«الدفع الرباعى».. وسيلة مرعبة لصناعة الإرهاب (تقرير)

الخميس 28 سبتمبر 2017 | 09:54 مساءً
كتب : إسلام بدران - رمضان سمير

طرق التهريب عائق كبير أمام خطط منع وصولها إلى الجماعات المخربة يوسف: يجب على الدولة التصدى للطرق الملتوية فى تهريب «الدفع الرباعى» نور الدين: المشكلة تكمن فى شركة تويوتا لأنها تصدر هذه السيارات لقطر وتركيا استيراد الدوحة 6 أضعاف الكمية خلال السنوات الأخيرة دليل تورطها فى إرهاب «داعش» حكومة تميم استوردت 32000 سيارة دفع رباعى لتمويل تنظيماتها الإرهابية فى ليبيا خريطة لـ5 دول عربية تكشف أسرار دور «أنقرة - أردوغان» فى ملف الإرهاب الجميع يعلم مدى تأثير الأحداث الأخيرة على الاقتصاد المصرى خاصة السياحة، التى تقلصت لدرجة كبيرة وملحوظة، ومن المؤكد أن سيناء وبالتحديد منطقة الشمال تكاد تصل نسبة السياحة بها إلى صفر فى ظل تلك الأوضاع الراهنة.السياحة فى سيناء تعتمد بصفة رسمية على بعض المقومات، منها استخدام سيارات الدفع الرباعى بسبب تميزها بالأراضى الرملية، مع العلم بأن خطرها كبير جدا، فيما يمس الأمن القومى المصرى، بسبب استخدامها فى العمليات الإرهابية من قبل الجماعات المسلحة.منع «الدفع الرباعى» فى سيناء وعودتها خلال 3 أشهربعد تعثر الأمر بشمال سيناء وتأكيد عدم وجود سياحة عام 2015، قامت الحكومة وقتها برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء بمنع مرور سيارات الدفع الرباعى بمنطقة شمال سيناء، ويرجع السبب إلى حماية الأمن القومى المصرى، وزيادة استخدام تلك السيارات فى العمليات الإرهابية واقتحام الكمائن، فيما قام اللواء على العزازى مدير أمن شمال سيناء فى ذات الوقت بعد ثلاثة أشهر من القرار بإصدار تعليمات بعودة تداول السيارات بسيناء مرة أخرى تيسيرا على الأهالى، الذين يصعب عليهم المرور فى سيناء بسيارات أخرى.قرار الحكومة بوقف استيرادهابينما واجهت الحكومة قرار مدير الأمن وقتها بمنع استيراد سيارات الدفع الرباعى فى مصر، مع قرار منع تداول الدراجات البخارية لأكثر من شخص، إنما يحوزها من يحمل رخصتها فقط لا غير.ولكن من المعروف أن طرق التهريب هى العائق الأكبر والتحدى الأهم لوصول تلك السيارات إلى أيدى الجماعات المخربة وليس فقط قرار منع الاستيراد، فهناك موانى وطرق صحراوية غير مسيطر عليها من قبل قوات الأمن بشكل يدعم وقف تداولها رسميا.محاولات اقتحام الحدود الغربيةعلى الرغم من وقف الحكومة المصرية استيراد سيارات الدفع الرباعى منذ عام 2015، وهو ما أكده بيان وزارة الداخلية أكثر من مرة عقب حدوث عمليات إرهابية، فإن الأمر الملحوظ بأن هناك طرقا خفية تدخل من خلالها إلى مصر، خصوصًا بعد الحادث الذى أصبح متكررًا، وهو محاولات اختراق الحدود الغربية لأكثر من مرة من خلال استخدام سيارات الدفع الرباعى المحملة بالأسلحة الثقيلة.يوسف: الطرق الملتوية لإدخال الدفع الرباعى مصرقال اللواء إيهاب يوسف، أستاذ المخاطر وخبير الإرهاب الدولى، إن سيناء الآن ليس بها أى نوع من أنواع السياحة نهائيًا، ولكن لا يجب أن نضع قيودا على المواطنين، فمسئوليتنا الأمن ولا بد من تحقيقه.