"بلدنا اليوم" في منزل "شيماء" المنتحرة بمحطة مترو ساقية مكي

السبت 02 فبراير 2019 | 09:17 مساءً
كتب : حسن سمير

جاهدت "شيماء "، صاحبة الـ32 عامًا، كثيراً بعد انفصالها عن زوجها بعد زواج دام لنحو 11 عامًا كاملة، تحملت فيهم الكثير والكثير، فلم يعد في طياتها شئ، بعدما كانت في عصمة رجل لا يوفر لها عيشة كريمة لها ولأبنائها، واختارت أن تنفصل عنه بعدما رأت حياة على يده مليئة بالجحيم والمعاملة السيئة للغاية.

وبعد أن تأكدت من إنفصالها عنه شدت الزوجة رحالها برفقتها الـ4 أطفالها متوجهة بيت والدها، وعزمت أن تكون على قدر المسؤلية الكافية، فحاولت بكل طاقتها مساعدة أبيها وتوفير مصاريف لأبنائها وخرجت للعمل في ورشة خياطة "تفصيل فساتين"، ولكن لم تتحمل في النهاية، متاعب التربية والإرهاق اليومي نظير، كسب ربح قليل من المال، لا تسد حاجتها ولكن لم تستطع وتضخمت الديون فوق رأسها.

ومع أذان المغرب من أمس الجمعة، توجهت الزوجة المكلوم لتتأخذ قرارًا مصيريًا، للتخلص من حياتها التي تدمرت، وعاشت في عذاب لتخطو قدماها بخطوات سريعة، إلى محطة مترو ساقية مكي، لتلقي بنفسها أمام القطار، حيث بتر ذراعها نتيجة دهس عجلات القطار وسقطت جثة هامدة.

منزل

"بلدنا اليوم" اتجهت إلى مسكن "شيماء"، وفور دخول شارع أحمد سليم، وبالتحديد العقار رقم 5 التابع لمنطقة ساقية مكي، بمحافظة الجيزة، حيث تقيم "شيماء حمدان صوفي محمد فرج"، برفقة والدها الحاج حمدان، وجدنا الحزن يخيم علي أرجاء المكان، وصمت يقطعه صوت الأطفال الذين يلهوون في بداية الشارع، رجال ونساء جالسون أمام منزلها يسترجعون ذكرها العطرة، فمن بين هؤلاء "م.ج " 35 سنة جار المجني عليها حيث يقول لـ"بلدنا اليوم": "ست طيبة أووي الابتسامة مش بتفارق وجهها نهائي، أنا مش عارف عملت في نفسها كده ليه، الكل هنا بيحترمها من شدة الخجل والواحد حزين والله على الأطفال اللي سابتهم دول، لا أب ولا أم مافكرتش وهي راجعة من الشغل ولكت زهقت من العيشة وجابت أخرها".

وتضيف "أم محمد" والدموع تنهمر من عنيها : "لما انفصلت عن زوجها خرجت تشتغل في حاجات كتير واستمرت في مشغل للخياطة في المنيب جنبنا، وكانت ست بـ 100 راجل"، هم العيال كان باين على وشها على طول وأفضل أقولها خليها على الله ربك كريم، ويوم ماراحت للي خلقها كنت قاعدة قدام الباب ومرة واحدة سمعت صوت وصريخ باسأل في إيه قالولي شيماء انتحرت في المترو".

وإختتمت حديثها: "شيماء لديها شقيقتان وثلاثة أشقاء أولاد، منهم أخ يدعى محمود، عاجز ويعمل على توك توك لمساعدة والدهم وربنا يرحمها مش هأقدر أقول أكتر من كدة، هي تستحق الرحمة انتحرت من أجل قسوة الحياة عليها ماذا تفعل مع أبنائها فور انفصالها عن الزوج".

وقال "أحمد ع "، شاهد عيان على واقعة انتحار سيدة ثلاينية أسفل عجلات مترو ساقية مكى بالخط الثاني، أنه كان متواجدًا علي الرصيف وقت إلقاء المنتحرة نفسها تحت عجلات المترو.

وأضاف شاهد العيان لـ"بلدنا اليوم" أن السيدة كانت تتحدث في هاتفها المحمول وكانت تتشاجر مع من تتكلم معه، وترتدي ملابس منزلها، وكانت تتردد كثيرًا على رصيف المترو، وأثناء قدوم القطار قامت بحدف حقيبتها وألقت بنفسها، ما أسفر عن مصرعها في الحال.

بدأت التفاصيل أثناء تلقي الأدارة العامة لشرطة النقل بلاغًا من الخدمات الأمنية بمحطة مترو ساقية مكى، بقيام سيدة بالقاء نفسها أسفل عجلات المترو، ولقت مصرعها على الفور، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيقات.