ثالوث الشر في المنطقة يجمل صورته على حساب ضحايا تفجير «الروضة»

الاحد 26 نوفمبر 2017 | 07:18 مساءً
كتب : مصطفى محمود

لا يخفى على الجميع، الدور الكبير الذي تلعبه كلا الدولتين إيران وتركيا في دعم الإرهاب إلى جانب دويلة قطر، فهؤلاء لهم باع طويل في دعم التنظيمات الإرهابية.ذلك الثالوث، ليس منفردا هو من يسعى لزعزعة الاستقرار الداخلي لمصر، لكن هناك دائما وأبدا العدو المتربص من الناحية الشمالية الشرقية المسمى بالكيان الصهيوني، ذلك الذي تبعدنا عنه سويعات من نهار، لا يمكن أن يتم غض الطرف عنه في أن يكون هو الطرف المستفيد من ذلك الحادث الأليم الذي وقع في مسجد الروضة في العريش بشمال سيناء.فمن يمكن أن ينسى التهافت التركي والإيراني الكبير، لدعم دويلة قطر الداعمة للإرهاب أثناء وقوفها في مواجهة التحالف العربي أثناء الأزمة الخليجية، ومن ينسى الدور الأخير الذي تم بالتنسيق بين إيران وإسرائيل ضد لبنان، ووقوف مصر في مواجهة ذلك الدور.والآن تتبدل بواصلة المواجهة، لينتج عنها حادثة مسجد الروضة في سيناء، التي يندى لها الجبين، بسقوط أكثر من 300 شهيد، وإصابة فوق المائة جريح.وبعد أن وقعت الحادثة، تسعى كل دولة من هؤلاء، لأجل المسارعة بالتنصل مما اقترفته أيديهم من سفك لدماء الأبرياء، بإدانة الحادث الأليم، والإسراع في تقديم التعازي هروبا من تحمل مسؤوليته. اكتساب التعاطف الدوليالدكتور خالد رفعت،الخبير في الشؤون الدولية، يرى أن التعزية التي قدمها الدول الثلاثة، هي مجرد تعاطف إنساني، من أجل تحسين صورتهم أمام العالم، مؤكدا أن هناك مخططا كبير على مصر، وهم بلا شك شركاء في ذلك من أجل التعاطف الإنساني.وأشار أيضا، إلى أنه من الواضح وجود حالة من التصعيد المباشر من قبلهم، لأن تلك التنظيمات ربما فقدت تعاطف بعض أهالي سيناء، فكان لا بد من التصعيد، فهي بمثابة رقصة الفأر الذبيح. ثالوث الشر في المنطقة علاء الفار الباحث في الشؤون الدولية، يرى أن تلك الدول الثلاثة، يعتبروا بمثابة ثالوث الشر في المنطقة، بل هم قوادون المنطقة، عوضا عن أنه دائما من يقومون بالوكالة في المنطقة.وعن المسارعة بتقديمهم للتعازي في حادث الروضة، أكد الفار أنها محاولة للتنصل وغسل أيديهم من تلك العمليات، فكل ضلع من تلك الأضلاع الثلاثة مسؤول بشكل مباشر عن تلك الحادثة، ويتزعمهم الكيان الصهيوني المستفيد الأول من تلك العمليات في سيناء، بهدف توطيد فكرة أن الجيش المصري غير قادر على مجابهة الأوضاع في سيناء، مما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، في سبيل تفريغ سيناء من سكانها وأهلها، في خطوة للضغط على الجانب المصري للقبول باستيطاء الفلسطينيين داخل سيناء.واعتبر الفار، أن تلك العمليات تعد انعكاسا للدور المصري الأخير، بتفويت الفرصة على كلا من إيران وإسرائيل على الساحة اللبنانية وإيقاف طموحهم في التوغل داخل لبنان، فبالتالي كان هناك ردا سريعا بتلك العملية الخسيسة، إلى جانب تحرك المخابرات المصرية في جنوب السودان لتوحيد الأطراف المتنازعة في الجنوب، بجانب كشف وفضح شبكة التجسس التركية قبل يومين من هذه العملية.العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المصرية، وتحديدا كلا من جهاز أمن الدولة في القبض على عناصر لواء الثورة في الحمول والنوبارية ووادي النطرون، والتحرك المصري على الساحة الدولية والإقليمية إلى جانب إحباط كل المحاولات الهجومية المدعومة من قطر وتركيا وإيران، يعد ردا على النجاحات التي تقوم بها الدولة المصرية.وأكد أن هناك عدد من السيناريوهات تنتهجها تلك الدول يتم إحياؤها من فترة لأخرى، كملف سد النهضة والسياحة والفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، يتم تكرارها بصورة أو بأخرى من أجل إسقاط الدولة المصرية.الكيان الصهيوني هو المستفيدالدكتور خالد غباشي، الخبير الاستراتيجي، يرى أن الكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل هي المستفيد الأول والوحيد، من تفجير مسجد الروضة، موضحا أنه يشبه التفجير الذي وقع في المسجد الإبراهيمي عام 1994، فلا يمكن غفلان الكيان الصهيوني، وذلك بحكم الجوار، فلا يمكن غفلان مدى علاقته بتلك العملية.وأوضح أيضا، أن المنظمات الإرهابية ليست مدعومة فقط من قطر وإيران وتركيا، فالتشكيلات المسلحة الموجودة في كثير من الدول، لها علاقة بالعديد من الأطراف الإقليمية والدولية، فهناك تساؤل لابد من طرحه، عن التمويلات التي تتلقاها تنظيمات عصائب أهل الحق، وكتائب الفضل العباسي، وسرايا السلام، وكتيبة النجباء، وحزب الله اللبناني والعراقي، وهم جميعا تنظيمات إرهابية، فهناك شكل من أشكال التشابك في التنظيمات الإرهابية، بحكم علاقاتها بالدول وبعضها البعض.ومهما يفعل هؤلاء محاورين الهروب من تلك الحادثة، إلا أن الإنسانية والتاريخ لن ينسيا لهم ما أقدموا عليه، بإرتكاب جريمة نادرا ما تشهد مثل فجاعتها الإنسانية، وقليلا ما تسجل ضمن المذابح التاريخية.

اقرأ أيضا