هل تحنو التعليم على ”ذوي القدرات الخاصة“؟

الاربعاء 29 اغسطس 2018 | 03:18 مساءً
كتب : مي وجدي

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الاهتمام بجميع فئات الشعب، والذين كان في مقدمتهم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عمل على إعلان عام 2018 عامهم، ووجه أنظار الشعب المصر ي بأكمله لإليهم للوقوف على راحتهم، وإدماجهم في المجتمع، حتى لا يشعروا يومًا أنهم لا ينتمون إلى كيان الشعب المصري.

 

ولكن وبالرغم من هذا، إلا أن هناك بعض القطاعات التي لم يتم فيها مراعاة هؤلاء الفراد على الوجه الأكمل، حيث أن هناك العديد من أولياء الأمور استغاثوا بالرئيس السيسي لتوفير مدارس لأطفالهم أو فصول في المدراس الخاصة تخدم احتياجات أطفالهم في المحافظات المختلفة.

 

 برلمانية: يجب أن يكون هناك فصل

قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العملي في مجلس النواب، إن هناك العديد من المداراس التيتم  تنفيذ قانون الدمج فيها العام الماضي، والذي ينص على دمج بعض الأطفال الذين ينتمون إلى ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، ولكن فقط الأطفال الذين يستطيعون أن يتعاملوا مع غيرهم  بنسبة معينة.

 

 وأضافت "نصر"، أن هناك العديد من المدارس بالفعل التي تم فيها تطبيق الدمج، ولكن بالرغم من هذا لا يوجد فصول متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، منوهة إلى ضرورة وجود فصول منفصلة مخصصة لهم، مشيرًة إلى أنه سيتم مناقشة هذا الأمر مع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.

 

 وأوضحت عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن كلمة "ذوي الاحتياجات الخاصة" تحمل في جوانبها أنواع كثيرة من هؤلاء الطلاب، فهناك الطلاب الذين لا يمكن أن يتم التعامل معهم مع طلاب التعليم العام، لحاجتهم لطريقة معينة في التعامل معهم، منوهًة إلى أن هناك في جميع أنحاء العالم يوجد مدارس متخصصة في التعامل مع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يحصلوا على الرعاية التامة التي يحتاجونها.

 

 وأكدت "نصر" على أهمية وجود فصل لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في كل مدرسة خاصة على الأقل وليس فقط في المدارس الحكومية، أو حتى عدد معين من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ليتم عمل دمج لهم.

 

الوزارة: لا يمكن إجبار المدارس الخاصة على الدمج

وأوضحت مصادر بوزارة التربية والتعيم والتعليم الفني أنه لا يمكن أن يتم إرغام المدارس الخاصة على فتح فصول بها لخدمة الطلاب ذوي الاحياجات الخاصة.

 

خبير تربوي يدعم فكرة الدمج

ومن جانبه أشاد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي بقرار دمج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ، مشيرًا إلى أن الطلاب الذين يتم دمجهم هم فقط الذين يعانون من إعاقة بسيطة، وليس ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقة فكرية، وذلك لما يحتاجه المنهج المقرر من قدرات معينة.

 

وأضاف "مغيث"، أن هناك قرار وزاري تم إصداره منذ عهد الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أوضح انه يتم قبول الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة البسيطة في المدارس، ولكن يجب أن تكون المدرسة مجهزة لخدمة هؤلاء الطلاب، بالإضافة إلى توفير معلمين يهتمون بهم، ولذلك كان عدد الأطفال المقبولين في المدارس العامة نسبتهم منخفضة.

 

و بالنسبة لوجود فصول في المدارس الخاصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، أوضح الخبير التربوي، أنه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ليس لها القدرة على إرغامهم على هذا الأمر، مشيرًا إلى أن هذه المدارس الخاصة تعمل كمنشئات اقتصادية.

 

وأوضح أنه بالرغم من وجود بعض الصعوبات في تطبيق فكرة الدمج، إلا أنها الأنسب لأنها تعمل على تعزيز روح المنافسة داخل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتفوق على ذويهم من الطلاب العاديين، مشيدًا بتجربة طه حسين، متابعًا أنه يجب أن يكون هناك مكافئات مقدمة للطلاب العاديين، حتى لا يكون هناك مشاكل بينهم والطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

خبيرة توضح كيفية الدمج

قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، إن هناك مدارس في جميع المناطق بالمحافظات مخصصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا بالإضافة إلى المدارس التي تحتوي على نظام الدمج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًة إلى أنه قد لا يتم تطبيق ذلك في الأقاليم والأرياف بل في المراكز فقط، لأنها مكلفة وتحتاج إلى متخصصين للعمل بها.

 

 وأضافت "بثينة" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أتاحت أمر آخر، وهو نظام الدمج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، منوهةً إلى أن الوزارة لا تستطيع ان ترغم المدارس الخاصة التي تعد مؤسسة تجارية لفتح فصول للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها يمكن أن تطلب منهم أن يكون هناك دمج لبعض الحالات البسيطة، والتي لا تكون إعاقة فكرية.

 

 وتابعت الخبيرة التربوية، أنه بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك بعض الدول التي قامت بعمل دمج كلي للطلاب، بينما قام البعض الآخر من الدول بعمل دمج جزئي، والذي يتمثل في دمج الأطفال الذين يعانون من اعاقة جسدية فقط، والذي لا يعاني من مشاكل فكرية، فهو يحناج فقط إلى مرافق وترتيب تسهيلات في المدرسة لخدمتهم، وتنقلهم.

 

 وتتمثل المشكلة تتمثل في الأطفال الذين يعانون من إعاقة عقلية أو تأخر دراسي، أو فرط الحركة أو انخفاض نسبة ذكائهم عن 80%، حيث أنهم يعانون من عدم اتزان، مما يؤدي إلى التشويش على أقارنهم في الفصل، ولذلك يكون هناك صعوبة في دمج هؤلاء الطلاب (حسب تصريحات بثينة عبد الرؤوف).

 

 وأوضحت أن هناك ما يسمى بالدمج الجزئي، والذي يتم فيه تخصيص فصول معينة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، وتلقب هذه النوعية من المدارس باسم "المدارس المدمجة "، مشيدة بهذا النوع من الدمج، والذي يدمج الطلاب الذين لا يعانون من إعاقة ذهنية.

 

موضوعات متعلقة..

برلمانية: يجب أن يكون هناك فصل لـ”ذوي الاحتياجات“ بالمدارس الخاصة

خبيرة توضح كيفية دمج ”ذوي الاحتياجات الخاصة“ في المدراس

اقرأ أيضا