«الإعلاميين» في الإسكندرية: باعة الصحف يعانون.. ودعم النقابة هو الحل

الاثنين 28 نوفمبر 2016 | 07:40 مساءً
كتب : الإسكندرية- محمد أبو زيد

"أهرام.. أخبار .. جمهورية"، المناداة اليومية بأبرز مانشتات وتحقيقات الصحف لحث القراء على شراء الجرائد، تلك هي الصورة النمطية لبائع الصحف، وهي صورة تكاد تكون اختفت مع تطور العصر، وانتشار المواقع الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر الحديثة والهاتف المحمول فأصبح بوسع القارئ أن يتجول على مدار اليوم بين عشرات المواقع الإخبارية الإلكترونية، ليبدأ الإعتماد على شراء الجريدة المطبوعة في الإنحسار تدريجيًا.ومع تفشي الغلاء آثر كثيرون توفير أموالهم، وفي ظل هذه الظروف والتطورات أصبحت معاناة بائعي الصحف أشد، كون مصدر رزقهم قد تأثر بهذه المستجدات الطارئة. "بلدنا اليوم" التقت بغريب الشيخ، المتحدث الإعلامي لنقابة الإعلاميين بالإسكندرية، والذي كشف من خلال حواره على جوانب تكاد تكون منسية ومهملة تتعلق ببائعي الصحف الذين يتمتعون بميزة الإلتقاء اليومي المباشر مع القراء تمكنهم من رصد جيد لحال الثقافة في مصر، وتلقي أرائهم العفوية المباشرة التي تُمكِن من رصد أمين لمستقبل الصحافة في مصر بشكل عام، والصحف الورقية بشكل خاص بإعتبارها المصدر الكلاسيكي لمتابعة الأخبار، فضلاً عن رصد لأحوال فئة بائعي الصحف وأهم المشكلات التي يواجهونها والمطالب التي ينادون بها. متي تأسست نقابة الإعلاميين وما هي شرعيتها وخدماتها ؟هي أول نقابة عامة مستقلة تتمتع بالشرعية القانونية وظهرت بعد ثورة 25 يناير، تتكون من 13 شعبة، تضم في عضويتها العاملين بكل وسائل الاعلام والذين يجب أن تتوافر بهم شروط معينة في كل شعبة لكسب العضوية وتقدم خدماتها لأعضائها، ومنهم شعبة باعة الصحف في إطار بذل الجهود للمساعدة بحد أدنى للتأمين والمعاشات، ولكننا لسنا قادرين على التواصل مع التأمينات الاجتماعية حتى الآن. وقد تمكنت النقابة من تخصيص مبلغ عند زواج الابنة وعند وفاة العضو أو في حالة مرض معجز أو عملية وصل في العام الحالي إلى 5000 جنيه، وعدد شعبة باعة الصحف بالاسكندرية حوالي 70 عضو من اجمالي حوالي 200 بائع صحف علي مستوي الإسكندرية ويبلغ الاشتراك الشهري للعضو 15 جنيها. ما هي أبرز المشاكل التي تواجه باعة الصحف ؟قبل الثورة حاولنا التواصل مع النقابة العامة للعاملين بالطباعة والنشر التي رفضت انضمامنا لهم بدون أسباب رغم المحاولات المستمرة معهم، ونفس الحال بالنسبة لنقابة الصحفين الذين يعتبرون النقابة خاصة فقط بمن يمسك قلمًا، أما الخدمات المساعدة فليسوا تابعين لهم، على الرغم من أنه يجب النظر إلى الصحافة نظرة أشمل كصناعة غير مقتصرة فقط على الصحفيين، فهم أحد تروس هذه الصناعة وكذلك باعة الصحف وعمال النقل.وتساءل: "هل لو أصيب العامل الذي يرفع ربطة الصحف على كتفه ستصل الصحف إلى القارئ؟ معتبراً أنه بشكل عام فمنظومة النقابات في مصر "متخلفة" و"طبقية" فمثلاً نقابة المهندسين لا تقبل في عضويتها خريجي المعهد الفني الصناعي والذين يعملون في مهنة مساعد مهندس، وفي رأيي أن منظومة النقابات كلها بحاجة إلى مراجعة وتصحيح. ما هي تداعيات زيادة الأسعار مؤخرًا على مهنة توزيع الصحف ؟ إن مشكلة زيادة الأسعار الأخيرة أثرت على مستوى دخول باعة الجرائد وبالتالي على مستوى الخدمة المقدمة إلى القارئ وهو ما أدى إلى انتشار ظاهرة هجر بائعي الصحف لفروش الجرائد الخاصة بهم والبحث عن مهن أخرى وبالمعدل الحالي لم تحل المشاكل فقد تختفي المهنة في خلال عامين من الآن مطالبًا  بزيادة نسبة هامش الربح مع عدم زيادة سعر الجريدة فهامش الربح الحالي من 9,5 – 11 % ونطالب أن لا تقل عن 15 % مع ثبات سعر الجريدة حفاظًا على القارئ فأية هزة أخرى في الأسعار ستؤدي لعزوفه عن الشراء.  والدولة تتعامل مع بائعي الصحف معاملة رجال الأعمال مع أن حقيقة وضعنا إننا نعامل معاملة أدنى من الباعة الجائلين وعدم تبعيتنا لأية جهة تسبب لنا المشاكل والتراخيص التي نحصل عليها من الأحياء نحصل عليها بمجهودنا ورغم هذه التراخيص إلا أنه يفرض علينا غرامات شهرية تحتسب كإشغال طربق تختلف قيمتها من بائع إلى آخر، والمفترض حفاظًا على الصناعة أن تدعم الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بائعي الجرائد باعتبارهم أقصر وسيلة للانتشار الكتب إلى القراء وكذلك على التضامن الاجتماعي عمل معاش لذوي المهنة حيث أنهم طبقًا  للقوانين الحالية التي تحدد أن من يزيد دخله الشهري عن 150 جنيهًا  لا يستحق المعاش. وأناشد مجلس الوزراء باسم كل بائعي الصحف علي مستوى الجمهورية 70 ألفًا بائع ضمهم لمنظومة الفئات الأولى بالرعاية نظرًا لتدهور المهنة، ومعتبرًا أن الدولة إذا خصصت نسبة 10 % من دعم الصحف ودعم نقابة الصحفيين لبائعي الصحفيين فإن هذا سيسهم بجزء في حل المشكلة. هل مشاكل توزيع الصحف الورقية بسبب انتشار المواقع الإلكترونية الإخبارية ؟هذا الكلام هو "حجة" غير صحيحة ؛فنوعية القارئ مختلفة فالذي يعتمد علي ريحة الحبر .."ويبقي ماسك الورقة" غير قارئ الموقع الإلكتروني "اللي لما يقرأ حيلاقي نفسه يكتب فيتحول إلي قارئ متفاعل " أما القارئ الجيد هو من يشتري الجريدة ليقرأ العمود والتحليل وهو بدوره قارء يختلف عن قارئ الحوادث وقارئ الرياضة والذين يعتبروا قراء موسميين. فما هو سبب تراجع توزيع الصحف الورقية؟ السبب الأساس في تراجع توزيع الصحف فهو تراجع مهنية كثير من الصحفيين الذين بات كثيراً منهم يكتبون لمصالح خاصة دون التفات لمشاكل الناس الحقيقية وهو ما جعل كل الصحف عند القارئ متشابهة فالصحيفة التي كانت مصنفة كصحيفة معارضة تقدم الرأي الاخر أصبحت غير موجودة "فالقارئ اللي كان بييجي ياخد جرنال معارضة وجرنال حكومة فيلاقي الاتننين متطابقين واخدين نفس الخط (بيطبلوا) بالتالي اترسخ مفهوم لدي القارئ أن الصحيفة هي الموقع الإلكتروني"، وبصفة عامة فإن الصحفيين القدامى كانوا أكثر مهنية من الجيل الحالي، والدليل أنك كقارئ تستطيع تذكر مائة اسم من أسماء الصحفيين القدامى أما الجدد فلا تستيطع أن تحصي منهم عشر أسماء بإستثناء نجوم "التوك شو".

اقرأ أيضا