الفنان التشكيلي نبيل وهيب: انا من جيل أحمد رامي وأمل دنقل «حوار»

الخميس 01 مارس 2018 | 07:17 مساءً
كتب : حاوره: أيمن وزيري.. تصوير عبدالرحمن مجدي

انا من جيل أحمد رامي وفؤاد حداد وأمل دنقلكل نغمة موسيقيى يقابلها لون من ألون الطيفصنعت مجسم لبرج «إيفل» وكان منحنيا إحتراما للجمهور والحالة النفسية لكل إنسان تجذبه تجاه لون يعبر عن حالتهالفن التشكيلي هو مجسد لواقع الطبيعي من خلال صياغته بطريقة جديدة، يرتأيها الفنان، حيث يتمّ تشكيله بشكل جديد ينقل ما في الواقع بطريقة مختلفة عن الطبيعة، ومن هنا جاء اسم «تشكيل»، وهو يتشكل حسب رؤية الفنان وأفكاره ومفرداته التي يشكل بها الواقع وفق نهجه الخاص . ذهبت للفنان الكبير نبيل وهيب، أو كما هو معروف بين الفنانين والكتاب بـ«عمو نبيل الجميل»، البعيد تماما عن «البروباجاندا» الإعلامية، لكن فنه معبرا عنه وعن كنته، ليكلمنا عن الفن التشكيلي وندخل عالمه..   كيف بدأت العمل في مجال الفن التشكيلي؟ منذ صغري على شكل «شخبطات» كنت أحتفظ ببعض منها، وكان اهتمام والدي بتعليمي كبير، ففي سن الرابعة ونصف أجدت القراءة و الكتابة بشكل جيد. أذكر أن والدي اشترى لي حذاء أبيض، لونته بألوان مختلفة وبترتيب خاص، نظرات الناس تنوعت بين الإستغراب والسخرية والإعجاب، وعندما رجعت للمنزل، عقابني أبي وغسل الحذاء كي يعود كما كان. أذكر عندما كنت في زيارة لوالدي، وكانت ابنتي ترتدي حذاء ملون، تشبه ألوانه التي شكلتها على حذائي وأنا صغير، فإبتسم وقال لي لم أكن أعلم أنك سابق لعصرك بأجيال كثيرة وإلا كنت تركتك بحذائك الملون. ما المختلف الذي تقدمه؟ في إحدى المرات صممت لوحة على شكل «بيانو» ولونت أصابع البيانو بألوان الطيف، وكانت عن دراسة قد قرأتها أن نغمات الموسيقى وألوان الطيف 7، فكل لون يوازي نغمة، فإذا كنت تحب لون معين من ألوان الطيف، فستجد نفسك تحب النغمة المقابلة له. ومرة أخرى، صنعت مجسم لبرج «إيفل» وكان منحنيا إحتراما للجمهور الذي يشاهده، وهذا ما جعل الناس تتسائل لماذا صنعته بهذا الشكل أو أن البرج مصنوع بشكل خاطئ.   لماذا أكثر أعمالك من شخصيات الكرتون؟  لأنني أرى فيها روح الـ«شقاوة» التي أريد أن أرسلها لكل من يرى أعمالي، ولكن لا أحب أن أصنعها كما هي أو بطريقة تقليدية، إنما أسعى أن «أمصرها» أو أضع فيها الطابع المصري، فبجوار بوجي وطمط وعم شكشك صنعت «دامبورد»و «المنيونز» والبطاريق. الصناعة سهلة، المتعب البحث عن «التعليقات» التي أضعها فوق كل شخصية لأنها تصنع التفاعل بينها وبين الجمهور، كما أصنع بعض التفاصيل التعبيرية على وجه الشخصيات لتحكي قصة الكلام الصادر منها.   هل صادفك أي موقف في صناعة هذه الشخصيات من مضايقات أو إستنكار؟ عندما كنت أعرض شخصيات مسلسل بوجي وطمطم، وجدت الفنان الراحل «رحمي» مصمم هذه الشخصيات ومعه زوجته، وهو في حالة شديدة من الغضب، لأن كثير من الناس طلبوا منه صناعة هذه الشخصيات، وظنو أنه صنعها لي ولم يصنعها لهم.   الأعمال التي لن ينساها عمو جميل؟ مجسم السفينة الأسطورة «تايتانيك» صنعته بعدما طلب مني، فصنعتها بأبعاد متساوية ولونتها بنفس ذات التدريجات، وصنعت الصندوق الذي وجدوا فيه الجوهرة، والصورة التي رسمت لبطلة الفيلم. جلست فترة من الوقت ليست هينة، و بذلت مجهودا كبيرا لأدرس الألوان بدرجاتها.  كلمنا عن فن الألوان؟ هناك بعض الألوان سميت على لون الشئ الذي وجدت عليه مثل «البصلي، الجملي، العاجي ...، وقد جاءتهذه الألوان من تدريجات مختلفة وليست ألوان مستقلة بذاتها، كما أن للألوان تأثير سيكولوجي لكل شخصية، والحالة النفسية لكل إنسان تجذبه تجاه لون يعبر عن حالته. فكل درجة تخرج من خلط الألوان ببعضها، يخرج منها تدرجات جديدة من ذات اللون، بل وفي بعض الأحيان يخرج منها لونا جديدا.    هل يتأثر فنك بالعلاقات الإجتماعية أو المواقف اليومية؟ بالطبع هناك أشخاص تمنحك طاقات إيجابية تتحول لفكرة، أما النشاط المعتاد أو الروتيني لا يصنع ابداع.   عرف عنك حبك الشديد للفن والشعر وتوقيع الكتب حتى لكتاب لا تعرفهم؟ أنا من الجيل الذي تربى على عمالقة الراديو مثل «طاهر أبوفاشة»، كان لديهم قدرة رهيبة على تشريب الفن والثقافة لجيلنا بكل سهولة، ثم تطور الزمن وبدأ البث التليفزيوني بقناة واحدة، ثم قناتين، وبصفتي فنان فإن الله أعطاني الإحساس بكل أنواع الفن الراقي من الموسيقى والشعر والمسرح، مع أني لا علاقة لي بهم، لكن التذوق الفني هو الذي جعلني أتحسس مواضع الجمال في هذه الفنون. وبحكم الشخصيات الفنية التي كانت موجودة في جيلي مثل «أحمد رامي، نزار قباني، فؤاد حداد، أحمد فؤاد نجم، أمل دنقل»، فأنا عاشق للفن بالفطرة، الذي لم يعد موجودا بوفرة في الحياة، لذلك أنتهز هذه الفرصة كنوع من الإسترخاء العام وتجديد النشاط الروحي والنفسي.