كيف روض السيسي إثيوبيا والسودان في قمة الاتحاد الإفريقي؟

الاثنين 29 يناير 2018 | 04:27 مساءً
كتب : مي وجدي

لم يخفَ على الشعب المصري على مدى الأربع سنوات الماضية، جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل أزمة سد النهضة، التي أرّ قت الشعب المصري على مدى السنوات الماضية، لاعتبارها تمس الأمن القومي المصري، لأنها تهدد حصة مصر من مياه نهر النيل شريان الحياة لهذه البلد العظيم منذ بدء الخليقة.وأخيرًا تم تكليل هذه الجهود المضنية بالنجاح في العديد من الأوجه، والتي كان أولها الأمس، بالتزامن مع بدء اجتماع القمة الـ30 للاتحاد الإفريقي. مصر تفوز رئاسة الاتحاد في 2019فخرج السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"، مع الإعلامي تامر أمين، ليوضح أن القادة الأفارقة قد وافقوا خلال الجلسة المغلقة للقمة الأفريقية على رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019.وأكد راضي أن ترأس مصر للاتحاد جاء تقديرًا لدورها الريادي في القارة الإفريقية، و انعكاسًا لمجهود 3 سنوات مضت من العمل الدؤوب في أفريقيا مما سيجعلها تعود لقلب إفريقيا. السيسي يؤكد للدول الإفريقية أن مصر تسعى للسلاموكان الرئيس السيسي قد سعى منذ توليه للرئاسة إلى أن يوطد العلاقات بين مصر وشقيقاتها من الدول الإفريقية، تلك العلاقة التي عانت من ركود وفتور شديد خلال العقود الماضية، واستكمالا لهذا السعي، التقى مع الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك على هامش مشاركته في اجتماع القمة الـ30 للاتحاد الإفريقي.وأكد الرئيس خلال هذا اللقاء على مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن. ومن جانبه، نوه البشير إلى التاريخ ووحدة المصير عملت على جمع شعبي البلدين، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على كافة الأصعدة، معبرًا عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع السودان، مؤكداً على ما يعكسه ذلك من عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط بين البلدين. وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة. بينما أكد عند استقباله لرئيس الوزراء الإثيوبي ايلاماريام ديسالين، أن عقد اجتماع اللجنة العليا المصرية الإثيوبية بالقاهرة للمرة الأولى على مستوى قيادتي البلدين، هو رسالة واضحة بشأن عزم الجانبين على تجاوز أية عقبات قد تعتري مسار تطوير العلاقات الثنائية، ومؤكداً في هذا السياق التزام مصر بالتعاون الاستراتيجي مع إثيوبيا بما يُحقق مصلحة الشعبين، ومشيرًا إلى أن أهمية هذه الزيارة وانعقاد اللجنة المشتركة للمرة الأولى على مستوى قيادتي البلدين لا تنبع فقط مما تتيحه من فرص لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين مصر وإثيوبيا، وإنما أيضاً باعتبار ذلك إشارة واضحة لشعوبنا وللعالم أجمع على ما لدينا من إرادة سياسية وعزم على تجاوز أية عقبات قد تكتنف تطوير العلاقات بين البلدين.وأضاف السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالاشتراك مع ديسالين، أنه شدد على حرصه على التأكيد على أن نموذج التعاون في حوض نهر النيل لا يجب أن يكون بأي شكل من الأشكال "معادلة صفرية"، وإنما قاطرة لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبنا، من خلال التعاون وتفهم شواغل الطرف الآخر، لاسيما حينما تتعلق تلك الشواغل بشريان الحياة الرئيسي لشعب يتجاوز عدد سكانه المائة مليون نسمة، ويعتمد بشكل رئيسي على هذا النهر كمورد للمياه.وأعرب عن القلق البالغ الذي اعترى الشارع المصري من استمرار حالة الجمود التي تعتري المسار الفني الثلاثي المعني بإتمام الدراسات المتفق عليها، لتحديد الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المحتملة للسد على دولتي المصب وكيفية تجنبها، مؤكداً ضرورة أن تعمل الأطراف الثلاثة في أسرع وقت ممكن على تجاوز حالة الجمود الحالية لضمان استكمال الدراسات المطلوبة، باعتبارها الشرط الذي حدده اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، للبدء في ملئ الخزان وتحديد أسلوب تشغيله سنوياً، مؤكدًا على توجه مصر الاستراتيجي لترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في كافة المجالات.بينما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي على حرص بلاده والتزامها بتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات وتفعيل الأطر التعاقدية القائمة والعمل على استكشاف أفاق جديدة للتعاون والتفاعل بين البلدين، مشيراً إلى الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والإثيوبي ، وأهمية العمل على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في شتي القطاعات.وشهد الرئيس ورئيس الوزراء الإثيوبي عقب ختام المباحثات مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التعاون الصناعي، والتشاور السياسي والدبلوماسي، فضلاً عن محضر أعمال اللجنة الوزارية.السيسي يؤكد: لا يوجد أزمة في سد النهضةوكان السيسي قد طمأن الحضور خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإثيوبي من مسار المفاوضات مع الجانب الإثيوبي الخاص بهذا الملف، وكما اعتاد الشعب المصري منه فقد وعد فأوفي .وعقد السيسي اليوم قمة ثلاثية مع الرئيس السوداني ورئيس الوزراء الإثيوبي، تم فيها استعراض تطورات المفاوضات الجارية في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية حول سد النهضة، وسبل التغلب على ما يواجهها من عراقيل، لاسيما فيما يتعلق بصدور الدراسات المكلف بإعدادها المكتب الاستشاري.و أكد قادة الدول الثلاثة خلال القمة على مشاركتهم لرؤية واحدة إزاء مسألة السد تقوم على أساس اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، وإعلاء مبدأ عدم الإضرار بمصالح الدول الثلاثة في إطار المنفعة المشتركة.وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحات له، اليوم الاثنين، على أنه لم تكن هناك أزمة في سد النهضة من الأساس، موضحًا عمق العلاقات بين كل من مصر، وإثيوبيا، والسودان، مشيرًا إلى أن الدول الثلاثة تتحدث كدولة واحدة وصوت واحد.وأضاف الرئيس في أعقاب القمة الثلاثية أنه لن يحدث أي ضرر لمواطني أية دولة من الدول الثلاث فيما يتعلق بقضية المياه.فيما شدد رئيس الوزراء الإثيوبي خلال المباحثات على أن المزارعين في مصر والسودان لن يتأثروا سلباً بسد النهضة، مؤكداً أن عدم الإضرار بمصالح شعوب الدول الثلاثة هو الأساس الذي تنطلق منه المفاوضات. ومن جانبه، أعرب الرئيس السوداني عن عزم بلاده العمل في إطار اللجنة الوطنية الثلاثية من أجل التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، مؤكداً في هذا الإطار على ما يجمع الدول الثلاثة من مصالح مشتركة ومصير واحد. و أكد سامح شكري، وزير الخارجية أنه تم الاتفاق على حل القضايا الفنية العالقة للسد خلال شهر، مؤكدًا أن لا يوجد طرف وسيط في المفاوضات.

اقرأ أيضا