”تقديم الماء مع القهوة” موروث ثقافي تركي

الاثنين 30 يوليو 2018 | 12:54 مساءً
كتب : هبة محمد

تتباين المجتمعات في عادتها وتقاليدها، فلكل مجتمع عاداتع وموروثه الثقافي المرتبط بخلفية ثقافية يتميز بها عن غيره من المجتمعات الأخرى، ومن هذه المواريث الثقافية عادات المجتمع التركي مثل عادة تقديم الماء مع القهوة للضيوف .

ولهذه العادة روايتين، أولها أنه في عهد الدولة العثمانية جرت العادة بأن يكرم الضيف فور وصوله بفنجان من القهوة، ولكن القهوة لم تكن تأتي بمفردها، إذ كان هناك حرص شديد على وضع كوب من الماء بجانبها؛ فإن شرب الضيف الماء قبل القهوة، فهذا يعني أنه جائع، ما يعني الاستعجال في تحضير الطعام. أما إذا بدأ الضيف باحتساء القهوة قبل الماء، فإن هذا يعني أنه ليس جائعًا، وأنه جاء لتبادل أطراف الحديث مع أهل الدار. وبهذا لا يسأل صاحب الدار ضيفه عما إذا كان جائعا أو لا، ولا يحتاج الضيف لإحراج نفسه.

وثانيها، أنه في عهد الدولة العثمانية كان هناك خادمان مختصان لتذوق الطعام قبل وضعه امام الملك للتأكد من أنه غير مسموم، وكذلك كانوا يفعلون مع القهوة. ولمعرفة ما إذا كانت القهوة مسممة أو لا كان السلطان يضع إصبعه في القهوة ثم يضعه في الماء، ويبدأ في مراقبة حركتها في الماء.

وجدير بالذكر أن هذه الظاهرة لها تفسيرها العلمي والطبي، إذ إن التقارير الطبية تتحدث عن أن القهوة تحتوي على أملاح “الأوكزالات” التي تسبب تشكل الحصاوي في الكلى. لذلك فإن  الماء الذي يشرب مع القهوة يساعد الجسم على تقليل أضرار من هذه الأملاح.

ومن ناحية أخرى،  تحتوي القهوة على نسبة عالية من الكافيين المدر للبول، مما يجعلها تساعد الجسم في التخلص من الماء. ويعني ذلك أن الماء المقدم مع القهوة التركية يعوض ما يخسر الجسم من المائ الذي له أهمية قصوى لصحة جسم الإنسان. كما أن تقديم شرب الماء على احتساء القهوة ينظف الفم ويلعب دورا في تذوق لذة القهوة في أعلى مستوياتها..

وإضافة إلى ذلك فإن للماء فائدته في الحفاظ على الأسنان وعدم صبغها بلون القهوة، لذا  ينصح الخبراء بشرب الماء بعد الانتهاء من فنجان القهوة.

اقرأ أيضا