«الشباب وذوي الاحتياجات والمزمار».. مشاهد من اليوم الثاني للانتخابات

الثلاثاء 27 مارس 2018 | 04:25 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

استمرارًا للماراثون الرئاسي، والعرس الديموقراطي الذي تشهده المحروسة منذ أمس الإثنين ولمدة 3 أيام، فتحت اللجان الانتخابية أبوابها في يومها الثاني، والتي شهدت إقبالًا لم يتوقعه البعض، ليُرسل الشعب المصري رسالة للعالم بأكمله كانت ردّا على جميع الإشاعات التي حاول البعض إثارتها ضد الدولة المصرية.تُحارب القوات المسلحة أعداء الوطن في سيناء، والشعب يحارب أعدائه بداخل لجان الانتخابات، فرسم الشعب المصري وجيشه وشرطته صورة للملحمة الوطنية التي سيشهد عليها التاريخ الحديث، فمصر من شأنها أن تُفشل أي محاولات دنيئة من شأنها النيل من أمن واستقرار الوطن.لليوم الثاني على التوالي لم تخلوا لجان المحروسة من اللقطات منها الطريفة والإنسانية والتي كانت كفيلة لتدل على تكاتف أبناء هذا الوطن، فما بين تزايد أعداد كبار السن في اللجان وتوجيهم رسالة للجميع، وارتفاع أعداد الشباب، وتلاحم الجيش مع الناخبين ومساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم، وآخيرًا رسائل أهالي الشهداء من أمام الصندوق للوطن.في هذا التقرير رصدت بلدنا اليوم أبرز اللقطات في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية:توافد كبار السن والمرضى لليوم الثاني لم يمنعهم المرض والسن من تأدية واجبهم الوطني، حتى لو كلفهم هذا الأمر الإرهاق والمشقة، فوجود كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة بداخل اللجان بكثافة لليوم الثاني، كانت عبارة عن تزيين للمقار الانتخابية، ولقطة من شأنها أن ترسم صورة لا مثيل لها للوطنية المصرية، فهؤلاء قد أكدوا لنا أنّ العزيمة والإرادة أقوى من أي مرض. وأعلنت وزارة الداخلية أنّها استقبلت مئات الاتصالات من كبار السن والمرضى وأصحاب القدرات الخاصة، الذين طلبوا سرعة نقلهم لمقار لجانهم الانتخابية، للمشاركة في هذا الحدث التاريخى، وأكد عدد كبير منهم أنه رغم تقدم العمر بهم، إلا أنهم أصروا على المشاركة في التصويت، أملاً في رسم حياة ومستقبل أفضل للأجيال المقبلة، داعين الشباب للزحف للجان الانتخابية، وأن يرسموا مستقبلهم بأيدهم. وبدورهم، أكد المرضى وأصحاب القدرات الخاصة لرجال الشرطة لدى نقلهم لمقار لجانهم الانتخابية، أنهم بالرغم من ظروفهم الخاصة، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يتأخر عن نداء الوطن، مؤكدين أن هذا الأمر فرض على الجميع، لا يسقط بالمرض أو العجز، وأنها شهادة من يكتمها فهو أثم قلبه. الشباب يزينون الانتخابات الرئاسيةوتميز اليوم الثاني من الانتخابات عن الأول بالتواجد الكثيف لشباب هذا الوطن، للاقتراع والمشاركة في حق من حقوقهم، ليؤكد الشباب المصرى وعيه بضرورة المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، وإبداء رأيهم أيًا كان هو، وذلك انطلاقًا من حرصهم على ممارسة حقهم الدستورى، وكذا قيامهم بواجبهم تجاه الوطن الذى تحاك به المخاطر والمؤامرات من الداخل والخارج. أهالي الشهداء يزينون اللجان الانتخابية فقدوا أبنائهم أثناء دفاعهم عن تراب الوطن، ليتولوا بعدهم تلك المسيرة، اليوم وفي لقطة كانت هي الأقوى نزل عدد من أهالي الشهداء الذين راحوا ضحية الإرهاب والغدر للإدلاء بأصواتهم، محاولة للثأر لأبنائهم من الإرهاب الجبان.فأدلت والدة الشهيد محمد وهبة بصوتها الانتخابى في الرحاب، وهى تحمل صورة ابنها الشهيد، قائلة: "انزولوا صوتوا.. اللى مش هينزل يبقى بيفرط فى دم أولادنا الشهداء". كما اصطحبت زوجة الشهيد «المنسي» طفلها للجان الانتخابية وأدلت بصوتها برفقتهم، لزرع الانتماء وحب الوطن بداخلهم وحثهم على الثأر لوالدهم الشهيد. كما أدلت والدة الشهيدة أحمد فوزي ، بصوتها في ثانى أيام انتخابات الرئاسة فى احدى لجان بورسعيد، داعية المواطنين لضرورة المشاركة فى الانتخابات، حتى يواصل الجيش حربه على الإرهاب.وقالت والدة الشهيد :«نزلت وشاركت بالعلم اللى ابنى جالى بيه مستشهد ..