الارشاد التربوى بين المتغيرات الأخلاقية والثقافية

الاربعاء 27 سبتمبر 2017 | 03:55 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

مفهوم الارشاد التربوى بات يلح وبقوة لارتباطه الوثيق بثقافة وأخلاق الأمم فى ظل التراجع الخطير فى الأخلاقيات والثقافات التى صارت سطحية الى أبعد الحدود فعندما نتابع حال وصلنا إليه من تدهور أخلاقى فى مجتمعنا بسبب الإنفتاح المباشر على الثقافات والعادات الغربية بما فيها من مساؤى كثيرة وجعلت من المجتمع المصرى عرضة لمثل تلك العادات المسيئة والمشينة فى ذات الوقت فإذا نظرنا الى ماحدث خلال الايام الماضية من تنظيم حفل شبابى يضم بعض الشباب ذوى الميول الأخرى ورفع العلم الذى يمثل تلك الفئة فهو يعد إعلانا مباشرا وصريحا عن إرساء مفهوم جديد شديد الخطورة والكارثية إذا ما تم إنتشار تلك الفئة لإفكارها وأفعالها والكثير من الظواهر السلبية التى باتت تظهر وتتزايد على السطح كالعلاقات التى تكون خارج الإطار الشرعى لها والمخدرات وتدمير صحة وحياة الشباب بل مستقبلهم بأكمله وكذلك حتى داخل الأطر الشرعية نجد أن العلاقات الزوجية بين الطرفين طرأ عليها تحولا خطيرا نحو الإنهيار عندما نجد الزوج يقتل الزوجة أو العكس وكذلك قتل الأبناء للإباء فنحن أمام صورة قاتمة لحال المجتمع المصرى . وهنا لابد من النظر سريعا الى إعادة ترسيخ المبادئ والأخلاق وصحيح الدين وتلك مسئولية مشتركة مابين الدولة والأزهر الشريف والأعلام لوضع منظومة أخلاقية وتربوية تهدف الى إعادة الأمور الى نصابها الصحيح وتكون قوة ضاغطة فى مواجهة التطرف والشذوذ الأخلاقى ولذلك الارشاد التربوى والأخلاقى لابد أن يجد المساحة الكافية له فى توعية المجتمع ووضعه على المسار الصحيح فالأرشاد التربوى هو التوجيه وتقديم النصح والأليات التى تهدف الى رفع الوعى الأخلاقى والثقافى بما يحقق الهدف الأسمى وهو الحفاظ على المجتمع من حالة الفوضى التى تعصف به جراء الكثير من العوامل التى خلقها فضاء السوشيال ميديا الذى ساعد بشكل كبير فى التحولات الجذرية فى تغيير الثقافات خاصة فى البلدان العربية والتى تعتبر من الأدوات المستخدمة فى الأمور السياسية من قبل الدول الأجنبية للتأثير على تلك الشعوب وتغيير هويتها الحقيقية ولذلك لابد أن نكون حذرين مما يحاك لنا من مخططات تؤدى بنا الى تفككنا وضياع هويتنا الأخلاقية لنتحول الى مجتمع فوضوى ليس له تأثير يذكر ولهذا لابد أن تهتم الدولة ومؤسساتها ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدنى الذى تعمل فى هذا الإطار فى السعى على العمل على تحقيق الحفاظ على المجتمع من الأفكار الشاذة بكل أنواعها . أما الأعلام فله دور فى غاية الأهمية والحساسية فى ذات الوقت فى القاء الضوء على القضايا الأخلاقية التى تستهدف مجتمعنا فى الفترة الأخيرة بقصد الارشاد والتوجيه الى الصواب وليس مجرد مناقشة القضية من أجل رفع نسب المشاهدة ليس أكثر فلابد أن يكون الإعلام من أدوات المواجهة لإنحسار تلك الظواهر الغريبة وليس المساعدة فى إنتشارها وتطورها فنحن الأن فى سفينة واحدة على الجميع التضامن والمساعدة فى الوصول الى بر الأمان وإلا فالكل سيغرق فى متاهة الإنحدار

اقرأ أيضا