السترات الصفراء تُشعل فرنسا.. باريس في أزمة والأمن يتعامل بقوة

الاثنين 26 نوفمبر 2018 | 12:22 صباحاً
كتب : عبد الرحيم بيرم

متظاهرون بدون خلفية نقابية ليسوا اتحاداً ولا حركة سياسية، هم نتاج حراك اجتماعي عبر منصات التواصل الاجتماعي اعتراضًا علي زيادة أسعار المحروقات من طرف حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ماعتبروه مساسًا مباشرًا بحياتهم وسبل كسب رزقهم هم في معظهم مواطنون من الطبقة العاملة والمتوسطة، مع من يقودون السيارات لكسب رزقهم او الذهاب لإشغالهم هم أصحاب السترات الصفراء من أشعلوا ساحات باريس ولفتوا أنظار العالم لشوارع العاصمة الفرنسية لتستخدم الشرطة الفرنسية القوة لتفريقهم للمرة الثانية خلال تجمعاتهم.

 

تطور الأحداث

واندلعت اشتباكات في منطقة الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية أثر تجمع نحو 5000 متظاهر في المنطقة ومحاولتهم اختراق الطوق الأمني، الذي فرضته الشرطة حول مواقع حساسة بقلب العاصمة لتعتقل السلطات 18 شخصا على الأقل من المتظاهرين علي أثر الاشتباكات التي صنفت بالأعنف منذ احتفالات فوز الديوك بكأس العالم في الصيف المنصرم.

 

إزداد غضب الاحتجاحات وإزدادت أعدادها لتصل لما بقرل من الـ280 ألف متظاهر في اليوم التالي وإزدادت معها رقعة انتشارها لتصل إلي مايقرب الـ2000 موقع في مختلف ربوع الجمهورية.

 

واصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه مجدداً بالحواجز المعدنية التي نصبتها لهم الشرطة للحيلولة دون وصولهم للمقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة.

 

فبما أقام بعض المحتجين المتاريس ورشقوا الشرطة بالحجارة والألعاب النارية، وهم يرددون شعارات تطالب بأستقالة ماكرون، فيما صرح وزير الداخلية الفرنسي، إن المتظاهرين متأثرون بمارين لوبان زعيمة إحدي الاحزاب اليمنية المتطرفة فيما إستنكرت الأخيرة هذه التصريحات .

 

وبحلول الليل، كان الوضع في الشانزليزيه مايزال فوضويا، حيث عدة حرائق مشتعلة ليخمدها فيما بعد قوات الشرطة.

 

وخرجت مظاهرات في مدن أخرى بأنحاء فرنسا، منها ليل وليون وبوردو. وأفادت تقارير باندلاع عدد من الاشتباكات.

 

وقالت وزارة الداخلية إن عدد المتظاهرين بلغ 81 ألفا.

فيما يصف المنظمون الاحتجاجات بأنها أكثر من ناجحة و بالمرحلة الثانية في طريق التصعيد ضد القرارات الأخيرة لحكومة ماكرون تجاه المحروقات.

 

أسباب الإحتجاجات

إرتفاع أسعار الديزل، أكثر أنواع الوقود إستعمالا في السيارات الفرنسية، بنسبة تقارب 23 في المئة على مدى العام المنصرم بحيث ببلغ سعر اللتر الواحد 1.51 يورو، وهو أعلي إرتفاع في الأسعار يصل إليه بالجمهورية في العقدين الماضيين.

 

بالرغم من تخبط اسعار الوقود في الأسواق العالمية بين الإرتفاع تارة والعودة للانخفاض تارة أخري ألا أن ذالك ليس السبب الرئيسي للتظاهرات في فرنسا فالمحتجون يرفضون بالأساس الزيادات الأخري التي أقرها ماكرون علي ضريبة الهيدروكربون والتي بموجبها زادت الضرائب علي الوقود بمقدار 7.6 سنت للتر الديزل الواحد و 3.9 لمثيله من البنزين في إطار حملة تشجيع استخدام السيارات الأقل تلويثا للبيئة للوصول إلي الأهداف المحددة علي فرنسا ضمن أتفاق المناخ العالمي والتاريخي الذي أقره دول العالم بباريس.

 

فيما ألقى ماكرون باللوم على ارتفاع أسعار النفط بنسبة كبيرة في الإرتفاعات الأخيرة  بأسعار الوقود. كما أشار إضرورة فرض مزيد من الضرائب على الوقود الأحفوري لتمويل استثمارات الطاقة المتجددة.

 

في النهاية يبدو أن سكان باريس أكثر الرافضين لإثار الإتفاق الدولي الموقع في عاصمتهم، والذي يحمل أسمها فما بالك بسكان الولايات التمحدة ورئيسهم أول المنسحبيسن من الإتفاق .

اقرأ أيضا