بعد غلق الكنائس لثلاثة أيام.. مسيحيو فلسطين ينتصروا على إسرائيل

الاربعاء 28 فبراير 2018 | 03:17 مساءً
كتب : شربات عبد الحي

«انتُهكت أراضيها، واغتصُبت نسائها، وهُجرت رجالها، وأغلُقت أماكن عبادتها».. تلك هي مدينة السلام الكنعانية، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وكانت مهد الديانات السماوية الثلاث، فأصبحت هذه المدينة لا تخل من الاحتلالات على مدار آلاف السنين، فبدأت بالفارسيين، وانتهت بالصهيونين، الذين شرعو كل ما حرمه الله في جميع الأديان.فنشروا فيها الخراب والفساد، خاصة بعد وعد بلفور المشئوم، الذي أتاح لكل إسرائيلي في أي دولة من دول العالم، أن يستقر فيها، وبدت نهاية الفلسطينيين، وسطر الأحتلال صفحة جديدة في التاريخ الأسود الصهيوني، فبدأوا باحتلال الجزء الأكبر من فلسطين إضافة إلى القدس الغربية‏,‏ ثم توالت المجازر، فتعرض الشعب الفلسطيني لانتهاكات صارخة ومستمرة، وذلك في إطار السياسة الممنهجة التي يتبعوها، فضلاً عن الإعتداء على الحق في الحياة، والقتل خارج نطاق القانون كالإعدامات الميدانية بحجة عمليات الطعن, واستمرار حملات الاعتقال الجماعية والفردية، ومنع حرية التنقل والوصول إلى المدارس ودور العبادة، وبناء جدار الضم والتوسع، وهدم المنازل، واقتلاع الأشجار، ومصادرة الأراضي، وبناء وتوسيع المستوطنات، وتهويد وعزل مدينة القدس.وتستمر السلطات الإسرائيلية المحتلة في عزل قطاع غزة عن امتداده الجغرافي المتواصل مع الضفة الغربية المحتلة، وتستمر جرائم القوات الحربية الإسرائيلية في قطاع غزة واستمرار فرض الحصار العسكري الشامل وإغلاق المعابر بشكل غير قانوني والتي تمثل عقاباً جماعياً بموجب قواعد القانون الإنساني الدولي، الأمر الذي يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية سوءً، بسبب نقص الكهرباء والطاقة وتعطل نظام الصرف الصحي.ولكن لم تقف المجازر عند هذا الحد، حيث خرجت علينا في الأيام القلية الماضية، بإعلان بلدية القدس التابعة لقوات الاحتلال، أنها بدأت تشغيل آلية تحصيل ضريبة الأملاك على الكنائس.وقالت البلدية إن الاتفاقات الدولية لا تعفي سوى أماكن العبادة، منوهة بأن للكنائس نشاطات تجارية بجانب العبادة ولهذا فإنه غير معفاة، كما زعمت أن ديون الكنائس عن 887 عقارًا تابعًا لها بلغت 190 مليون دولار، دون تحديد الفترة الزمنية التي تراكمت فيها كل هذه الديون.وأشارت سلطات الاحتلال إلى أن قيمة الإعفاء الضريبي الذي تتمتع به عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة لها مكاتب فى القدس تقدر بحوالى 93 مليون شيكل، ما يساوي 27 مليون دولار.ولكن على هذا الأساس، قامت الكنيسة بخطوة نادرة، حيث أغلقت الموقع المسيحي الأكثر قداسة، وهي كنيسة القيامة، ويعتبرها المسيحيين أنها شيدت في موقع دفن المسيح ثم قيامته، كما أنها وجهة رئيسية للحجاج، وكان قرار الإغلاق والذي ظل لمدة ثلاثة أيام، وذلك للضغط على السلطات الإسرائيلية في التخلي عن إجراءات ضريبية.كما تضامنت الرئاسة الفلسطينية مع المسيحين، مطالبه الاحتلال، بإلغاء الإجراءات الإسرائيلية بحق الأماكن المقدسة في القدس وليس تعليقها، معتبرين القرار الإسرائيلي بتجميد الضرائب على الأملاك الكنسية في مدينة القدس "غير كاف"، داعيين إلى إلغاء كافة الإجراءات المتخذة بحق المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة.كما طالبو بالحفاظ على الوضع القائم القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال باعتباره مخالفاً لكل الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، مؤكدين على أن القرار الإسرائيلي هو "محاولة للتحايل على الضغوط الدولية الساعية لمنع المساس بالوضع القائم للأماكن الدينية في القدس، من خلال تعليق القرار الجائر بحق الكنائس، ما يستدعي استمرار الجهود المبذولة لإلغاء القرار بشكل كامل، وليس فقط تجميده".وشددو على أن "الإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية لن تؤدي سوى إلى استمرار التوتر وعدم الاستقرار، وستنعكس سلباً على المسار السياسي ومستقبل العلاقة مع إسرائيل، الأمر الذي يمثل تهديدا طويل المدى على مجمل الأحداث".وبعد يومين من إغلاق الكنيسة، أعلن نتنياهو بتعليق الإجراءات الضريبية، مؤكدًا على أنه سيتم تعيين "فريق مهني" للتوصل إلى حل بالنسبة إلى الإجراءات الضريبية. وبعد صدور قرار نتنياهو، أعلنت الكنائس الأرثوذكسية والأرمنية والكاثوليكية مساء أمس، أن كنيسة القيامة، ستعيد فتح أبوابها إلىوم الأربعاء، بعد تراجع إسرائيل عن خطة ضريبية وتشريع مقترح عن ممتلكات الكنائس، كان قد تسبب في احتجاج دام ثلاثة أيام.وقالت الكنائس الثلاث، إنه بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتجميد قرار البلدية الإسرائيلية في القدس، بفرض الضرائب على ممتلكات الكنائس، تقرر إعادة فتح بوابات الكنيسة اعتبارا من فجر إلىوم.كما أبدى مسؤلو الكنائس، غضبهم إزاء محاولات السلطات الإسرائيلية في القدس، تحصيل ضرائب على ممتلكات الكنيسة التي تعتبرها تجارية، مؤكدة أن الإعفاءات لا تنطبق سوى على أماكن العبادة أو التعليم الديني.ولكن تظل أفعال الصهيون، نقطة في بحر الوحشية والعنف والقتل، الذي يمارسوه، فهل من الممكن أن يستيقظ المجتمع العربي والإسلامي والقبطي، على أخبار تسُر لها السامعين، وتفرح لها القلوب، وهو خروج الاحتلال من العالم بأسره، بل واختفائه عن الكون، أم سنظل نحلم فقط ببصيص هذا الأمل في عقولنا.

اقرأ أيضا