى قال بمنتهى الوضوح «لا إخوان فى عهدى».. كنت أراهن.. وما زلت.. أنا وغيرى على ذلك «الجنرال».. الذى أقسم على حماية النظام الجمهورى.. وأنا وأنت نعلم أن «خراف» حسن البنا.. لا يعرفون للأوطان سعرًا ولا قيمة.. فما بالك بالنظام الجمهورى! لن أعدد تصريحات «المصالحة» التى تملأ مواقع وصحف الإخوان حتى كتابة هذه السطور.. فقلمى ينأى أن تلوثه أسماء وأطروحات «المصالحة» فى دكاكين أبناء البنا.. وأنأى بك أيضًا يا سيدى وبوطنى.. أن لا يرد ردًا صريحًا وقاسيًا على هذه التصريحات، وهذه الأطروحات، التى نوقن جميعًا أنها ملوثة بدماء مئات الشهداء فى مصر.. أنا يا سيدى لا أصدق فيك، أنك تستطيع أن تساوم على الدم.. ولا أصدق أن فى مصر رجلًا شريفًا يمكن أن يساوم على الوطن.. ولا أصدق أنك ستضع يدك فى يد «خنزير نجس» ينتمى إلى الإخوان المتأسلمين.. لا أصدق فيك يا سيدى، أنك ستضعف، أو سترضخ، أو ستساوم، أو ستفكر حتى.. فى هذا الرجس العظيم.. ولن أقول لك إن التاريخ لن يرحمك إن فعلت.. ولن أحدثك أنك ستسقط إن فكرت.. ولن أقول لك إن عرشك وحكمك وجيشك ومصريتك ودينك.. جميعها قيم سوف تنهار إن رضخت.. لكنى سأقولها لك دون مواربة أو خوف.. فى قبور الشهداء شىء ما لا يزال يصرخ.. يطالب بالثأر.. بالله لن تحتمله ولن نحتمله معك.. لو أنك فى لحظة واحدة لهم يا سيدى هادنت.. ومن هنا.. أقسم عليك بحق كل أم باتت ثكلى فى فراشها.. وبحق كل شيخ بات ينتحب على ولده.. وبحق وطن كامل وثق فيك ذات يوم.. وحملك فوق الأعناق ليرفعك على العرش.. أن لا تستخدم فى دمائنا أوراق اللعب.. ولا أن ترخص فى عينك دموع ثكلانا.. وأن تحسم هذا الأمر الآن وفورًا.. أن تنفذ حكم الله فيهم.. لقد اخترت القضاء طريقًا ولم نعارضك.. اخترت ألا تنحاز لأى إجراء استثنائى ونحن معك.. اخترت أن يرى العالم محاكمات عادلة ووافقنا.. ورغم ذلك ما زالت دماء الشهداء تئن.. وقتلانا يتساقطون نحو أنهار الجنة ورغم أنهم ينتهون شهداء.. إلا أن قلب الوطن ينتحب.. فهذا الخائن محمد مرسى.. وهذا الثعبان محمد بديع.. وهذا الضال عصام العريان.. وهذا العقرب محمد البلتاجى.. وغيرهم.. لا يزالون يأكلون ويشربون ونحميهم بحجة المحاكمة العادلة.. العدل يا سيدى أقره الخليفة على بن أبى طالب فى موقعة النهروان.. والعدل يا سيدى أن تعلق رقابهم على مشانق مصر.. فتكون الرسالة واضحة للداخل وللخارج. سنتحمل الجوع وسنتحمل الفقر وسنتحمل كل شىء لكننا يا سيدى لا نحتمل صرخات الشهداء فى القبور.. قلوبنا يأكلها الغضب.. فلا تفرط بالدم حتى ولو ساوموك بالدم.. فليس كل الدم يا سيدى حرام.. وليس كل الدم يا سيدى سواء.. افعلها ولا تصمت.. مصر تنتظرك.. والأمة ما زالت تنتحب.. وإلى الله مردنا جميعا.. لكى يحكم بيننا فيما كنا عليه راضون.. أو مجبرون.. أو حتى مقهورون.. رفعت الأقلام وجفت الصحف..

اقرأ أيضا