زوجة بدعوى خلع: استحملت فقرُه واتجوز عليا فى الآخر

الاربعاء 26 سبتمبر 2018 | 01:14 صباحاً
كتب : جهاد جمال

"خدعت فيه، وظننت بأن الحياة معه ستكون أشبه بقصة حب رومانسية لا تنتهى، تحملت معه فقره، حزنه، غضبه، رضيت به فى أحلك الظروف، وكنت أقدر طيبته وحنانه عليا، ولم أكن أعلم بأنى تزوجت بطفل يجرى وراء أى لعبة يلوح بها شخص أمامه، حتى استيقظت على فاجعة أفقدتنى عقلى، فقد تزوج «على»، امرأة أخرى، دون علمى ورضائى"..  كانت هذه الكلمات ما عبرت به «إسراء»، السيدة العشرينية عن سبب تواجدها بمحكمة الأسرة فى السيدة زينب، تريد خلعًا.

قالت إسراء: تزوجنا ونحن صغار فقد جمعتنا قصة حب كانت بدايتها نافذتين تطلان على بعضهما فى شارعنا الذى نسكن فيه، كان شابا خجولا وقد كان لا يجرؤ على الحديث معى ولكن حركاته ولمعة عينيه كانت دليلا على محبته لى، ومع الوقت وتعمد تبادل النظرات والخروج للبلكونة لأى سبب؛ زادت نار الحب اشتعالا وتحولت النظرات لتبادل التحية والسلامات ومن ثم الاعتراف بالحب، والسؤال عما إذا كنت راغبة فى الزواج منه؟.

وأضافت الزوجة، مرت الخطبة وسريعا جاء موعد زفافنا، بعد أن جهزنا شقتنا الصغيرة بأبسط الإمكانات فقد رضيت منه بالقليل رغبة فى دوام الحب الكبير.

واستكملت الزوجة باكية: مرت الأيام معه سعيدة حتى بضيقها وبساطة العيش، لا أنكر أن "على" كان زوجا هادئا وديعا، لا يرفض لى طلبا، وكان بقدر استطاعته يحاول إسعادى، وشاء الله أن يرزقنا بطفل، الأمر الذى دفعه للبحث عن فرصة عمل جديدة كى يكفى احتياجاتنا وصغيرنا القادم.

وواصلت إسراء: كان يحرم نفسه النوم من أجل أن يضمن لنا حياة كريمة، كنت أشفق عليه فقد أعياه كثرة العمل وأصبح هو الثور الذى يدور فى الساقية بلا راحة، كنت أشعر حينها بالشفقة عليه فلم يكن يراعى حقوق جسده عليه لكى يوفر لى ولطفله- والذى جاء قبل موعده بشهرين بعد ولادتى المبكرة- حياة كريمة لا نضام فيها ولا نحرم.

وتابعت الزوجة: أمر جديد هدم كيان بيتنا الصغير حينما حضرت هى للعمل معه فى نفس الشركة، وباتت تلقى بشباكها حوله للإيقاع به بعد أن استشفت بأنه شخص وديع وقد يكون صيدا سهلا لها تستطيع أن تخطفه وتبنى به عشا جديدا بعد طلاقها منذ أشهر.. وبالفعل هذا ما حدث، أصبحت تطارده وتشاغله، ثم أخبرته بأنها تحبه وتهواه ولا تقوى على الحياة من غيره.

واستطردت الزوجة، كنت مغفلة لم أكن حينها أعلم بأن زوجى يتم نصب الشباك حوله من مطلقة كل ما تبغيه فى الحياة هو الحصول على زوج حتى لو كان على حساب هدم بيت وأسرة صغيرة.

وأردفت الزوجة هذا ما تأكدت منه، فزوجى لم يكن بالشاب الوسيم ولا صاحب مال ولا أملاك، ولكنه فى النهاية رجل قد تستغله وتتزوجه، وهذا ما فعلته "فادية مرات جوزى"، ظلت وراءه وتقنعه بالزواج منها، وأنها ستساعده فى بناء بيتهم، وأن الأمر لن يستدعى أن يقدم شبكة أو غيره، بل قامت باستئجار شقة براتبها وأعدت لحفل الزفاف وتزوجته ووقعت الكارثة.

"وقتها لم أشك فى الأمر".. هكذا واصلت إسراء حديثها، متابعة: "أخبرنى بأنه مسافر لعمل، وكانت تلك هى المرة الأولى التى يكذب فيها على، ولم يكن الغرض سوى التحضير لحفل زفافه، تزوجها دون علمى واستمرت مأمورية العمل 10 أيام وانتهت وعاد هو، كان أغلب الوقت يجلس أمامى مرتابا وقلقا، ولم استطع أن ـفهم منه سبب المشكلة"، يومان وأخبرنى أنه سيسافر للعمل؛ فوافقت وبدأت فى تحضير حقيبته، ولكن كان هناك سؤال يجول فى رأسى، وهو: لماذا السفر؟ وما السبب؟ فهو لم يعتد ذلك، ولكن سريعا ما تجاهلت استفسارات عقلى وتجاوزت الأمر.

القلق كان يساورنى، ولكنى كنت اتغاضى عن ذلك وأمنى نفسى بحبه لى، أسباب سفره تعددت والشك سار يراودنى، تأخر فى اتصاله للىطمئنان علينا دفعنى بمهاتفته، مستكملة حديثها تتصل الخطوط لأفاجأ بصوت امرأة، أنا كرد فعل طبيعية عاودت النظر فى شاشة هاتفى لأتاكد من الرقم، الرقم صحيح فما المشكلة، وكرد فعل طبيعية، "ده تليفون على"، لترد هى بمنتهى الهدوء: "أيوة وأنا مراته"، الأرض تدور بى، والصمت هو السائد بيننا، أفكار برأسى تتابع كأمواج البحر وتتراطم وتتناثر كذرات الماء فلا أهتدى لفكرة ولا أدرى بماذا أرد.

وتواصل الزوجة قطع صمتنا صوت زوجى وهو يناديها: "بتكلمى مين يا قلبى؟؛ لتغلق هى الهاتف فى وجهى مسرعة".

وتستطرد الزوجة قائلة، حينها أصبحت كالمجنونة لا أدرى ماذا على أن أفعل وإلى من أذهب عشت بعد ذلك الموقف أسبوعا فى نار تأكل قلبى وعقلى من كثرة التفكير، والغريب فى الأمر أنه لم يفكر فى الاتصال بى ليطمئن علينا.. ومرت السبعة أيام كسبعين سنة، ثم عاد إلى البيت وكأن شيئا لم يكن.

واجهته بالحقيقة وللأسف لم ينكر ذلك، وبدأ فى الرد على استفسارى بكلمة واحدة "النصيب"، ثم أتبع ذلك فى رغبته لكى يقسم الأيام بيننا..  ساعتها لم أَفِق إلا وأنا فى المستشفى، بعد أن فقدت الوعى، فبعد تحملى له ولفقره وقلة حيلته وتحملى حياته لسنوات يبيعنى بهذه السهولة، ويأتى لى بـ ضرة تشاركنى فيه وبدون سبب، لذلك قررت أن أنهى رباطنا المقدس الذى ما تخيلت يومًا واحدًا أن أنهيه بيدى، للضرر؛ لأننى لن أتحمل أن أعيش مع ضرة أو أن تشاركنى أخرى فى زوجى.

اقرأ أيضا