وأشار خبير الإرهاب الدولى إلى أن التهريب من أهم طرق دخول تلك السيارات إلى مصر وليس الاستيراد فقط، مضيفًا أن من يستخدم الدفع الرباعى فى العمليات الإرهابية شخص ليس محتاج إلى رخصة وأوراق، ولكن فقط يحتاج إلى السيارة والسلاح الثقيل والرصد والمعلومات، وعلى الدولة أن تبحث عن الطرق الملتوية التى تستخدمها تلك الجماعات بمساعدة بعض الدول.نور الدين: المشكلة ليست فى الدفع الرباعىفى الحديث عن مدى إمكانية منع تلك العربات المسببة للخطر الدائم على الأمن القومى المصرى، أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى أن المشكلة ليست فى سيارات الدفع الرباعى، إنما فى شركة تويوتا والتى تصدر نسبة كبيرة من سياراتها للدول الداعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا وإيران، بينما ليس حلًا للأزمة بأن نمنعها فى سيناء، فاستخدامها ليس مقتصرًا على شخص إنما على الغالبية العظمى من الأهالى والشرطة والقوات المسلحة نظرًا لطبيعة الأرض الرملية.بينما اقترح «نور الدين» بعدم تدمير سيارات الدفع الرباعى التى تستخدم فى العمليات الإرهابية، إنما تصفية من بداخلها فقط واستخدام السيارات نفسها لتكون مصدرًا للدخل، أو تصبح موردًا لجهاز الشرطة الذى يستخدمها فى منطقتى شمال وجنوب سيناء، مع وضع علامات خاصة لتمييزها كسيارات لقوات الأمن بتلك المناطق ذات الطبيعة الترابية.وتابع فى حديثه أن مصر تستطيع أن تتقدم بمذكرة لمجلس الأمن ضد شركة تويوتا العالمية، وذلك لطلب منع تصديرها لسيارات الدفع الرباعى للدول الداعمة للإرهاب، مثل قطر وتركيا وإيران وهذا الأمر أصبح سهلًا، فالعالم أجمع بعد الأحداث الأخيرة على دعم تلك الدول للإرهاب والأمور أصبحت واضحة.مطالبات بمنع «الدفع الرباعى» فى سيناء تزايدت فى الفترة الأخيرة العمليات الإرهابية فى سيناء، والتى راح ضحيتها عشرات الشهداء من الجنود المصريين، واعتمدت العناصر الإرهابية على سيارات الدفع الرباعى، فى العديد من العمليات، مثل الهجوم على كمين كرم القواديس، والهجوم على الكتيبة 101، ومهاجمة قسم ثالث العريش، بالإضافة إلى استخدامها فى تفخيخ السيارات أمام الكمائن والمناطق العسكرية لاستهداف الجنود والضباط، ومن ثم تفجيرها فى القوات الأمنية.وتحبط عناصر حرس الحدود وقوات الأمن من حين لآخر، محاولات تهريب تلك السيارات إلى مصر، خصوصًا بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بوقف استيرادها، لتستخدمها العناصر المسلحة فى عملياتها الإرهابية، كانت آخرها، فى مطلع الشهر قبل الماضى، عندما تمكنت الأجهزة الأمنية فى الوادى الجديد، من ضبط 5 سيارات دفع رباعى ومهربين فى صحراء الفرافرة.لذلك طالبت بعض المنظمات والحقوقيين بضرورة تفعيل قرار رئيس الوزراء السابق بمنع عربيات الدفع الرباعى من الوجود بسيناء، ولكن ليس هذا هو الحل الوحيد؛ لكى يمكن القضاء على هذه الظاهرة.هذه المطالبات تم الاعتراض عليها من قبل العديد من التجار والمستوردين والعاملين فى مجال السياحة بشمال وجنوب سيناء، كما قام الخبراء الأمنيون برفضهم الفكرة لأسباب عدم التقييد، وعدم السماح لأى عدو مهما كان شأنه بأن يكسر شوكة وهيبة الدولة بينما ما يحدث العكس، الدولة هى من تقوم بنزع جذور الإرهاب.