ومن الحب ما قتل.. ذكرى وفاة كامل الشناوي شهيد الحب

الخميس 30 نوفمبر 2017 | 12:53 مساءً
كتب : مي صادق

سمعنا كثيرًا عن حكايات الحب وأساطير العشاق على مدار السنين، واليوم ذكرى وفاة شهيد الحب الشاعر كامل الشناوي الذي نزفت جراح قلبه من طرف واحد حتى قتله الحب، وهو الذي ظهرت أحزانه في بكاء كلماته عندما قال: لست قلبي أنا إذًا.. إنما أنت قلبها كيف ياقلب ترتضي طعنة الغدر في خشوع وتداري جحودهافي رداءٍ من الدموع لست قلبي.. وإنما خنجر أنت في الضلوع بداية الحببدأت القصة عندما أحب كامل الشناوي نجاة من طرف واحد، ومن هنا بدأ العذاب لقلبه وبدأت نيران الحب تحرق أضلعه، ورغم كل هذا العذاب لم يستطع أن يأمر قلبه بالتوقف عن هذا الحب الذي أهلك روحه، وخاطب قلبه قائلًا: احتشم يا قلبي.. فالحب طيش وشباب وأنت طيش فقط» ولكن قلبه لم يستجب. صدمات الحبكانت من أشهر الصدمات التي تعرض لها «الشناوي» في حبه لنجاة عندما أحب أن يصنع لها مفاجأة لعيد ميلادها، وقام بشراء الهدايا، وذهب لعيد ميلادها، برفقة أصدقائه ولكن الصدمة كانت قوية عندما اختارت يوسف إدريس ليقطع التورتة معها ممسكا بيدها، فانسحب الشناوي حزينًا باكيًا، ثم تضاعفت أحزانه حين رآهما يخونانه، فكتب قصيدته الباكية. لا تكذبي إني رأيتكما معاودعى البكاء فقد كرهت الأدمعاما أهون الدمع الجسور إذا جرىمن عين كاذبة فأنكر وأدعىإني رأيتكما.. إني سمعتكما..عيناك في عينيه.. فى شفتيه.. فى كفيه.. فى قدميهويداك ضارعتان.. ترتعشان من لهف عليهتتحديان الشوق بالقبلات تلذعني بسوط من لهيببالهمس، بالآهات، بالنظرات، باللفتات، بالصمت الرهيبويشب فى قلبي حريق ويضيع من قدمي الطريقوتطل من رأسي الظنون تلومنيوتوالت الصدمات عندما ذهب «الشناوي» لصديقه مصطفى أمين ومعه قصيدته، واتصل بنجاة على أمل أن تغنيها، وألقاها عليها في الهاتف بصوت حزين باكي وكأنه يدعوا الله ان تشعر بالنيران التي تحرق فؤاده، ولكنه فوجئ منها بإستقبال هذه النيران بثلج مشاعرها عندما ردت عليه قائله: «الله حلوة قوى الأغنية» وكأنها لا تدري أنها كتبت فيها.وعبر«الشناوي» عن مآساته بقوله «إنها تحتل قلبي، تتصرف فيه كما لو كان بيتها تكنسه وتمسحه وتعيد ترتيب الأثاث وتقابل فيه كل الناس، شخص واحد تتهرب منه، صاحب البيت».وكتب أيضًا «هل ألعنها أم ألعن الزمن، كانت تتخاطفها الأعين فصارت تتخاطفها الأيدي».وكتب قصيدته الرائعة التي غناها عبد الحليم حافظ « لست وحدك حبيبها» حبيبها لست وحدك حبيبها.. حبيبها انا قبلكوربما جئت بعدك وربما كنت مثلـــــــــــــــكفلم تزل تلقاني.. وتستبيح خداعــــــــــــــيبلهفة في اللقاءِ برجفة في الـــــــــــــــوداعِبدمعة ليس فيها كالدمع إلا البريـــــــــــــــقنهاية حياته بسبب الحب «ومن الحب ماقتل»وظلت الصدمات تتوالى على قلبه وروحه حتى أصبحت روحه منهكة لا تستطيع الحياة وظل يجلس يوميا يكتب عن عذابه، وأصبح يتردد على المقابر، وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، إجابه بابتسامة حزينة وقال: «أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد».وكانت أخر كلماته قبل وفاته وصف لحياته التي عانى فيها كثيرًا وقال: «ولكن أيامي اليوم قليلة، وانتزاع عام منها يشعرني بالفقر والفراغ والعدم فمنذ تجاوزت الأربعين وحدي، كما تجاوزت ما قبلها،لا صحة ولا مال ولا زوجة ولا ولد ولا صديق، ولكن علام نبكي الحياة، وماذا لو رحلت عنا أو رحلنا عنها، ما دام الرحيل هو الغاية والهدف» حتى قيل إنه مات مكتئبا شهيدًا للحب، وذلك في 30 نوفمبر 1965.