السكين التي طعنت الموساد وإهمال الحكومة المصرية له.. ما لا تعرفه عن رأفت الهجان

الاثنين 30 يناير 2017 | 03:14 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

تحل اليوم الذكرى الـ35 على رحيل البطل المصري رفعت علي سليمان الجمال المصري «رأفت الهجان» عميل المخابرات، جاك بوتين الإسرائيلي، الذي كان له دور كبير في نجاح حرب أكتوبر 1973، وترصد «بلدنا اليوم» في ذكرى وفاته أهم المحطات التي مر بها طوال حياته.- قام بتدريب نفسه قبل العمل مع المخابرات من حيث التخفي وتزوير الهويات.- انضمامه للمخابرات بدأ بالقبض عليه اعتقادًا بانه جاسوس اسرائيلي.- قام تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي على مصر قبله بفترة مناسبة إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد.- كتب مذكراته وأوصى زوجته بقراءتها بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات. - كتب في وصيته مناشدًا الحكومة دفع ديونه لأخيه وقدرها جنيها واحدًا اذا ما تم اغتياله في اسرائيل.- أنكر الاسرائيليون رواية المخابرات المصرية ولكن بعد ذلك مسؤل سابق في الموساد إعترف بصدقها.- محو الحكومة المصرية كل الاثباتات على وجود رفعت الجمال ورفض اعطاء ابنه الجنسية المصرية حياتهاسمه الحقيقي رفعت علي سليمان الجمال، ولد في دمياط 1 يوليو 1927، كان والده يعمل في تجارة الفحم أما والدته فكانت ربة منزل وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان له شقيقان هما لبيب ونزيهه، وأخ غير شقيق هو سامي وفي عام 1936 توفي «علي سليمان الجمال» والد رفعت وأصبح «سامي» الأخ غير الشقيق له هو المسؤول الوحيد عن المنزل وأخوته، وبعد ذلك انتقلت الأسرة بالكامل إلى القاهرة.«رفعت» لم يكن مسئولًا، بل كان طالبًا مستهترًا لا يهتم كثيرًا بدراسته، وبرغم محاولات أخيه سامي أن يخلق من رفعت رجلا منضبطًا ومستقيمًا إلا أن رفعت كان على النقيض من أخيه سامي فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما، واستطاع أن يقنع الممثل الكبير «بشارة واكيم» بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام، لذا رأى إخوته ضرورة دخوله لمدرسه التجارة المتوسطة رغم اعتراض «رفعت» على إلحاقه بها، وفي المدرسة بدأت عيناه تتفتحان على البريطانيين وانبهر بطرق كفاحهم المستميت ضد الزحف النازي، وتعلّم الإنجليزية بجدارة، وأصبح يتحدثها أيضًا باللهجة البريطانية، وكذلك تعلم الفرنسية بلهجة أهل باريس.تخرج «رفعت» في عام 1946 وتقدم بطلب لشركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين، نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية ثم طُرد من تلك الوظيفة بتهمة اختلاس أموال.عمله في المخابراتاستطاع «رفعت الجمال أو جاك بيتون»، أن يخدع المخابرات الإسرائيلية لمدة 20 عام، فهو أعظم جاسوس في التاريخ.لم تتوقعه إسرائيل بعد إعلان المخابرات المصرية عام 1988 عن الشخصية المصرية التي عاشت في إسرائيل لسنوات عديدة واستطاعت أن تمد جهاز المخابرات المصرية بمعلومات مهمة.بداية العميل «رفعت الهجان»«رأفت الهجان» هو الاسم البديل للمواطن المصري «رفعت علي سليمان الجمال» الذي انتقل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954، وقد حقق نجاحًا باهرًا وخير دليل هو إثبات المخابرات المصرية ذلك عمليًا، كما أنه تمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي.قام الهجان لسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط بارليف. الصحف الإسرائيلية عن الهجانأحدثت هذه الرواية والعملية هزة عنيفة لأسطورة تألق الموساد وصعوبة اختراقه، وتم اعتبار الهجان بطلًا قوميًا في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لسنوات طويلة.