خريطة بأكبر 5 دول عربية تحوى سيارات الدفع الرباعىجاءت تقارير شركة تويوتا التى تسلمت المخابرات العسكرية لدولتى روسيا وسوريا نسخة منه بأن سيارات الدفع الرباعى التى تسلمتها دول الشرق الأوسط عددها كبير جدا، وتجاوز أضعاف ما كانت عليه قبل ثورات الربيع العربى، سواء عن طريق الشراء المباشر أو تدخل الوسطاء وكانت على النحو التالى بالأرقام:1- استيراد قطر 32000 سيارةجاء التقرير مفصلًا بأرقام أبرزها استيراد الحكومة القطرية 32000 سيارة دفع رباعى، بينما ربطت تلك الوثائق بين العربات التى يمتلكها تنظيم داعش وقُدرت بـأكثر من 60000 سيارة خلال الثلاثة أعوام السابقة، التى تم استخدام بعضها فى عمليات إرهابية ضد العديد من الدول، أبرزها مصر والعراق وسوريا، ممن تضرروا من تلك السيارات وسوء استخدامها من قبل قاطنيها.بينما ذكرت التقارير أن تلك المساعدات القطرية بسيارات الدفع الرباعى لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية كما يُطلق عليهم، تم إثباته من خلال رصد لأعداد تقريبية لسيارات الدفع داخل قطر كدولة، فوجدت التقارير الأولية مقارنة بالخمسة أعوام السابقة أن قطر استوردت 6 أضعاف احتياجاتها الداخلية من ذلك النوع تحديدًا.فى المقابل وردا على ذلك، قام رئيس الوزراء الأسبق نورى المالكى بشراء 10 آلاف سيارة «تويوتا» رباعية الدفع لاستعمالها من قبل وحدات الأمن، وفرق الحراسة، وبعض وحدات الجيش، إلا أن تنظيم داعش استولى عليها حينما سيطر على الموصل وتكريت قبل ثلاثة أعوام.بينما ردت «تويوتا»، على بعض الاتهامات التى وجهتها بعض الدول والمنظمات ضدها فى وقت سابق أنها سلمت وزارة الخزانة الأمريكية المعلومات عن سلاسل توريد السيارات إلى الشرق الأوسط، والإجراءات الأمنية التى تتخذها لمنع وقوع السيارات فى أيدى أشخاص قد يستخدمونها فى أنشطة عسكرية أو إرهابية.إلا أن الشركة أوضحت فى تقرير لها أنها عاجزة عن رصد السيارات التى تمت سرقتها أو إعادة بيعها من قبل وسطاء لا علاقة لهم بالشركة.2- ليبيا وسر إرسال قطر العديد من سيارات الدفع الرباعىالمعروف أن الشعب الليبى كان فى عهده القديم أيام العقيد معمر القذافى مرفهًا، وكانت ميزانية السيارات هناك كبيرة جدا، ولكن حسب دراسات المخابرات الحربية الروسية وتقريرها المشترك مع المخابرات السورية والتى واجهت به شركة «تويوتا» العالمية، وهى الشركة المنتجة لسيارات الدفع الرباعى المستخدمة فى العمليات الإرهابية، فإن عدد تلك السيارات التى دخلت البلاد بعد الثورة، التى تم استخدامها فى العديد من العمليات التخريبية يتجاوز أضعاف ما كان موجودًا قبل ثورات الربيع العربى، ومنها ما تم استخدامه فى محاولة اختراق الحدود الغربية المصرية.