هؤلاء أعداؤنا ونحن نعرفهم

السبت 10 يونية 2017 | 11:15 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

لقد سوّلت لهم أنفسهم أن يتخيلوا، ولو لحظة، أن العلاقة التى تربط بين أبناء شعب مصر مسلمين وأقباط، يمكن أن يوضع بينها فتيل للفتنة.. وأنه حين يريقون دماء بعض من أبناء هذا الشعب العظيم.. أن عزائمنا سوف تلين أمام خستهم.. فهم ببساطة لا يعرفون هوية الشعب المصرى.

والحقيقة، أن اللعب على ورقة الفتنة فى بلادنا بدا أنه مصنوع بحبكة مخابراتية شديدة الدهاء والخسة.. وأن دولًا بعينها باتت معروفة للجميع.. تقف خلف هذه الجرائم التى تستباح فيها دماء المصريين.

ولقد كان الخطاب الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسى عقب أحداث المنيا، التى راح ضحيتها عدد كبير من شهدائنا الأقباط.. حديث لا يحتمل اللبس.. حين قال الرئيس فى رسالة واضحة المعالم إلى العالم أجمع.. إن مصر ستحارب أعداءها داخل حدودها وخارجها، وفى أى مكان يوجدون به.. وبالفعل خرج الطيران المصرى للمرة الثانية إلى مراكز التدريب للإرهابيين فى الشقيقة ليبيا.. ليقول المصريون كلمتهم فى رسالة لا تحتمل التأويل.. وأن الأصابع العسكرية لمصر يمكنها أن تخرج خارج حدودها، وها هى تخرج.. وتنفذ عملياتها العسكرية ضد الإرهاب.

ها هى مصر بجيشها وشرطتها وكل مؤسساتها.. وبشعبها مسلمين وأقباط.. يكتبون تاريخًا جديدًا للوحدة والتماسك فى مواجهة العدو.. والعدو هذه المرة هو نفس العدو القديم.. الذى يبحث عن أطماع استعمارية داخل بلادنا العربية.. وكالعادة وقفت مصر حجرًا عثرة فى طريق هذا المستعمر.. ولِمَ لا فهى صخرة فى جبل كبرياء الله.. دائمًا ما كانت الصخرة التى تتحطم عليها طموحات الأمم.

هى مصر التى كانت أول أرض تطئها قدم المسيح عيسى بن مريم.. وماؤها أول ماء تدخل فى جوف المسيح.. هى مصر التى ناسب نبى الإسلام قبطها.. وتزوج منهم.. وأوصى بأهلها خيرًا..

من أجل هذا وكمواطنة مصرية.. أثق فى القيادة التى تحكم بلادى، وأثق فى جيشها العظيم.. وأثق فى شوارعها التى ستحارب مع أبنائها ضد أى عدو تسوّل له نفسه أن تطأ قدماه هذه الأرض العظيمة.