البداية كانت فى القاهرة

الثلاثاء 01 مايو 2018 | 11:57 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

في الوقت الذي كانت الدولة العثمانية تمنع صدور صحف أو مطبوعات بغير اللغة التركية، و تعتبره جريمة يعاقب عليها، صدرت أول صحيفة كردية في مدينة القاهرة، وكانت الخطوة الأولى والتاريخية نقطة تحول و منعطفا مزدهرًا فى تاريخ الشعب الكردي.

رغم كل المضايقات في تلك الأيام، إلا أن عائلة بدرخان استطاعت إصدار أول صحيفة كردية باسم "كردستان" في 22 أبريل 1898 بالقاهرة، وهكذا أصبح هذا اليوم عيدًا للصحفيين الأكراد، وعندما يحتفلوا بهذه المناسبة، لابد من ذكر القاهرة بكل إجلال واحترام، لدورها في إصدار أول جريدة كردية في التاريخ، تتجه إلى العالم معبرة عن شعب يكافح من أجل التآخي والسلام.

هكذا تمكنت هذه العائلة من إصدار هذه الجريدة، وخلال رحلة السنوات الأربع تم إصدار 31 عددًا باللغتين الكردية والتركية.

حيث تمت طباعة أعدادها الخمسة الأولى في القاهرة من مطبعتي الهلال وكردستان، وبعد ذلك أصبحت الجريدة تصدر من جنيف في سويسرا، ثم عادت مرة أخرى للصدور من القاهرة، ثم بريطانيا، ثم سويسرا مرة أخرى وهي الأخيرة، حيث صدر من هناك عددها الأخير (العدد 31) ليتوقف بعد هذا الصدور نهائيًا في العام 1902.

وربما تعود أسباب إصدار الجريدة في القاهرة إلى عدة أسباب منها، السلطة والحكم العثماني تقريبًا كانت معدومة في تلك الأيام في مصر، وكانت مصر إلى حد ما مستقلة عن السلطنة العثمانية، وفي تلك المراحل كان للصحافة المصرية صدى كبير، حيث تم تأسيس العديد من المطابع لطباعة الصحف والمطبوعات الأخرى التي أثرت على وعي شعوب المنطقة، وكانت لهذه الأسباب التأثير على العائلة البدرخاتية التوجه نحو مصر لإصدار أول صحيفة كردية في التاريخ.

وبهذا أصبح 22 من أبريل يوما مشرقا وتاريخا في تاريخ الشعب الكردي، بصدور العدد الأول من جريدة (كوردستان) من قبل (مقداد مدحت بدرخان)، وكانت تصدر كل أسبوعين، أي كانت نصف شهرية.

وبعد صدور العدد الأول منها، أشارت مجلة الهلال المصرية في عددها الصادر في مارس 1898 إلى أن كردستان هي أول جريدة كردية صدرت في العالم باللسان الكردي، وتفخر مصر أن تلك الجريدة صدرت فيها، وكذلك شأنها في عالم الصحافة، فإنها ميدان تتسابق فيها الأقلام على اختلاف اللغات والنزعات، ومحرر كردستان حضرة الفاضل مقداد مدحت بك، نجل المرحوم بدرخان باشا، وهي تصدر في القاهرة مرتين في الشهر، بدل اشتراكها "ثمانون قرشاً" في العام، وموضوعها تحريض الكرد على السعي وراء التمدن والفضيلة وحثهم على اكتساب العلوم).

وهكذا أصبح يوم 22 من أبريل يوما تاريخيا، ليس في تاريخ الصحافة الكردية، بل في العلاقات الكردية المصرية، واحتضان مصر لعائلة مثقفة كردية، أصبحت نواة لتأسيس العلاقات التاريخة بين الكرد ومصر، والتي لازالت قائمة ليومنا هذا، وتزدهر دومًا نحو الأفضل، وهكذا أصبحت القاهرة مركزًا لانطلاق الكلمة الكردية نحو العالم، والشعب الكردي يفتخر ويعتز بهذه العلاقات التاريخية التي أدت على مر التاريخ وتزدهر يومًا بعد يوم.

ولمصر مواقف مشرفة تجاه القضية والحقوق الكردية منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، واليوم نرى المواقف المشرفة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتأييده للحقوق الدستورية للكرد، وهكذا كانت مصر دائما ملجأ وملاذا ومؤيدا لشعوب المنطقة.

كل التحية لمصر شعبا وحكامًا.. من كل الأكراد.

اقرأ أيضا