أبى الحبيب رحمك الله

الاحد 27 اغسطس 2017 | 02:55 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

لايعلم الإنسان بقيمة ما يملكه من أشياء أو أشخاص وبما يمثل له الكثير من الأهمية الا عندما يفقد تلك الأشياء أو الأشخاص ويشعر وكأن هناك قطعة من جسده تم استقطاعها ، وأصعب وأشد أنواع الفقد هو فراق الأحبة والأهل وخاصة الوالدين فهما صمام الأمن والدعم والسند لأولادهم . وهذا هو ماشعرت به عند فقدان الأب الذى كان يمثل لى أمنا وأمانا نفسيا كبيرا ودافعا قويا للأجتهاد من أجل أن يشعر أن ما قام بغرسه طوال حياته فى أبنائه ولكن أمر الله نفذ قبل أن يرى حصاد ما قام بزرعه فينا من مبادئ الأخلاق والعمل والأجتهاد فى كل طريق مساره الحق والحلال والبعد كل البعد عن كل طريق يكتنفه الغموض والضباب مهما كانت الإغراءات فكنت ياأبى رحمك الله طوال حياتك لم تملك الكثير ولم تطلب الكثير فقد كنت راضيا قانعا بما قسمه الله عليك ، فلم تهتم بجمع المال بقدر الإهتمام بجمع وغرس الفضائل والحق والتربية القويمة فينا . فيا أبى أشتقنا إليك وإلى صوتك وهو يصدح بأرجاء المنزل ، اشتقنا يأبى الى مناقشاتنا وجدالنا بل الى توجيهاتك التى تعيننا على المضى قدما بالحياة دون أن تتعثر أقدامنا وسط أشواك الحياة . بكينا يا أبى على فراقك مر البكاء ولو نعلم أن بكائنا سيأتى بك الى الدنيا لذرفنا الدموع أنهارا ولن نبخل عليك كما لم تبخل علينا طوال حياتك بأهتمامك وحنانك وحسن معاملتك لنا ، حتى الأن غير مصدق أنك أنتقلت للدار الأخرة ياأبى فمازالت روحك الطاهرة تحوم حولنا ونشم نسائم رائحتك بكل ركن من أركان المنزل ، أطمن يا أبى فقد أنتقلت بجسدك الفانى ولكن تظل روحك موجودة بقلوبنا ما حينا . يأأبى أرجو من الله العلى القدير أن يغفر لك ويرحمك ويتجاوز عنك وأسكنك فسيح جناته ، وأطمن يا أبى وأسعد فقد خلفت وراءك أبناءا يحفظون العهد وعلى طريقك ماضون لتفخر بنا كل الفخر ولن نضيع ما قمت بتعليمنا أياه ، فراقك صعب يا أبى ولكن عزاءنا الوحيد أنك بجوار رب العالمين وأرتحت من عناء المرض الذى أنهكك جسديا ، أن الكلمات يا أبى فى رثائك تتثاقل على لسانى ودموعى تتساقط من جفونى ولا أعلم كيف سأستطيع تلمس طريقى بدونك فقد كنت لى النور الذى ينير لى الدروب وتبعدنى عن الشرور وتمدنى بالقوة عندما أشعر بالوهن واليأس رحمك الله يا أبى فقد كنت نعم الأب ونعم الصديق

اقرأ أيضا