وارهابهم لن يزيدنا الا اصرارا، وعلشان البلد و علشان حق الشهيد لازم كله يشارك فى الانتخابات». الشقيقتان البريطانيتين تيريزا وباربراملحمة مختلفة كليا عن إقبال المصريين على التصويت فى الانتخابات الرئاسية، كانت بطلتيها الشقيقتين البريطانيتين "تيريزا كلارك – باربرا كلارك"، حيث خرجتا فى شوارع وميادين الأقصر، لتقديم الدعم للدولة التى يعيشان داخلها منذ عدة سنوات، للوقوف بجانبها وحث الأهالى على التصويت فى الصندوق الانتخابى، وكذلك رصد الأحداث التى تؤكد للجميع أن المصريون حريصون على حقهم فى المشاركة بالاستحقاق الانتخابى. وتمثل جليا العشق الذى يتغنى به دوما كل من "تيريزا وباربرا" الشقيقتان البريطانيتان، اللتين استقرتا فى مصر منذ 8 سنوات بعد قصة عشق كبيرة مع الأقصر نشأت منذ الصغر، وسكنتا فى منطقة العوامية بالمحافظة بعد زيارات متكررة، ولهما قصة مميزة للغاية مع الأقصر وسحر وجمال وطبيعة الشعب الأقصرى، الذى يرحب بهم دوما فى كافة الفعاليات والاحتفاليات والقوافل والخدمات الطبية التى يقدمانها للمصريين بصورة يومية فى كل مدينة وقرية بالمحافظة. مسيرة لتسلم الأيدي تجوب شوارع المحروسةولم تخلوا شوارع المحروسة منذ أمس، من الاحتفالات وترديد الأغاني الوطنية، ولليوم الثاني جابت مسيرة تحُث على المشاركة في الانتخابات، العديد من شوارع مناطق الدقى والعجوزة والمهندسين، وتقدمتهم سيارة ربع نقل صغيرة تحمل "دى جى" للأغانى الوطنية مثل تسلم الأيادى، وبشرة خير للفنان حسين الجسمى، وأبو الرجولة للفنان حكيم. وتفاعل المارة فى الشوارع مع المسيرة، فغنى البعض معها، وردد آخرون عبارة "تحيا مصر"، فيما غلبت العبارات المعبرة عن عشق المصريين للجيش المصرى.رؤساء اللجان الانتخابية رمزًا للإنسانيةلقطة لن تجد لها مثيل سوى في لجان المحروسة الانتخابية، اليوم وأمس، شهدت اللجان عدد من اللفتات الإنسانية كان أبرزها ماقدمه رؤساؤها، ففي الجامعة العمالية خرج رئيس اللجنة بدفتر الأسماء إلى الخارج من أجل السماح لعجوز بالإدلاء بصوته خاصة وأنّ÷ لم يتحمل الصعود لداخل اللجنة. ولم تكن الجامعة العمالية وحدها، بل فعل أحد رؤساء اللجان بمنطقة امبابة المثل، وخرج أمام المدرسة من أجل مساعدة مُسن مريض للإدلاء بصوته في الانتخابات كلفتة منهم وتيسيرًا على المواطنين.مواطن يوصل الناخبين بدراجته النارية وفي لفتة إنسانية أخرى، تطوع مواطن بمنشأة ناصر لتوصيل المواطنين إلى اللجان الانتخابية بدراجته النارية لمساعدة أهالى منطقته.فقام هشام أحمد بتوصيل كبار السن بدراجته النارية إلى اللجان حيث يتوجة إلى بيوتهم لمساعدتهم في الإدلاء بصوتهم. بث الأغاني بمطار القاهرةحاول القائمين على مطار القاهرة التعبير عن وطنيتهم، فبثت جميع صالات المطار الأغانى الوطنية على مدار الـ 24 ساعة، بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية، والتى بدأت منذ أمس الاثنين، وتنتهى مساء غدا الأربعاء . وقالت مصادر بمطار القاهرة الدولى، أنه بناء على تعليمات المهندس محمد سعيد محروس رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات، تقرر بث الأغانى الوطنية فى الإذاعات الداخلية بجميع صالات مطار القاهرة الدولى، لتوعية المواطنين بأهمية الانتخابات الرئاسية ودورها فى تحقيق نهضة مصر والعبور بها لبر الأمان .الصعيد يفرح بالعُرس بالطبل والمزمار عُرف عن أهله الكرم والطيبة، فلم يتوانوا في التعبير عن وطنيتهم حتى ولو بأبسط الأشياء، فاعتبر أهل الصعيد أنّ الانتخابات الرئاسية بمثابة عُرس للوطن بأكمله وكما يفعلون في أفراحهم، فعلوا أمام اللجان، فامتلأت عدد من شوارع مدن الصعيد بالخيول والطبل والمزمار للتعبير عن فرحتهم بعُرسهم الديموقراطي وتوصيل رسالة للعالم بأكمله بأن الشعب المصري اليوم وأمس وغدًا في أفراح. أول مأذونة في الصعيد تُدلي بصوتهاأدلت شيماء مصطفى حسين، أول مأذونة فى الصعيد وبقرية بنى مر مسقط رأس الزعم جمال عبدالناصر، بمركز الفتح بصوتها فى لجنة " 29 " بمجمع مدارس قرية بنى مر. وأكدت أول مأذونة فى الصعيد على دور المرأة الأسيوطية فى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والإدلاء بصوتها من أجل مصر، لا سيما أن المرأة لقت اهتماما كبيرا فى السنوات الماضية وتقلدت عدة مناصب قيادية فى الدولة.وانطلقت الانتخابات الرئاسية، أمس، في تمام الساعة التاسعة صباحا، ومن المقرر أن تستمر لثلاثة أيام، يتنافس خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية.ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفا و620 قاضيا من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفا و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة، وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات.

اقرأ أيضا