ومن جهة أخرى، كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية في البداية «إن هذه المعلومات التي أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد وإن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية». لكن تحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق إيسر هاريل «أن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقًا في «جاك بيتون»، وهو الاسم الإسرائيلي للهجان». كيف شككت إسرائيل في وطنية الهجانبدأت الصحافة الإسرائيلية منذ عام 1988 م تحاول التوصل إلى حقيقة الهجان أو بيتون أو الجمال، فقامت صحيفة «الجيروزليم بوست»، الإسرائيلية بنشر خبر تؤكد فيه أن جاك بيتون أو رفعت الجمال يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973، واستطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل، منها «جولدا مائير» رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع، وبعد سنوات قام صحفيان إسرائيليان وهما «ايتان هابر» و«يوسي ملمن»، بإصدار كتاب بعنوان «الجواسيس»، وفيه قالوا أن العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة، لكن ما ينقصها هو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته، ألا وهو خدمته لإسرائيل حيث أن الهجان أو بيتون ما كان إلا جاسوسًا خدم مصر حسب رأي الكاتبين.إهمال حكومة «السادات» له بعد أن أتم رفعت الجمال عمليته الجاسوسية عمل في مجال البترول، وأسس شركة آجيبتكو، وأعطى أنور السادات تعليماته لوزير البترول بأن يهتم بهذا «الرجل» العائد في شخصية جاك بيتون، دون أن يفصح عن شخصيته. وشدد على أهمية مساعدته وتقديم كل العون له، فلم تجد وزارة النفط سوى بئر مليحة المهجور لتقدمه له بعد أن تركته شركة فيليبس، لعدم جدواه.ورفضت هيئة البترول السماح له بنقل البترول من البئر في الصحراء الغربية إلى داخل البلاد بالتنكات، وأصرّت على نقله بأنابيب النفط، وهو ما لم يتمكن رفعت الجمال من توفيره ماديًا، فلجأ مرة أخرى إلى السادات الذي كرر تعليماته بمساعدته وتقديم كل العون له، لكن أحدًا لم يهتم به، فساءت حالة شركته، وتصرفت فيها زوجته فالتراود بيتون بعد أن مات في عام 1982، وباعتها لشركة دنسون الكندية.الحكومة رفضت إعطاء ابنه الجنسية المصريةولرفعت الجمال ابن واحد من زوجته الألمانية «فالتراود بيتون»، إلا أنه لا يحمل الجنسية المصرية، حيث أن المخابرات المصرية وفي إطار الإعداد للعملية قد قامت بإزالة كل الأوراق التي قد تثبت وجود رفعت الجمال، من كل الأجهزة الحكومية بحيث صار رفعت الجمال رسميًا لا وجود له، وبالتالي لا يستطيع ابنه الحصول على جواز السفر المصري الأمر الذي أدى بزوجته وابنه أن يقدموا التماسًا لرئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك لاستغلال صلاحياته في إعطائه الجنسية، إلا أن طلبهما قوبل بالرفض لعدم وجود ما يثبت بنوته لرجل مصري.وفاتهففي مثل هذا اليوم 30 يناير 1982م وفاة جاك بينون، وزوجته تكتشف لأول مرة أنه رفعت الجمال المندوب المصري في إسرائيل من 18 عامًا.طرح جاك بيتون على زوجته الألمانية "فالترواد بيتون" أﻻ يدفن بمقابر اليهود وكان هذا الطرح وهو على فراش المرض وقبل وفاته بأيام وبالرغم من استغراب واندهاش الزوجة فإنها بتلقائية قالت "لك ما طلبت ما دمت تلك رغبتك".. ولم تعرف ماهو السر وراء طلب الزوج الذي كان مريضًا بسرطان الرئة.إنجازاته- تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي على مصر قبله بفترة مناسبة إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد.- تزويد مصر بميعاد الهجوم عليها في 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير بأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا.- إبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه علي غالي في ميلانو.- زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر على الانتصار في حرب أكتوبر.- كانت له علاقة صداقة وطيدة بينه وبين موشي ديان وعيزر وايزمان وشواب وبن غوريون.

اقرأ أيضا