ثورة يناير التى حذفتها عيون الجاحدين من المشهد

الاربعاء 25 يناير 2017 | 05:24 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

فى مثل هذا اليوم من كل عام لا يخرج كلام الناس فى بلادى عن إطار إبداء الرأى فى ما حدث يوم 25 يناير وكان الشرارة التى إنطلقت منها أحداث غيرت وجه مصر وقتها ورسمت وضعها ربما لعقود قادمة ، هذا اليوم من كل عام يتبارى أرامل محمد حسنى مبارك فى الندب على اللبن المسكوب ويتسنفذوا جهودهم فى تصدير فكرة أن 25 يناير كانت النكسة التى حلًت بمصر على يد مغرضين ومأجورين وخونة ، ويتبارى المؤمنين فقط بثورة 30 يونية فى تصدير فكرة أن 25 يناير كانت خطيئة كبرى إرتكبها الشعب المصرى فى حق نفسه وتداركها سريعا فصحح مساره ب30 يونية لكن لعنات تلك الخطيئة الكبرى لازالت تطارده وتحول بينه وبين غفران السماء ، بينما يتبارى المؤمنين بالثورة وحتمية التغيير _ وأنا منهم _ للتأكيد على أنها ثورة وستين ثورة كمان ! فى مثل هذا اليوم من كل عام ندخل فى مناقشات بلا حصر ومهاترات تستنزف الوقت والجهد للتأكيد على إنها ثورة ويدخل معنا الآخرون فى محاولات للإقناع بأنها مؤامرة ، يقدموا على ذلك بكل ما أوتوا من جحود ونكران لحق الدم الذى سال أملاً فى غد أفضل للجميع ، يقدموا على ذلك بعيون تحذف النبلاء من المشهد ولا ترى فيه غير الخونة والممولين فقط ، يقدموا على ذلك ناسيين أو ربما متناسيين أن الخائن المتآمر قد يدخل فى كل الصفقات التخريبية إلا الصفقة التى يدفع فيها روحه ويفارق الحياة بسببها وأن البديهى هو أن يموت الإنسان من أجل قضية مؤمن بها وليس من أجل صفقة يعقدها مع عدو ، لا أنكر أن الخونة والمتآمرين دخلوا المشهد بعد بدايته وسيطروا عليه لكن هذا لاينفى أبداً أن البداية كانت طاهرة وخالصة لوجه الوطن فلماذا تنكروا هذا يا كارهى يناير ؟ سيظل تاريخ 25 يناير هو تاريخ الثورة بغض النظر عن فشلها وعن ركوب الأوغاد عليها ، هو تاريخ الثورة بحق الدم وبحق كل من لفظوا أنفاسهم فى ميدان التحريروكل مدن الجمهورية وودعوا الحياه مبتسمين راضيين آملين أن يكون لتضحيتهم بأرواحهم نتيجة تستحق ، هو تاريخ الثورة بحق السير الذاتية العطرة الممتلئة بكل ما يؤكد أن بين من ماتوا كثيييييييير من " الناس المحترمة " الذين لم يتمولوا يوماً ولم يعرفوا للخيانة طريق ، هو تاريخ الثورة بحق العدل الذى يحتم عليكم ألا تغفلوا الأبطال ولا تنكروا وجودهم .. هو تاريخ الثورة رغم أنها فشلت ! لا غرابة فى خلط الحابل بالنابل وتعميم النموذج السيئ وحذف النموذج المحترم من المشهد ، هو واقع متسق مع نفسه ، جميعنا تائهين من وقتها والبقر متشابه علينا ، جميعنا غير قادرين على وضع الأمور فى نصابها وجميعنا لا نرى إلا وفق القناعات الشخصية فقط ، جميعنا مختلفون مع جميعنا ومنقسمون على أنفسنا لدرجة جعلتنا لا نستطيع التفرقة بين أفعال الثورة وبين أفعال التآمر على الوطن ربما يستطيع الجيل الجديد أن يرانا جيداً ويحكم علينا جيداً ، ربما يخرج منه قارئ جيد فى تاريخ الثورات فيمكنه تحليل كيف تحول الفعل النبيل إلى خطيئة كبرى وكيف نسبت الدماء التى سالت دفاعاً عن الحلم إلى أجساد ملوثة تآمرت على الوطن وأكلت من الشجرة المحرمة فأخرجته من الجنة ، إلى أن يحدث هذا ساظل أردد كل عام ما قاله سيد الثوار " جيفارا " أن الثورة فعل يفكر فيه العقلاء ويقوم به الشجعان ويستغله الإنتهازيون ويجنى ثماره الجبناء .. وهكذا أرى يناير .. الثورة لا يقوم بها إلا مجانين بعشق أوطانهم ، اما الخونة والممولين فلن يغامروا بأرواحهم لتلك الدرجة !

اقرأ أيضا