كيف يُفشل الأمن خطة الإرهابيين قبل 30 يونيو؟

الاربعاء 27 يونية 2018 | 08:40 مساءً
كتب : محمود صلاح

كعادتها وضعت وزارة الداخية، تأميناتها لاحتفالات المصريين بذكرى ثورة 30 يونيو قبل أيام، للتصدي لأي أعمال خارجة عن القانون، من المحتمل أن تقوم بها عناصر تابعة للجماعات الإرهابية، ولكن ماحدث فجر اليوم في أسيوط، من جهود قوات الأمن في تصفية عناصر إرهابية مكونة من 4 أفراد، ربما يشير إلى الملامح الأولية للخطة التي اعتمدتها الوزارة لتأمين احتفالات ذكرى 30 يونيو.

كانت الخطة التي وضعت، تشمل تأمين الميادين والشوارع خلال أيام عيد الفطر، وتستمر حتى الانتهاء من الاحتفالات بذكرى الثورة، إلى جانب تكثيف تواجد الضباط وأفراد الشرطة فى أنحاء البلاد على مستوى الجمهورية، للتعامل مع كل الاحتمالات والتهديدات، مع مضاعفة الحراسات الخاصة على المناطق الحيوية والمؤسسات السيادية فى الدولة.

ودائمًا ما تشترك عناصر من القوات المسلحة ورجال الأمن الوطني، وضباط الأمن العام، في عمليات التأمين، فضلًا عن تشكيلات من الأمن المركزى ومجموعات فض الاشتباك ومجموعات قتالية، وفرق مفرقعات، وضباط الحماية المدنية، والشرطة النسائية.

كما ترتكز التأمينات على إقامة أكبر قدر من الكمائن الثابتة والمتحركة، ورفع حالة الاستعداد واليقظة الدائمة فى الكمائن، وتشديد التأمين على مداخل ومخارج المحافظات، والكتل السكانية، وإلى جانب ذلك، فقد تضمنت أيضًا تأمين مختلف الجبهات الداخلية والمنشآت الحيوية من وزارات وهيئات حكومية، والكنائس والسفارات والقنصليات الأجنبية، وحماية وتأمين الطرق السريعة والمفتوحة على مداخل المحافظات.

ولكن العملية التي قامت بها قوات الأمن، صباح اليوم الأربعاء، في أسيوط، أثارت جدلًا حول خطة الداخلية، خصوصًا أن المنطقة التي شهدت تصفية العناصر التكفيرية بها، تتواجد على مقربة من دير الجنادلة، الذي يقام فيه احتفال عيد «حالة الحديد» الذي يحتفل به الأقباط، حيث يأوي إليه أعدادًا كبيرة من الأقباط والمسلمين، أثناء الاحتفالات، فيما يتساءل البعض إذا ما كانت العناصر التكفيرية تنوي استهداف تلك البقعة على وجه التحديد، وهو ما يرد عليه خبراء الأمن خلال السطور التالية.  

اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، علق على جهود القوات الأمنية، فجر اليوم الأربعاء، في القضاء على 4 أفراد تابعين لجماعة إرهابية بأسيوط، قائلًا إن جميع البؤر الإرهابية الموجودة في مصر، منبثقة عن جماعات تم تصفيتها من قبل، عقب فرار أهم العناصر المهمة منها، وتكوينهم فيما بعد عناصر أخرى، وهي بالتأكيد أخطر من التي تم تصفيتها.

وأضاف نور الدين في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن هذه العناصر الهاربة خطيرة للغاية ، لأنها كشفت أسمائها للقوات الأمنية، فأصبحوا محاصرين يضحون بأي شىء في سبيل نجاتهم، ولكن الحكومة تتابع هؤلاء المتشتتين في شتى بقاع مصر، عبر وسائل المعلومات الحديثة والتقنيات الجديدة، وتحدد أماكنهم ـينما كانوا لإلقاء القبض عليهم، وهذه العمليات صعبة بسبب تكرار تنقلهم دائمًا من محافظة إلى أخرى، وربط الجماعات المتطرفة ببعضها البعض.

وأشار الخبير القانوني، إلى أنه من الوارد أن تستهدف هذه الجماعات التي تم تصفية عناصر منها، دير الجنادلة الموجود في المنطقة ذاتها، تزامنًا مع احتفالات عيد «حالة الحديد» الذي يجتمع فيه أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط، موضحًا أن الجماعات الإرهابية تلجأ إلى الأماكن التي تشهد تجمعًا هائلًا من الأقباط.

فيما قال اللواء جمال البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، إنه قبل وضع الخطة الأمنية، قبيل إحياء ذكرى ثورة 30 يونيو، يجب أولًا تحديد كل من يريدون إفساد هذا الاحتفال على المصريين، وعمل ضربات استبقاية لإحباط مخططاتهم.

وأضاف البسيوني، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه يجب تأمين المنشأة العامة، والمنتزهات والأماكن العامة والحدائق، والتنسيق مع القوات المسلحة لإحكام القبضة الأمنية، حتى لا يتسرب أحد من سيناء أو الصحراء الغربية، من الأشخاص المجهولين أو الإرهابين، إلى جانب حتمية تمشيط الشقق المشبوه فيها لأنها من أخطر الوسائل المستعان بها في العمليات الإرهابية.

 

وأشار الخبير الأمني، إلى أن أعداد قليلة من الجماعات الإرهابية، لا تزال متبقية في سيناء، ولم يتم القبض عليهم بعد، ومن هنا يجب الحرص من هؤلاء لأنهم يعدون أخطر من الجماعات الأساسية الآن، والحذر من إمكانية استهداف المناطق الخطيرة في وسط العاصمة.

اقرأ أيضا