فى أثناء الدراسة الروسية لتقديم انطباعها الأخير عن قطر ومدى علاقتها بالإرهاب للوقوف على موقف ثابت وحيادى بين الجميع، تبين توريد العديد من سيارات الدفع الرباعى إلى ليبيا، التى تبين فيما بعد أنها السيارات التى استخدمت فى محاولات اختراق الحدود الغربية لمصر، مما يوضح أن المساعدة والدعم قطريان مما لا يستدعى الجدل.3- تحقيق أمريكى السلطات الأمريكية أعلنت عن فتحها تحقيقا فى كيفية حصول «داعش» على الأعداد الكبيرة من السيارات، لكن مراقبين ذكروا أن واشنطن نفسها وردت المئات من هذه السيارات إلى العراق وسوريا. ومن جهتها أكدت "تويوتا" أنها علقت مبيعات السيارات فى العراق وسوريا منذ عام 2012.على الرغم من إعلان تويوتا أنها علقت مبيعات سياراتها إلى دولتى العراق وسوريا فإن تلك الدولتين تزداد نسبة سيارات الدفع الرباعى فيها بمعدلات ضخمة كل عام عن الآخر، ولكن الأمر حسب خبراء الأمن يتعلق بالبحث فى الوسطاء والتهريب، وهذا الأمر يتعلق أكثر بالأمن الداخلى داخل كل دولة، والجميع يعلم مدى تدهور عمليات التأمين داخل سوريا والعراق.4- العمليات الأرضية فى سوريا بالدفع الرباعىذكرت التقارير التى أعدتها المخابرات الروسية أن سيارات الدفع الرباعى المهربة التى ازدهرت تجارتها حيث كانت تستخدم ضد نظام بشار الأسد، والمريب فى الأمر لأنها دخلت من الاتجاه الشمالى مع الحدود التركية وأيضا فى اتجاه الشرق مع العراق.وأشارت التقارير إلى أن تنظيم داعش الذى يسعى لإقامة خلافة فى العراق وسوريا يفتقر إلى العلاقات الاقتصادية التقليدية على غرار الدول، ولكنه يتمكن من جنى معظم أمواله من داخل الأراضى التى يسيطر عليها، والتى تقود جهدا دوليا لتعطيل طرق التجارة ومنع وصول التنظيم للنظام المالى الدولى وفرض عقوبات على قادة التنظيم ومن يساعده.ونسبت التقارير إلى مسؤولين أمريكيين أنهم يحرزون تقدما فى مجال الحد من عائدات داعش وإضعاف قدرته على الإنفاق على شراء المعدات العسكرية وغيرها من الإمدادات، لكن رؤية سيارات الدفع الرباعى ذات العلامات الشهيرة فى قافلات التنظيم هو إشارة مؤكدة على وجود إخفاق، خاصة عندما تقول شركة تويوتا إن لديها سياسة تقضى بعدم بيع سياراتها لمشترين ربما يعدلونها للاستخدام فى أنشطة إرهابية.وأوضحت أن الإرهابيين يسيطرون الآن على مساحة ضخمة من الأراضى فى سوريا والعراق تضم ملايين البشر، وتمكنت من تجنيد الآلاف من أوروبا ومن أماكن أخرى وهم يشنون حربا ضد تحالف تقوده أمريكا وقوات أخرى، وهذا يتطلب إنفاق مئات الملايين من الدولارات، حيث يتعين عليهم توفير بعض الخدمات لتهدئة السكان الخاضعين لسيطرتهم ودفع مرتبات لمقاتليهم، وفى النهاية كشفت التقارير عن نتائجها لتظهر قطر هى أحد أهم صناعة الموارد التى تستخدم فى صناعة الإرهاب.5- اليمن ومعركة عبد ربه منصور والحوثيونعلى الرغم من أن جميع التقارير العالمية أثبتت أن الحرب فى اليمن على الأرض محدودة خاصة فى الفترة الأخيرة، وأن ما يحدث فى الغالب هو قصف جوى من كلا الطرفين بين الرئيس الشرعى للبلاد وهو عبد ربه هادى منصور وهو المعترف به أمام جميع دول العالم، وخصمه المعارض داخليًا وهم الحوثيون بالتعاون مع على عبد الله صالح الرئيس السابق للبلاد، فإن تقرير شركة تويوتا الموضح عام 2015 يثبت دخول عدد كبير من سيارات الموت للأراضى اليمنية، وهو ما ينذر بخطر كبير حال بدء معارك جاده وقوية على الأرض لمحاولة كل طرف السيطرة على بعض المدن من الطرف الآخر.

اقرأ أيضا