تركيا تسعى نحو الاتحاد الأوروبي..والقارة العجوز تتعنت

الاربعاء 27 يونية 2018 | 08:14 مساءً
كتب : خالد الأسمر

وجهت تركيا اليوم انتقادًا حادًا للاتحاد الأوروبي بعدما أعلنت أن أنقرة تبتعد عن الانضمام إلى الاتحاد، وذلك بعد أيام على فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة.

فيما قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد المتوقفة منذ فترة والتي بدأت رسميا في 2005، وصلت إلى حالة «جمود تام».

 

مساعي تركيا للاتحاد الاوروبي

يرجع تاريخ مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى عام 1959 وتم توثيق ذلك في اتفاقية أنقرة عام 1963 والتي أقرت العضوية التدريجية لتركيا في الاتحاد الجمركي الأوروبي.

وقدمت تركيا طلبًا في عام 1987 بالانضمام إلى ما كان يسمى بـ«الاتحاد الاقتصادي الأوروبي» وقد تم تصنيفها من قبل الاتحاد الأوربي في 1997 على أنها مؤهلة للانضمام إليه، لكن لم تبدأ المفاوضات حول ذلك فعليًا حتى عام 2005.

وتوقفت المفاوضات عام 2016 وسط انتقاد الاتحاد الأوروبي لانتهاكات حقوقية في تركيا وخطاب أنقرة البلاغي الحاد والمثير للجدل الذي استهدف بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مشبهًا إياها بألمانيا خلال الحقبة النازية.

ولا يزال حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي يراود تركيا رغم مرور أكثر من 50 عامًا عليه، إلا أنها لم تعد تستطيع الصبر على المعوقات التي تحول دون تحقيقها لهذا الحلم.

 

رفض أوروبي لانضمام تركيا

وترفض معظم الدول الأوروبية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، إلى جانب اليونان الرافضة لذلك الانضمام تمامًا بسبب الخلاف التاريخي بين الدولتين وسيطرة تركيا على قبرص عام 1974 والنزاع على جزر إيجة، وعدم اعتراف تركيا بالمجازر التي قامت بها بحق الشعب الأرميني خلال الحرب العالمية الأولى.

أما من الناحية الاقتصادية، فيتوقع سياسيون أن انضمام تركيا للاتحاد سيدفع بعدد كبير من المهاجرين الأتراك إلى بعض دول الاتحاد، مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وغيرها، للبحث عن فرص عمل في هذه الدول.

ونظرًا لأن العمالة التركية تعتبر من العمالة الرخيصة، فسيساعد ذلك على تدني الأجور في هذه الدول وزيادة معدلات البطالة، بالإضافة إلى توقع انتشار السلع التركية الرخيصة في دول الاتحاد مما سيؤثر على الصناعة المحلية بها.

 

معوقات أخرى

وهناك الكثير من المعوقات الأخرى التي تحول دون تحقيق الحلم التركي، بعضها ديموغرافي، حيث إن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي يجعلها ثاني أكبر عضو في الاتحاد من حيث عدد السكان بعد ألمانيا، وهذا التعداد يعطي لتركيا عددًا أكبر من الممثلين داخل الاتحاد الأوروبي ويجعلها من الأعضاء الفاعلين فيه، ويعتقد البعض أن هذا يثير مخاوف سياسية كثيرة لدى دول الاتحاد.

اقرأ أيضا