«بتضربني بالشبشب» و«رمتني في الشارع».. رجال يسردون «جبروت» زوجاتهم بمحكمة الأسرة

الثلاثاء 28 فبراير 2017 | 03:56 مساءً
كتب : منار مصطفي

لم يكن نجيب محفوظ، يعلم أن هيبة الرجل التي لطالما صورها في مؤلفاته سوف تنتقل في يوم من الأيام إلي حواء، فكاتبنا الكبير كان يصور الرجل عليلى إنه شخص له كلمته القوية المسموعة، والتي لا يستطيع أحد من أفراد عائلته أن يثنيها، حيث صور لنا نجيب أحد مشاهد الرجل والذي كان يلقب بـ"سي السيد" لما له من الهيبة، فحينما كانت تجتمع الأسرة علي وجبات الطعام كان يجلس الرجل وحيدًا لتناول الطعام، بينما زوجته وأولاده ينتظرون حتي يفرغ من تناول وجبته.وصور نجيب أيضًا المرأة هنا بالخادمة والراعية للرجل وأولاده، فكانت حياتها كالجحيم المحتوم الذي لا فرار منه، فكانت حقوقها تقريبًا مهدورة، فلم تكن هناك قوانين تحميها وقتها، إلى أن جاء قاسم أمين وطالب بفكره التغريبي الذي يدعو إلى تحرير المرأة وتعليمها ومشاركتها في الحياة الاجتماعية مثلها مثل الرجل، وفيما يلي نستعرض بعض من الحكايات التى فرضها علينا واقعنا الحالي، والتي تثبت تبدل الهيبة وانتقالها من الرجل إلى المرأة.جبروت امرأةفأمام محكمة الأسرة، وقف "محمود. أ" يشكو القاضي ما تعرض له من زوجته التي وصفها بـ"المفترية"، وهو في حالة من الحزن والخذلان لما يحدث له، أثناء سرد مأساته ومعاناته من زوجته التي كانت تقوم بالتعدي عليه بالضرب بـ"الشبشب" أمام أطفالهما.ووصف الزوج الذي يبلغ من العمر 42 عامًا، حياته قائلا: «فنظرًا لضعف جسدي أمام جسدها الضخم لا أستطيع الدفاع عن نفسي، مما جعل سيرتي على كل ألسنة الجيران بعد سماعهم صوت زوجتي وهي تضربني أكثر من مرة، ولم أعد استطع النظر إلى وجوههم، وكانت تضربني أمام أهلي وأصدقائي».وقال الزوج، إنه حرر عددًا من المحاضر في قسم الشرطة تفيد بضربها له وتأثره ببعض الإصابات، وقام بعمل تقرير طبي بإصابته وعادة ما ينتهي المحضر بالصلح، وتتعهد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى، إلا أنه أبعد أيام تعود مثلما كانت، وبعد فقده الأمل في إصلاحها توجه إلى محكمة الأسرة ليقيم دعوى فسخ عقد الزواج بينهما، لعدم مقدرته على تطليقها وسداد مؤخر الصداق.مراتي بتوريني العين الحمرةحالة من اليأس والحزن تملئ "محمد. م" أثناء وقوفه أمام محكمة الأسرة بزنانيري، وهو يشتكي ما تعرض له من قبل زوجته التي وصفها بـ"الجبارة" قائلا: «أحببتها قبل الزواج 5 سنوات، وفي الأخير سلبت مني عقلي واستحوذت على كل ما أملك». وقال الزوج الذي يبلغ من العمر 44 عامًا، عن زوجته التي كرهها ويخاف منها أنها تضربه ضربًا مبرحًا وتشبعه ركلا إن تأخر عن لإحضار الخبز من المخبز، كما تقذفه خارج البيت لتجعله ينام أمام باب البيت في حالة عصيانه لأمرها، وتصب عليه الماء البارد إن أرادت إيقاظه من النوم، بالإضافة إلى استيلائها على راتبه.واستكمل الزوج قائلًا: «بعد كل هذا القتنى في الشارع واستحوذت على كل ما أملكه وجعلتنى أفترش الأرض، ولا أملك قوت يومى، فيما وصل الأمر بها إلى تعديها علي أمام أولادي وجعلتنى أفقد رجولتى أمام الجميع بعد إهاناتها المتكرر لي».الانتحار هو الحلوقع "أحمد. ع" فريسة في يد من لا ترحم وجعتله يحاسب نفسه علي اليوم الذي قرر فيه أن يتزوجها، ويعترف أمام الجميع أنه ارتكب أكبر خطأ في حياته، بعد أن أقدم على الانتحار مرتين وهو سعيد لمجرد أنه سيتخلص منها.وعلي الرغم من ما تفعله به الزوجة "شيماء. م"، إلا أنها أقامت دعوي طلاق منه والتى حملت رقم ٩٥٦ لسنة 2015 أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة والتى رد عليها قائلًا: «تزوجنا منذ ٤ سنوات عشت فيهم أسود أيام حياتى، وأدركت الآية أن كيدهن عظيم».وأضاف الزوج وهو في حالة هيستيرية أمام القاضي بالمحكمة، متوسلًا أن يرحمه من بطش الزوجة: «اكتشفت الحقيقة وسلوكها التي لا يستطيع بشر تحمله، ففي كثير من الأحيان كانت توقظني في عز الليل لكى تتشاجر معى دون أي سبب، ورغم كل الوسطاء الذين حاولوا أن يصلحوا بيننا، ولكن دون جدوي لم يفلح أى منهم فى أن يرجعها لعقلها.واختتم الزوج حديثه: «الزوجات الأيام دى بيتحكموا فينا عشان الخلع والمؤخر، وهما مهما عملوا بدموعهم بيطلعوا المظلومين وإحنا شايفين الغلب ومرارتنا مبقتش مستحملة شغل ٢٤ ساعة عشان راحتهم، وفي البيت بنشتغل زيهم ومش نافع معاهم منهم لله».