عبدالله رشدي يكتب: مَنْ يَدِّعي عَدَمَ وُجُوبِ الحِجابِ فهو كَاذِبٌ...وتَحِيَّةً لكلِّ من التَزَمَتْ أَمْرَ رَبِّها

الخميس 09 اغسطس 2018 | 04:08 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

نسأل الله أن يغفر لمن ذلَّ، وكلُّنا ذو خَطَأ، ولاتعرفُ الأمةُ الإسلاميةُ في كافةِ مصادرها إلا وجوبَ الحجابِ، ومن ادَّعى أن لدينا في مصادرِنا اتجاهًا بعدمِ وجوبِ الحجابِ فهو كاذبٌ يَتَّجِرُ بدينِ الله.

 

ونصوص كلام الله ورسولِه وصحابتِه في وجوب الخمار والجلباب واضحةٌ، فلا تَلْتَفِتوا لمن يَلْوُونَ أعناقَ النصوصِ ليتخلَّصوا من تأنيب الضمير، أو لِيُنَفِّذوا أجندة أسيادِهم المفروضةَ عليهم، وإجماع المسلمين على وجوب الحجابِ قديمٌ قبل ظهور الإخوان والوهابيةِ، فلا تلتفتوا لمن يُحَاولونَ تزييفَ الحقائق.

ونذكر بقوله تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" وخمار المرأة زيٌّ معروفٌ في اللغةِ العربية يُلْبَسُ في الرأسِ، كما أنَّ خمارَ الرجلِ في اللغة العربيةِ هو العمامةُ. ولو كان الله لا يريدُ الخمار لما ذكرَه في سياقِ الأمرِ، ولقال: "وليغطين جيوبهنَّ" فقط. كما نُذَكِّرُ بقوله: "قل لأزواجك وبناتِك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعْرَفنَ فلا يُؤذَيْنَ" والجلباب في لغة العرب الثوبُ الذي يستر من الرأس للقدم، والغايةُ من هذا الأمرِ هي "فلا يُؤذيْنَ" ولاشكَّ أنَّ مطلوبِيَّةَ الحجابِ تزدادُ اليومَ اطِّراداً مع ازديادِ الأذى، والله لم يجعل هذا النصَّ مشروطاً بشيءٍ فليس لأحدٍ من البشرِ أن يشترِطَ على اللهِ ما لم يَشْتَرِطْه اللهُ في نص كلامِه.

 

ونُذَكِّرُ بقوله تعالى: "ولا يضربن بأرجلهنَّ لِيُعْلَمَ مت يُخْفينَ من زينتِهِنَّ" فالله ينهى عن إحداث المرأةِ لصوتٍ بحذاءِها وهي تمشي حتى لا يلتفتَ الرجلُ لصوتِ خَلْخَالِها الذي تُخفيه، فما بالنا برجِلِها التي فيها الخَلْخالُ، أَسَيُبيحُ ظهورَها ويُحَرِّمُ ظهورَ الخَلخالِ الذي فيها؟ أينهاها عن صوتِ خَلْخَالِها الذي في رِجْلِها ثمَّ يأتي مُخْتَرِعٌ ليقول إنَّ ساقَ المرأةِ ورجلَها لابُدَّ أن تَظْهرَ لأنَّ الجمالَ لا يُحِبُّ السَّتْرَ!؟ تحيةً لكلِّ امرأةٍ احتجبت أو انتقبتْ في هذا الحرِّ الشديد، ونسألُ اللهَ العونَ لمن قامتْ بذلك.

 

ودعوةً من القلبِ لكلِّ أختٍ مسلمةٍ لنا لَمَّا تَرْتَدِي الحجابَ بعدُ أنْ يَمُنَّ الله عليها بالطاعةِ وأن يشرَحَ للخيرِ صدرَها، وأنْ يجعلها من إماءِهِ الصالحاتِ القانتات، وأن يكتُبَ لنا الهدايةَ جميعاً.

 

من حقِّ الإنسانَ أن يختارَ ما يشاءُ، ولكنَّ اختيارَك لا يعني مشروعيةَ ما تختارُه، فقد تختارُ المعصيةَ على الطاعةِ، وأنت حرٌّ لكنَّكَ لستَ مُصيباً، ومع ذلك فحسابُكَ على اختيارِك غيرِ الصحيحِ إنما هو عند الله الذي لا يضلُّ ولا ينسى، قد تتركُ المرأةُ حجابها، ولكنها بذلك خالفتْ ربّها الذي تجب طاعتُه فيما أمرَ، وينضافُ لذلك مخالفتُها لزوجِها-الذي هي مَأمورةٌ بطاعتِه في غير معصيةٍ تنظيماً لسير الحياةِ الأُسَرِيَّةِ إذ القيادَةُ المزدوجة لا تنجحُ أبداً مع التأكيدِ على التشاورِ بينهما طبعاً- إن كان قد نهاها عن ذلك الفعلِ ولم يَرْتَضِهِ لها، وكنَّنا مع كلِّ ذلك نقولُ إنَّ واجبنا أن ندعوَ بالهداية للجميع دونَ شماتَةٍ ولا استهزاءٍ، فهذان ليسا من خُلُقِ الإسلامِ، وتذكروا أنَّ العجبَ ليس ممن هلَك كيفَ هلكَ، ولكنَّ العَجَبَ حقَّاً ممن نجا كيف نجا.

اقرأ أيضا