اللغة العربية.. بين إهمال الوطن وحفاوة الغرب

الخميس 11 أكتوبر 2018 | 09:35 مساءً
كتب : سولاف درويش

السنوات الأخيرة ظهر عدد من شباب الوطن العربى يتهكمون على اللغة العربية لغتهم الأم، ويتفاخر كل منهم بأنّه يتحدّث لغة أجنبية بخلاف العربية، وكأنّه بهذا الأمر أصبح متقدمّا ومواكبّا للنهضة، فلا يدرى أنّ الدول العظمى لم تنهض إلّا بعد الحفاظ على لغتها الأم.

 

منذ أيام وقفت وزيرة خارجية النمسا، كارين كنايسل، لتلقى خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، باللغة العربية، وقالت الوزيرة النمساوية: حينها "إن اللغة العربية، هى لغة من ضمن 6 لغات رسمية داخل الأمم المتحدة، ودرستها فى مركز الأمم المتحدة فى فيينا، وهى لغة مهمة وجميلة وجزء من الحضارة العربية.

 

فبرغم الجهود التى تبذلها الدولة إلّا أنّ هناك تراجعا من اهتمام المواطنين باللغة العربية، لأنه ليس هناك إرادة حقيقية للحفاظ عليها والارتقاء بها، فهناك علاقة طردية بين قوة اللغة فى مجتمع، ومستوى التعليم وقوة المجتمع نفسه فلا يمكن أن نغفل أن جانباً من ضعف ثقافتنا العربية بين ثقافات العالم، وضعف مجتمعاتنا نفسها له علاقة أيضاً بضعف علاقة المجتمع بلغته وانـحدار مستوى تعليمها واستخدامها وإنتاجها المعرفى معاً.

 

فوسائل الإعلام تعد سببا من أهم أسباب تراجع الاعتماد على اللغة العربية، خاصة بعد ظهور عدد من المذيعيين الذين باتوا يستخدمون كلمات أجنبية فى معظم أحاديثهم، فأصبحت اللغة العربية حاليّا مزيجا من العربى والأجنبى.

 

وبالرغم من الإهمال الشديد التى تعانى منه لغتنا الأم على مستوى العالم، إلّا أنّ اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية التى تحتفى بها منظمة اليونسكو? فأعلنت يوم 18 ديسمبر من كل عام "يومًا عالميًا للغة العربية" والذى تم اعتماده ضمن برنامج احتفالات المنظمة السنوى، إدراكًا لما «للغة العربية من دور وإسهام فى حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، بالإضافة إلى أنّ هذه اللغة هى لغة عشرات الأعضاء من الدول العضوة فى اليونسكو، وهى لغة رسمية فى المنظمة ويتحدث بها ما يزيد على 600 مليون عربى ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين، لذا فمهما حاولنا قتلها ستبقى اللغة العربية هى رائدة اللغات فى العالم.

 

وفى محاولة لإنشاء قانون للحفاظ على اللغة العربية وتنقيتها مرة ثانية من الشوائب التى أحاطت بها، وأثناء لقائى مع عدد من أعضاء مجمع اللغة العربية، تقدمت بمشروع قانون وتمّ الإشادة به، وقريبّا فى السادس والعشرين من أكتوبر، سيكون هناك لقاء آخر لمناقشته مرة ثانية، تمهيدّا لطرحه فى البرلمان، عسى أن يكون بداية طريق نجاة لغتنا الأم من الضياع.

اقرأ أيضا