بعد تصويت البرلمان للنظام الرئاسي.. غموض حول مستقبل تركيا

الاربعاء 25 يناير 2017 | 12:57 مساءً
كتب : سليم صفي الدين

اتفق المحللون بعد محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا العام الماضي أن تركيا لن تكون مثل تركيا بعده، وفي ظل الهجمات الإرهابية التي تعاني منها تركية في تلك الفترة، وكبح جماح أي محاولة للخروج عن ما أراده الرئيس التركي رجب أردوغان، صوت منذ عدة أيام البرلمان التركي لتحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.ليوافق البرلمان التركي على مشروع يعطي لأردوغان صلاحيات واسعة جعلت من البعض يتوقع مستقبل مشؤوم للمعارضة التي تعاني بالفعل قبل هذا التحول.وتنص مواد القانون الجديد على رفع إجمالي عدد النواب في البرلمان التركي من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للنيابة البرلمانية من 25 إلى 18 عامًا، باستثناء ذوي الصلة بالخدمة العسكرية، وإجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد مرة واحدة كل 5 أعوام، وإجراء الانتخابات الرئاسية في اليوم ذاته، وفي حال لم يحصل أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية للأصوات المطلوبة، ستجرى جولة ثانية وفقًا للإجراءات المنصوص عليها.ووفق القانون الجديد، يشترط أن يكون سن الترشح لرئاسة الجمهورية التركية 40 عاما وأن يكون المرشح منالمواطنين الأتراك الحائزين على درجة في التعليم العالي، على أن ينتخب الشعب رئيسا مدة ولايته 5 أعوام يمكن تجديدها لمرة واحدة أخرى.كلمة الفصل للشعبومن جانبه، أكد بكر بوزداغ، وزير العدل التركي، في حديثه لوسائل الإعلام المحلية، أن الحكومة التركية على استعداد لتنظيم استفتاء شعبي خلال فترة أقصاها 3 شهور من تاريخ مصادقة البرلمان.وأضاف أن الاستفتاء سيتم قبل صيف العام 2017، وأنهم ينتظرون اتفاق حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية على تاريخ عرض مشروع الدستور الجديد على البرلمان، ليتسنى لهم التحضير للاستفتاء.وفي تصريحات خاصة لــ"بلدنا اليوم"، قال دكتور خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، المتخصص في الشأن التركي، إن أردوغان أحكم سيطرته على كل المؤسسات السيادية في تركية، فمن قبل كان يسطر تمامًا على الداخلية والحرس الجمهوري فقط، والآن أستطاع أن يسيطر على أكثر من ذلك، فأحكم قبضته على الجيش بعد الإنقلاب المزعوم "على حد تعبيره"، والبرلمان لتتحول تركية إلى سلطنة بالكامل.وأشار رفعت، إلى أنه الآن تتواجد ميدانيًا القوات التركية في شمال العراق، وكذلك في شمال سوريا، وهذا هو الغريب في الأمر، متوقعًا كثير من الأزمات في جنوب تريكا خصوصًا في الأقاليم الكردية.وأكد مدير مركز الدراسات، أن أردوغان ناجح إقتصاديًا وداخليًا بنسبة كبيرة، وانسلاخه من المعسكر الأمريكي وتحالفه مع الروس أكبر دليل، مشيرًا إلى الطلعات الجوية المشتركة بين روسيا وتركيا لضرب داعش، التي كان أردوغان يوفر لها الدعم اللوجستي بالكامل فيما سبق، مؤكدًا أن أردوغان برجماتي من الدرجة الأولي، ويسعي لمصالحه فقط، لا يوجد لديه قيم أو أخلاق نهائي "بحسب تعبيره".من جانب آخر قال، مصطفى زهران، الباحث في الشئون التركية، إن هناك لبس عند الكثير حول القانون الذي صوت عليه البرلمان، فالنظام ليس رئاسي كامل، وإنما هو نظام يجمع بين الرئاسي والبرلماني، مشيرًا إلى أنه لا يعطي صلاحيات كاملة لأردوغان.وأضاف زهران، أن القانون يعطي صلاحيات لأردوغان تسمح له بأداء أعلى مما سبق، مؤكدًا أن أردوغان يسعى بشكل أو بآخر في ظل تموضع تركيا إقليميًا أن يكون له بصمة أكبر تأثيرًا، خاصةً بعدما أصبح لتركيا دور ونفوز في الشمهد السوري والعراقي.وأكد الباحث في الشؤون التركية، أن الإستفتاء الشعبي مهم، مشيرًا إلى أن ما في مخيلة الأتراك ما بعد أردوغان وليس فترة أردوغان نفسها، لأنهم لا يريدون أن يأتي أتاتورك آخر، متوقعًا حزمة من الإصلاحات الدستورية التي تحول دون مجئ رئيس لديه صلاحيات كاملة. وأردف أن تركيا ما بعد الإنقلاب الفاشل أقوي من تريكا قبله.

اقرأ أيضا