«علشان خاطر مصر».. الإرادة تتحدى العجز أمام لجان الانتخابات

الاثنين 26 مارس 2018 | 11:04 مساءً
كتب : محمود صلاح .. تصوير بلدنا اليوم

«عيد الأربع أعوام».. اليوم الذي ينتظره المصريون، لنشهد بطولات خلقت لتعبر بمصر إلى بر الأمان، فتحولت الانتخابات الرئاسية إلى احتفالات بين الأهالي في شتى بقاع المحروسة، وكأنه عيد من الأعياد الرسمية التي يحتفل بها المصرين كل عام.حكايات لولا أن التقطتها عدسات الكاميرا، لما صدق أحدًا روعتها، كان أبطالها رجال ونساء، ممن تحدوا المرض والعجز ليطوفوا بين جموع الناخبين أمام اللجان الانتخابية، لتدخل الفرح والأمل في قلوب المجتمع، يقودها بعدما ظهروا بأيديهم المرتعشه، وأجسامهم النحيفة، يحلقون ليدلوا بأصواتهم.المشهد الأول:«الكفيف المتعلق في حبال الأمل»بدأت مشاهد اليوم الأول من الانتخابات، بمشهد ممتلئ بالأمل، ففي إحدى الأحياء العشوائية بمحافظة القاهرة، يظهر رجل يبلغ من العمر 88 عامًا، يرتدي جلبابه ذات الأكمام الواسعة، التي تغطي يده الممسكة بالعكاز، لتقود حركته حتى يصل إلى الجنته الإنتخابية، فبالرغم ما يعانيه من مرض أفقده بصره، إلا أنه تقدم الصفوف ومر وسط الزحام، ليدلي بصوته في العملية الانتخابية.   المشهد الثاني:«على عجلتين هبني بلدي»لم يمنعه عدم الشعور بقديمه من الركض بين موكب الطائفين حول لجان الانتخابات، فأقسم ألا يعجزه المرض عن تلبيه نداء الوطن، وهرول مسرعًا، متهجًا إلى مقر لجنته بالأميرية، ليدلي بصوته ويختار من يراه مناسبًا.«أنا نزلت علشان مصر، ولو كنت نايم على ضهري كنت هنزل عشان بلدنا تستمر للأفضل»، كلمات من نور اطلقها «الرجل القعيد»، لتخترق صداها آذان الحاقدين والمتنمرين للنيل من المحروسة.المشهد الثالث: «عجوز تنتخب من أجل أحفادها»تنتقل عدسات الكاميرا سريعًا، لتلتقط مشهدًا آخرًا من المدرسة التجربية في مدينة نصر، لسيدة انهكها المرض حتى كاد أن يقضي عليها، إلا أنها رغم ذلك توجهات للجنتها لتشارك في الفرحة التي غمرت وجدان جموع الشعب المصري.شغل بال جموع الحاضرين أمام اللجنة الانتخابية سبب ارهاق السيدة السبعينية نفسها، التي تتحرك بصعوبة على أربع عجلات، لتصل بعد مشوار شاق إلى مقرها الانتخابي لتدلي بصوتها، فكانت إجابتها: «نزلت انتخب عشان أضمن مستقبل أحفادي». المشهد الرابع: «بعكازين هوصل بلدي»ممسكًا عكازيه في يده ليتوكأ عليهما، فبالرغم من التعب الذي ينهك قواه بين الحين والآخر، إلا أن عزيمته التي استمدها من إيمانه بقضية وطنه، تمنحه القدرة على المتابعة، فيجلس قليلًا ليهنأ باستراحة المحارب، حتى يكمل طريقة بين العشرات من المتأملين على إراده رجل يعيد بخطى الواثقة الأمل للمصريين، حتى وصل أخيرًا إلى كنزه الثمين، ليدلي بصوته في العملية الإنتخابية.المشهد الخامس:« 2018 عام السعادة على المسنين»يتكاتف رجال الجيش والشعب المصري، ويظهران علامات القوة التي يتحدون بها العالم، ففي آخر مشهد من اليوم الأول، سيدة تقدم بها العمر إلى الـ90 عامًا، توجهت إلى إحدى المدارس في مدينة نصر، لتشارك في العملية الانتخابية، لتلتقطها عدسات الكاميرا بين خير أجناد الأرض، وكأنها قمرًا مضيئًا يلتف حوله مجموعة من النجوم الناصعة في السماء.

اقرأ أيضا