على طريقة «العتبة الخضراء» المحتال الكونت فيكتورالذي باع برج ايفل

الخميس 30 مارس 2017 | 08:52 مساءً
كتب : هدير فتحي

المحتال الذي باع برج إيفل! ولد الكونت فيكتور في النمسا عام 1890، والمعروف بالمحتال الأكثر خداعًا والمتصف بالوسامة ولباقة الحديث، نال لقب الكونت لرقته كان صبورًا شديد الحذر، وأتقن 5 لغات وانتحل 45 اسمًا، واعتقل عشرات المرات، منها 50 مرة في أمريكا.أول عمليات الإحتيال التي قام بها بدأ بالشرح عن آلية عمل الآلة وذلك بوضع ورقة نقدية من فئة 100 دولار داخلها، مبديًا استياءَه من أن الآلة تستغرق 6 ساعات لطباعة ورقة أخري من نفس الفئة، حينها يستشعر الضحية كمية الأرباح التي سيجنيها، ويستعد لشرائها بمبلغ خيالي يصل أحيانًا إلى 30,000 دولار، وبعد أن تتم الصفقة وخلال الـ12 ساعة التالية تطبع الآلة ورقتين آخرتين، وبعد ذلك تنتج ورقة فارغة، وبحلول وقت اكتشاف الخدعة يكون الكونت فيكتور أختفي.في ذلك الوقت توقفت عيناه عند خبر صدأ برج إيفل، وارتفاع تكلفة الصيانة والتصليح، وأن «الباريسيين» مستاؤون ويريدون إزاله البرج القبيح، فازدادت عيناه اتساعًا، ولمعت في رأسه فكرة جهنمية. بدأ بتنفيذ المخطط الذي جعل منه أسطورة المحتالين للقرن العشرين، استأجر غرفة في إحدى الفنادق العريقة، وبحث عن أكبر تجار الخردة المعدنية في باريس، وقام بكتابة دعوات رسمية لستة من التجار للإجتماع سري في فندق «كريون دي» لمناقشة صفقة تجارية، مستخدم أوراق حكومية مزورة.حضر الجميع، وقدم نفسه على أنه نائب المدير العام لوزارة «البرق والبريد»، سكت برهه ليستجمع أفكاره قائلًا: "تعلمون أن التكاليف الباهظة لصيانة برج إيفل جعل من المستحيل الحفاظ عليه، لذا قررنا بيعه كقطع خردة وذلك من خلال تقديم العديد من المزايدات للحصول على حق هدم البرج وحيازة 7000 طن من المعدن"، ثم صمت ليستشف وقع كلماته على وجوههم وأضاف قائلًا: "أرجو تقديم العطاءات في الغد، وأرجو أن يبقى الموضوع سرًا بيننا إلى أن تتضح جميع التفاصيل، ولا تنسوا بأن الأمر يعتبر سرًا من أسرار الدولة".استأجر الكونت فيكتور سيارة ليموزين واصطحب التجار في جولة إلى البرج، لمعرفة أيًا منهم الأكثر حماسًا وسذاجة، كان التاجر المدعو «أندريه» جديدًا في المدينة، وقرر الكونت فيكتور التركيز عليه، واستغل لهفته وبدأ بإغرائه قائلًا: "أنا كمسئولٍ حكومي لا أجني ما يكفي من المال لأواصل نمط الحياة التي أستمتع بها، وأحتاج إلى إيجاد سبلًا لزيادة دخلي، وأنت تعلم أن إيجاد مشتري لبرج إيفل يعتبر قرارًا كبيرًا، فهم «أندريه» قصد كلامه، وظن أنه يتعامل مع مسئول حكومي فاسد يريد رشوة، مما جعله يشعر بالراحة. نجحت الحيلة، واستطاع الكونت فيكتور أن يحصد أموال بيع برج إيفل 50,000 دولار، بالإضافة إلى مبلغ كبير من الرشوة يقدر بـ20,000 دولار، وفر هاربًا بأقصى سرعة وبيده حقيبة ممتلئة بالنقود مستقلًا بعد ذلك القطار المتجه إلى فيينا.