حكاية وطن

«حكاية وطن».. لا يعد كونه مجرد مؤتمر يعقد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، فما إن تم إخطارى أننى من بين المدعوين لحضور هذا الحدث الذى بعث رسائل عدة لمن فى الخارج قبل الداخل، انتابنى شعور لأول مرة -على الرغم من أنى معتاد على حضور المؤتمرات والأحداث الكبرى- بأن هذا المؤتمر مختلف تمامًا عن غيره، وهو ما لمسته بالفعل للحظة الأولى التى وصلت فيها إلى مقر انعقاد المؤتمر، الذى استمر لمدة 3 أيام متواصلة.

لن أخوض كثيرًا فى الشعور الذى لمسته مع كل المشاركين فى المؤتمر على المستويات كافة، من حب منزه عن أى مصالح شخصية، حب للوطن مصر، الذى شربنا من نيله جميعًا، وأكلنا من خيراته، لأن هناك ما هو أهم، ألا وهو الهدف من «حكاية وطن»، لأنه لأول مرة نجد رئيس مصر يقدم كشف حساب لما قدمه من إنجازات خلال فترة ولايته الأولى أمام جموع المصريين سواء الحاضرين للمؤتمر أو الجالسين أمام شاشات التلفاز، يستمعون إلى رئيسهم الذى يتحدث إليهم دون تكلف أو امتعاض، لأنه كلامٌ يخرج من رجل أحب الوطن قبل كل شىء.

الرئيس السيسى لم يسترسل فى الحديث كثيرًا أو يستخدم الكلمات الفضفاضة، بل استخدم لغة الأرقام ليشرح للشعب المصرى ما تم إنجازه خلال 4 سنوات، هى فترة حكمه الأولى: «ارتفاع الاحتياط النقدى إلى حوالى 37 مليار دولار، انخفاض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار، منها 4 مليارات دولار زيادة فى الصادرات المصرية بالخارج، انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار، توفير فرص عمل لما يصل إلى 3.5 مليون عامل، أى ما يوازى 400 مليار جنيه»، وغيرها من الإنجازات التى تحتاج إلى صفحات لعرضها.

وبعيدًا عن الإنجازات التى تمت فى عهد الرئيس السيسى -التى يعلمها القاصى والدانى، ولا ينكرها إلا جاحد- جاءت لحظة إعلان الرئيس ترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتبعث رسالة للعالم أجمع عن مدى الحب والشعبية التى يحظى بها الرئيس، لا لشىء سوى لأنه يعمل بإخلاص من أجل إعادة مصر إلى مكانتها، وهو ما جعل الجميع يطالبه قبل أن يتخذ قراره بالترشح وبعده بأن يستكمل مسيرة النجاحات التى حققها، وأن يعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان.