من البير الغويط لـ نبض الوريد.. نساء في حياة أحمد زكي

الثلاثاء 27 مارس 2018 | 05:13 مساءً
كتب : هايدي عبد الرافع

«العبقري».. هذا الوصف لا بد أن تطلقه عليه عندما تشاهده، فهو ليس فنان فقط بل مبدع بمعنى الكلمة، وصل إلى مرحلة الإبداع من خلال الأعمال التي قدمها وما زالت في اذهان الجمهور حتى الآن، كل دور قدمه خلال مسيرته الفنية كان مختلف، حيث قدم الوزير والبواب والرئيس والمحامي، جميع الأدوار الذي قدمها لجمهوره تأكد على موهبته العبقرية.وتحل ذكرى وفاته اليوم 27 مارس، وبالرغم من كل هذا الفن الذي بداخله إلا أن حياته الشخصية مأساوية، ومن خلال السطور التالية سوف تعرف أشياء جديدة عن حياته الشخصية والفنية أيضًا.نساء في حياة الفتى الأسمرهالة فؤاد.. الحب الأول والأخيرربما لم تكن الفنانة الراحلة هالة فؤاد هي الحب الأول في حياته، ولكنها قطعا كانت الزوجة الأولى والأخيرة وأم ابنه الوحيد «هيثم»، والذي أصبح ممثلًا حاليًا، بداية حبه له كان أثناء تصوير مسلسل «الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين»، وعاشا معا سنوات قليلة من الحب حتى وقع الانفصال دون الكشف عن الأسباب الحقيقية، فقيل أنه كان يرغب فى اعتزالها للفن والتفرغ للمنزل، وفي رواية أخرى، غيرتها الشديدة عليه أدت للخلافات وغير هذا من الأقاويل الأخرى، ووقع الانفصال بعد انجابها لابنهما الوحيد هيثم، وظل تأثيرها قويًا عليه رغم الانفصال فلم تنقطع الاتصالات بينهما، وبكى بشدة بعد رحيلها وهي فى ريعان الشباب، ولم يتزوج حتى وفاته، وظل مخلص لحبها. رسالة أحمد زكي لـ«السندريلا»البداية مع سعاد حسني، فكثير من الناس لم تعرف رسالة أحمد زكي لـ«سندريلا الشاشة العربية» سعاد حسني بعد رحيلها، فقرر أن يكتب لها رسالة بعد وفاتها بأكثر من عشرة أيام، ولكنها كانت بصيغة مختلفة عن أي نعي آخر تم نشره.كتب «زكي»: «إليها.. هي.. يا أكثر الموهوبين إتقانا.. وأكثر العباقرة تواضعا.. وأكثر المتواضعين عبقرية.. بوجودك ملأتِ قلوب البشر بالبهجة.. وبغيابك ملأتها بالحزن.. استريحي الآن.. اهدئي.. يا من لم تعرف الراحة من قبل.. لك الرحمة وكل الحب والتقدير.. أسكنك الله فسيح جناته.. يا من جعلت حياة الناس اكثر جمالًا.. الفنان أحمد زكي».وكان أول دور بطولة له أمام السندريلا من خلال فيلم «شفيقة ومتولي» وذلك عام 1978، حيث كان عدد الأعمال التي تعاونوا فيها مع بعض هو «5»، ففي عام 1981 قدموا فيلم «موعد على العشاء»، وبعد ذلك مسلسل «حكايات هو وهي»، وفيلم «الدرجة الثالثة»، وآخر تعاون بينهما من خلال «الراعي والنساء» عام 1991، وهو آخر فيلم لسعاد حسني.رغدة كاتمة أسرارهأما الفنانة السورية «رغدة» فكثير من الناس يعرف كاتمة أسراره، فكان شديد التأثر بأفكارها وآرائها وحينما سألوه عن سر علاقتهما القوية قال: «إن رغدة هي نصفي، فهى توأمي، وبيننا كيمياء قوية، وتوطدت العلاقة بيننا أكثر وأكثر فى الأفلام التي التقينا فيها «كابوريا، الإمبراطور، استاكوزا، أبو الدهب».وحينما سئلت «رغدة» عنه قالت: إحنا الاتنين شبه بعض، بينا تجانس قوي، طول عمرنا بنحب بعض بطريقة خاصة مش بطريقة روميو وجوليت تركيبتنا شبه بعض، لكن لم نكن نصلح كزوجين، سنة وشهرين كان على سرير المرض وأنا مرافقه له وخشيت أن يُقال أنني احتضنته في هذه الفترة كنوع من الإجبار، لأنه زوجي، مؤكدة أن أحمد عرض عليها الزواج وهو على سرير المرض لحمايتها من الحملة الشرسة والأقاويل الكثيرة التي شنت عليها.هجوم تعرض له بسبب أعماله الفنيةتعرض لهجوم كبير من قبل النقاد عندما قام بدور طه حسين، في مسلسل «الأيام»، أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قدم نفس الدور في السينما، وكانت مقارنة بين من في رصيده 100 فيلم، ومن قام بالتمثيل في 5 أفلام ومسلسل.عندما اصرت سعاد حسني، على قيام أحمد زكي بدور البطولة في فيلم «شفيقة ومتولي»، وهو ما رفضه الكثير، إلا أنه أبدع في أداء الدور.نهاية مأساويةلم تكن نهايته سعيدة، حيث أصيب بمرض سرطان الرئة، وتوفى جراء مضاعفاته، خلال تصوير فيلمه الأخير «حليم».تفاصيل لا تعرفها عن وفاتهوكثير من الجمهور لا يعرف أن «زكي» أصيب في آخر أيامه بالعمى، حيث كان قد كشف الدكتور ياسر عبدالقادر، أستاذ جراحة الأورام والطبيب المعالج أحمد زكي، أنه أصيب بالعمى قبل وفاته، وطلب التكتم على الخبر، وتعامل مع المقربين منه وكأنه من المبصرين.كما أوضح أن «زكي» قال له إنه لم يعد يشاهد جيدًا، وبالكشف عليه تبين وجود ضغط على عصب البصر مما أفقده الرؤية، مؤكدًا أنه أول من اكتشف إصابة الفنان الراحل بالعمى، وهو ما أدى لتدهور حالته النفسية.وما لا يعرفه أحد أيضًا أن الرئيس الأسبق حسني مبارك طالب بنقله إلى فرنسا لتلقي العلاج على نفقة الدولة، ووافق «زكي» وتم نقله بالفعل، وكان سعيدًا باتصال مبارك به.وكان انتشر المرض في الرئة والكبد، وعانى «زكي» من «استسقاء بروتيني»، كما أصيب بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية.بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه أحمد زكي، في مشواره الفنية عندما تعرف سيرته الذانية تتفاجئ بالمأساه الحياتية الذي عاشها طوال حياته منذ نشأته حتى رحيله، وسيظل أحمد زكي متواجد بيننا من خلال أعماله الفنية التي قدمها للجمهور، فهو فنان مختلف بكل ما تعنية الكلمة، هو المبدع والعبقري، أحمد زكي.