استقالة وزير النقل

السبت 19 اغسطس 2017 | 07:41 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

أعلم ويعلم كل المصريين أن الرئيس عبد الفتاح السيسى آلت إليه تركة كبيرة وضخمة من المشكلات المزمنة فى مصر.. وأن قدره الذى سخره الله له فى لحظة فارقة من عمر هذه الأمة أن يحمل الأمانة فى توقيت بالغ الدقة.. وأذكر مقولة تصف الرئيس السيسى بأنه مثل المقاول الذى تسلم مبنى على وشك الانهيار، وطلب منه أن يقوم بتنكيس هذا المبنى مع وجود السكان بداخله، وهم غير صابرين، وبعضهم يخونه، ويقوم باللعب فى أساسات المبنى، ومعظم الصنايعية الموجودين فاسدون، وهو أساسا لا يملك ثمن التنكيس، ولا يريد السكان تحمل فاتورة تجديد المبنى قبل انهياره!!

وأعلم ويعلم الجميع أيضا أن تركة الإهمال التى أصابت قطاعات الدولة لسنوات طويلة لن يتم علاجها فى أيام معدودة، ونعلم أيضا أن قطاع النقل فى بلادنا أصابته كل الأمراض، وأصبح علاجه مكلفا جدا فى توقيت ما زالت اقتصاديات الدولة المصرية تحبو من أجل النجاة.

وأنا هنا لا أحاول أن أجد مبررات للإهمال ولا البحث عن مخرج للدولة من حدث جلل فى تصادم قطارى الإسكندرية، الذى أزهقت فيه أرواح مصرية طيبة ليس لها أى ذنب، غير أنها استخدمت وسائل النقل التى تديرها الدولة.. وأعلم أيضا أن فى أى بلد من البلاد المتحضرة لا يمكن أن تتملص الحكومات من مسؤولياتها، وربما كان من المفترض أن يقدم السيد وزير النقل استقالته من الحكومة على الأقل من باب المسؤولية الأدبية عن الحادث.

ولكن هل سيكون هذا حلا حقيقيا لضعف إمكانيات سكك حديد مصر بشكل خاص.. وضعف إمكانيات النقل بشكل عام فى بلادنا؟! والإجابة القطعية بالطبع لا، لن تحل مشكلاتنا بهذه الطريقة.. والحل الوحيد هو تضافر كل الأمة المصرية لكى ينتهى ترميم المبنى العظيم الذى نعيش فيه.. وأن نقف جميعا بجوار الرجل الذى أوكلنا إليه مهمة إنقاذ مبنانا.. وبشىء من الصبر والإيمان بأنفسنا وبالله تعالى سنغير وجه هذه الأرض.. لأن هذا الوطن يستحق منا أن نضحى من أجله بكل ما هو غالٍ وثمين.