الجريمة الغامضة.. هل يتكرر سيناريو «مذبحة الرحاب» مجددًا؟

السبت 23 يونية 2018 | 07:37 مساءً
كتب : محمود صلاح

«لم يُكسر بابًا أو نافذة، لم يحدث أي جلبة مثيرة للارتياب».. سيناريو يتكرر للمرة الثانية بنفس الدقة أثناء وقوع الجريمة، حاملًا معه لغزًا مُحيرًا لرجال الشرطة والمحققين، يصعب حله إلا بعد محاولات عديدة.

 

في الآونة الأخيرة، تعددت الجرائم الغامضة والتي يعد أخرهم ذبح سيدة وابنتيها في منطقة بولاق الدكرور، قبل أمس، وحتى الآن عجز رجال الشرطة والمحققين فيها،عن فك لغزها، فهل تسغرق أمدًا طويلًا على غرار مذبحة الرحاب، التي حدثت في فيلا مملوكة لأحد رجال الأعمال، أم يتوصل المحققون لحل أبعاد اللغز سريعًا؟ 

 

مذبحة الرحاب

 

ظلت الطلاسم منقوشة عليها لعدة أيام، ولم يتوصل رجال الشرطة لمرتكبي جريمة قتل أسرة رجل الأعمال عماد سعد بأكملها في مدينة الرحاب الراقية في القاهرة، فقد كانت الشكوك في بداية الأمر حول الأب، ولكن فوجئ رجال الشرطة بانتحاره أيضًا بعد مقتل جميع أفراد العائلة، وكان أشد الأسباب التي دفعته لذلك، مروره بأزمة مالية مطوّلة أثرت على حياته.

 

الغريب في القضية الذي تعجب منه المحققون، أنها تمت بطريقة محترفة، وهو ما يرجح من احتمالية وجود أكثر من قاتل، فالضحايا جميعهم لم تبد عليهم أي علامات مقاومة او هرب، وهو ما كان ستكون عليه الوضعية في حال وجود قاتل واحد، فكل ضحية تم إطلاق النار عليها في الوجه مباشرة بنفس الطريقة، بدقة عالية، وهي عملية تصفية تم خلالها الدخول بطريقة عادية للفيلا، فلم يتم العثور على آثار كسر او خلع، و يعتقد انه تم تجميع الضحايا في مكان واحد و قتلهم بنفس الطريقة ثم توزيع جثثهم لارباك الشرطة والمحققين.

 

بدأت الشكوك حول انتحار الأب أيضًا، ولكن أثبت الطب الشرعي إصابة رجل الأعمال بثلاث طلقات في الوجه، بنفس طريقة مقتل العائلة، وتم العثور على المسدس من عيار 9 ملم دون خزنة، ما يؤكد انه كان ضحية هو الآخر.

 

وتمت الجريمة بعدم وجود آثار خلع على باب الفيلا، أو كسر في نافذة، فهذا كله لا يعني بالضرورة أنها تمت بواسطة طرف قريب من العائلة، ولكن من المحتمل أن يتم استدراج أي شخص من العائلة لفتح الباب، أو تم تخدير جميع أفراد العائلة وقام بالقضاء عليهم بنفس الطريقة، فطريقة القتل تدل على حرفية عالية في القنص لا تتوفر إلا لقتلة مأجورين تلقوا تدريبًا على أعلى المستويات، فكل ما حدث في هذه القضية جاء ليتكرر مرة ثانية في منطقة بولاق الدكرور، التي شهدت مقتل أسرة بأكملها لم ينجو منها غير الأب.

 

مذبحة بولاق الدكرور

 

تكرر السيناريو مرة ثانية، أثناء مبارة مصر وروسيا الماضية، حيث قتلت سيدة وأبنتيها خنقًا في منطقة بولاق الدكرور، كان والدهم خارج المنزل يتابع المبارة، وعند عودته فوجئ بمقتل أولادة وزوجته، وكشفت التحقيقات أن الأب وهو نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس كان وحيد والديه، وورث عن والده شقة في منطقة مدينة نصر شرق القاهرة وباعها منذ أيام، واحتفظ بالأموال في حقيبة بدولاب غرفة نومه، وعندما وقعت الجريمة تمت سرقة الأموال، ما عزز شكوك رجال الأمن حول أن يكون القاتل أحد القريبين من الأسرة والمعروفين لها.

 

وعندما حاول رجال الشرطة المعاينة لجميع أنحاء المنزل، اكتشفوا أن جميع أبواب الشقة ومنافذها سليمة، مثل سابيقتها في الرحاب،  وهو ما يعني أن الجناة دخلوها بموافقة الزوجة، ودون اعتراض منها، خاصة في غياب زوجها الذي كان خارج المنزل  لمشاهدة مباراة مصر وروسيا في تصفيات كأس العالم.

 

وكان هناك اتجاة آخر يلعب عليه رجال الأمن الآن في تحقيقاتهم، وهو يدور حول جميع المعارف والأصدقاء المقربيين للأسرة، وبالتحديد من يعلمون بوجود مبالغ كبيرة في الشقة، التي يصل قيمتها إلى 340 ألف جنيه، ولذلك تم سؤال الأب حول جميع الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا على علم بعملية البيع، وعلى علم كذلك بوجود الأموال في الشقة.

 

وما زالت الأجهزة الأمنية تعزز تحقيقاتها في الجريمة الغامضة، لمعرفة الجاني، حيث أن هناك شكوك من بعض أهالي المنطقة في السيدة المنتقبة التي كانت تجلس أمام المسجد الذي في العمارة بشهر رمضان، تمارس مهنة »الشحاتة»، خصوصًا بعدما ظهر في الكاميرا المراقبة للعقار، دخول سيدة منتقبة أثناء الجريمة.

 

تعود التفاصيل عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا بالعثور على ربة منزل  تبلغ من العمر 38 عامًا، وابنتيها 14 سنة، و12 سنة، مقتولات شنقًا داخل شقتهن بشارع العشرين التابع لدائرة القسم.

 

وبالمعاينة تبين أن الأم وتدعى هبة قتلت عن طريق شنقها بـ «إيشارب» كما قتلت ابنتها الكبرى شنقًا بسلك تليفون، وابنتها الصغرى «حبيبة» شنقًا بكيس وسادة.

اقرأ أيضا