مجد أكتوير

السبت 06 أكتوبر 2018 | 03:14 مساءً
كتب : بقلم محمد سلطان

٤٥ عام بالتمام والكمال مرت على أكبر وأعظم إنتصار عسكرى فى تاريخ مصر والشرق الأوسط، إنتصار تاريخى يستحق كل مَن شارك فيه ولو بأقل القليل تخليد إسمه فى سجلات الشرف الوطنى بعدما حققت مصر فى هذه الحرب المجيدة ما لم يتحقق من قبل هذا التاريخ او من بعده!!

 

٦ أكتوبر ١٩٧٣ هو التاريخ الوحيد الذى سُجل فيه هزيمة إسرائيل عسكريا وإعلان إستعادة مصر لأراضيها مصحوبة بكرامة و عزة نفس لم تفارق رجالها أبدا حتى ولو تعرضوا لبعض الصدمات والضربات القاصمة مثل نكسة ١٩٦٧ التى ظلت غصة خزى عالقة فى حلق الوطن حتى تمكنوا فى العاشر من رمضان من محو آثار النكسة بعد معركة بطولية قتالية تحتاج أدق تفاصيلها لمجلدات ومراجع للحديث عنها وتحليل إستراتيجيات و خطط هذه الحرب التاريخية التى كانت ولازالت وستظل للأبد علامة فارقة فى تاريخ المنطقة بل والعالم أجمع.

 

- دائما ما تميل نفسي للنقاش والتطلع بإهتمام وإحترام لوجهات النظر المختلفة حتى لو كانت بعيدة كل البعد عن افكارى ومعتقداتى، لكن اليوم صراحة فأن عقلى يرفض بشكل قاطع وحاسم أى تشكيك فى قيمة نصر أكتوبر العظيم الذى لا أريد أن أفرط عند حديثى عنه من إستخدام العبارات الخطابية لكنها كانت بالفعل حرب إسطورية بكل المقاييس بعدما نجحت فى تغيير مسار الأمة وكانت السبب الرئيسى فى إعادة ضبط قواعد اللعبة و صنعت حالة من الإتزان الحتمى فى هذا الصراع التاريخى والأبدى بين العرب كافة و مصر خاصة و بين هذا الكيان الصهيونى المحتل الذى لم يبك رجاله أبدا كما بكوا يوم هزيمتهم على أطلال خط بارليف الذى كان لا يُقهر حتى إنهار على سواعد أبناء بلدى لحظة إندفاع سيول المياة من الخراطيم المصرية مختلطة بدمائهم الطاهرة، أقول هذا رغم إن البعض قد يحلو له ولأسباب عدة التقليل من هذا النصر التاريخى و كأن مصر المتواجدة منذ سبعة ألاف سنة لا تستحق أن يكون فى كتاب تاريخها بعض الصفحات البيضاء او كأننا يجب أن نتجرع مرارة الفشل والحسرة كل يوم حتى فى أيام النصر!!

 

يستند هؤلاء فى حديثهم على إتفاقية كامب ديفيد و ما بها من بعض القيود على الجانب المصرى بالإضافة إلى مقارنة مُطلقة غير منضبطة او منطقية كالعادة بين وطننا العزيز و بين كيان مغتصب مدعوم بأقوى الكيانات والمنظمات الدولية!! - نبدأ بإتفاقية كامب ديفيد التى يستغلون بعض بنودها للترويج لفكرة الهزيمة و كأن النصر يعنى الإبادة الكاملة للخصم و محو سجلاته عن الوجود و هذا طبعا ليس بالشيء المُستغرب عن عقول المتطرفين الذين تناسوا إن الحروب وجدت من أجل السلام!! نعم فلولا الحروب لن تتوازن الأطراف أبدا و بالتالى لن يجلس الأعداء للإتفاق الجدى و لنا فى الموقف الفلسطينى خير دليل، فالأخوة يتفاوضون و يتفاوضون منذ عقود طويلة ولم ينالوا حتى الأن سوى زيادة الخراب و زيادة الرقعة الصهيونية على الأراض الفلسطينية!!

 

والتاريخ يذكر بكل فخر إن أفضل وضع تفاوضى لهم كان لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد التى خضع لها العدو مرغما لكن الاخوة رفضوا و تمسكوا بحق كامل يحتاج تحقيقه لعشرات الحروب مع غالبية دول العالم الداعمة للعدو ولذلك رفضوا حينها للأسف ما كان يوفر لهم أضعاف اضعاف ما يبحثون عنه الأن!!

 

على نفس النهج سار حزب عشاق حزب الدونية والإنهزامية تاركين كل ما جعل الجبروت الإسرائيلى يركع و يخضع للاتفاق واضعين جل اهتمامهم على بعض القيود التى كان لابد من التضحية بها مثل اى إتفاق فى العالم!! المؤكد إننا لم نحقق بعد ما نصبو إليه فى سيناء لكن الأكيد أيضا ان هذا لا ينفى شرف إستعادتها ولا ينفى بنائنا عليها مقاصد سياحة عالمية يحسدنا العالم على وجودها بأرضنا.

 

اما فكرة المقارنة الغير منطقية لأسباب عديدة فليس هنا مجال ذكرها فنحن أولا نحتفل بذكرى بإنتصار(عسكرى) كخطوة كانت حتمية قبل التفكير فى التنمية الشاملة لوطن يواجه الكثير من العراقيل الداخلية والخارجية مما جعله يتراجع فى بعض المجالات و هذا ما يُشعرنا جميعا بالحزن واحيانا بالخجل لكننا بالتأكيد لن نقبل فكرة المقارنة مع كيان مغتصب يبنى سعادة شعبه على قتل العُزل ونهب ثرواتهم مع ممارسة كافة انواع القمع والقهر تحت غطاء ديمقراطى لا يقل عفونة عن النظام العالمى الداعم له!!