الأبحاث تؤكد: 10 مليون مصري معرض للإصابة بالسرطان

الاربعاء 28 فبراير 2018 | 05:00 مساءً
كتب : مي وجدي

شعرت وكأن قلبها قد تم ضربه بمئات الخناجر، عندما سمعت طفلتها تبكي وتصرخ من الألم الذي اعترى جسدها الضئيل بسبب هذا المرض الخبيث، وامتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما مروا به من مصاعب لعرضها على أفضل الأطباء أملًا في شفاء طفلتها الغالية، ولكن وبالرغم من العلاج الكيميائي الذي اضطرت هذه الطفلة الصغيرة لأخذه على مدى العديد من الشهور وأصبحت على أثره كالمومياوات المصرية التي رأتها في المتاحف، إلا أن هذا المرض أبى أن يترك جسد ابنتها، ولم تستطع أن تمنع دموعها من السقوط على وجنتيها، عندما نظرت إلى بقية الأسرة ووجدت أن هذه هي حالة جميع من بتلك الغرفة الصغيرة والذي فقد العديد منهم الأمل في شفائه فامتنع عن أخذ الدواء وجلس ينتظر اللحظة التي يلقى فيها ربه، وكانت قد بحثت في بداية معرفتهم بلاصابة فيما نشر عنه لتتبين السبب، والطرق العلاج، ومعدل الشفاء.فقد انتشر هذا المرض في جميع أنحاء العالم كانتشار النار في الهشيم، واستطاع أن يحتل المرتبة الثانية في الأسباب التي تؤدي للوفاة، فراح ضحيته في عام واحد فقط ما يقرب من 10 ملايين شخص في مختلف البلدان، فلم يميز بين البلد المتقدم والمتنامي، بين الغني والفقير، والأمي والمتعلم، فساهم في تفريق الأحباء وامتلاء الأعين بالدموع تعبيرًا عما يشعر به الصدر من ألم الفراق بين المرضى وأحبائهم، هذا هو مرض السرطان والذي أصبح كطاعون العصر الحديث، ولكن بخلاف مرض الطاعون لم يستطع العلم أن يتوصل إلى علاج نهائي له حتى اليوم، وأصبح المريض الذي يتم تشخيصه بالسرطان يعتبر نفسه في عداد الأموات حتى لو استطاع استئصاله لاحتمال إصابته به مرة أخرى.وفي محاولة منهم لمعرفة السبب الحقيقي لانتشار السرطان في جميع بلدان العالم ولتحذير الأصحاء من استخدام وسائل قد تؤدي للإصابة به، دأب أطباء الأورام على إجراء الأبحاث التي يصلون في نهايتها إلى ترجيح أن موضوع البحث هو أحد الأسباب التي تؤدي بنسبة كبيرة للإصابة بالسرطان، فاستنتج بعضها أن ثقب الأوزون هو من هذه الأسباب، وخرج بعضها لافتراض أن الاستخدام المتكرر لزيوت الطعام بدون تغييره يمكن أن يؤدي لخطر الإصابة، وأشار أطباء آخرون إلى أن استخدام المواد البلاستيكية يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض الخطير.استخدام البلاستيك والإصابة بالسرطانوقد توصلت إحدى الدراسات بالمركز القومي للبحوث إلى أن استخدام البلاستيك، وخاصة الأكياس البلاستيكية السوداء يُصيب بأمراض خطيرة، أهمها السرطان والزهايمر والعقم.وذكرت إحدى الباحثات أن المنتجات البلاستيكية تنقسم إلى نوعين الأول هو النوع الصلب والذي يندرج تحته الأطباق والأكواب وعلب التخزين وهو الأقل ضررَا، أما النوع الثاني هو غير الصلب الذي يصنع منه الأكياس البلاستيكية، فهو الأشد خطورة والأكثر ضررًا.وأوضح الدكتور أحمد مصطفى، أخصائي أمراض القلب أن الأكياس البلاستيكية تحتوي على نسبة مرتفعة من الرصاص لأنها مصنوعة من المواد النفطية غير قابلة للتحلل العضوي، وعند وضعها تحت أشعة الشمس تخرج غازات ضارة، وقد تُسبب أمراض عديدة وليس في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، مضيفًا أن وضع الأكياس على المزروعات وأكل الحيوانات لهذه المزروعات وشربها للماء الملوث يسبب انتقال مادة الرصاص الموجودة في البلاستيك للماء ثم المزروعات والحيوانات ثم للإنسان عند أكله للحيوانات أو النباتات الملوثة أو شرب الماء الملوث بهذه المادة.وأكمل أخصائي القلب أنه يجب أن يستبدل الأكياس البلاستيكية بالورقية أو زجاجية لحفظ الأطعمة، فهي أشياء يمكن إعادة تدوريها عند الانتهاء من استخدامها، ولكن الأكياس البلاستيكية يصعب اعادة استخدامها وتصنيعها مرة أخرى.بينما أكد جمال حمدي، أخصائي الجهاز التنفسي والرئة أن البلاستيك بشكل عام لا يصلح لتسخين الأطعمة أو وضعه في المايكروويف، موضحًا أنه في حال تعرضه للحرارة سيتحول لمادة تسمى الدايوكسين وهي مادة مسرطنة تنتقل إلى المعدة ثم إلى الخلايا وتسبب سرطانات الثدي والرئة.التخلص الآمن من الأكياس البلاستيكيةوأشار الدكتور مصطفى" أن الطريقة المُثلى للتخلص من الأكياس البلاستيك هي حرقها، مشيرًا إلى أن استخدام الأكياس السوداء بصفة دائمة مع المنتجات الغذائية القابلة لامتصاص مواد سامة يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، خاصة أن هذه الأكياس تصنع من إعادة تدوير المخلفات.بدائل الدوات البلاستيكيةورأى علماء أن الطرقة المثلى لتجنب استخدام الأدوات البلاستيكية هو استخدام الزجاج.

اقرأ أيضا